نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية عن مسؤولين أميركيين ويمنيين قولهم: إن الولاياتالمتحدة استخدمت طائرة بدون طيار في هجوم الخميس الماضي على هدف للقاعدة في اليمن، وهي المرة الأولى التي تستخدم الولاياتالمتحدة في هجومها طائرة بدون طيار في هذا البلد منذ عام 2002. وقال مسؤول أمني يمني إن عضوين من القاعدة قُتلا في الهجوم في محافظة شبوة النائية اليمنية يوم الخميس. وذكرت الصحيفة أن قيادة العمليات المشتركة الخاصة الأميركية التي تدير هذا النوع من الطائرات قد نشرتها في اليمن العام الماضي كجزء من جهود أميركية سرية لتفعيل مطاردة عناصر القاعدة في البلاد.. مشيرة أنه على مدى ال18 شهراً الماضية كانت الضربات الجوية السابقة في اليمن تُشن بصواريخ كروز والتي تطلقها زوارق للبحرية الأميركية قبالة السواحل اليمنية. وقال مسؤول أميركي: "هجوم يوم الخميس كانت الضربة الأولى بطائرة بدون طيار"، مضيفاً بأن هذه الطائرات كانت تقوم بدوريات في أجزاء من اليمن خلال العام الماضي، لكنها لم تطلق أي صواريخ لعدم وجود معلومات كافية عن المواقع المستهدفة وإن نشر هذه الطائرات في اليمن تزامن مع توسع كبير في وجود وكالة المخابرات المركزية في البلاد، لكن مسئولين أمريكيين قالوا: إن الأمر قد يستغرق سنوات لبناء شبكات للمعلومات والحصول على معلومات استخبارية عن مكان وجود أنور العولقي وغيره من قيادات القاعدة في شبه الجزيرة العربية. وأوضحت الصحيفة أن المعلومات حول الضربة الأخيرة جاءت من العقيد/ حميد صالح مدير أمن منطقة ميفعة بمحافظة شبوة، وقال إن صاروخاً ضرب سيارة كان فيها الرجلان الذان قتلا في الضربة. متحدث باسم الحكومة اليمنية لم يؤكد أن الصاروخ تم إطلاقه من طائرة أميركية بدون طيار، لكنه كشف عن هوية القتيلين وهما مساعد مبارك الدغاري وعبدالله مبارك الدغاري. وتشهد اليمن منذ عدة شهور مظاهرات مناهضة للحكومة تطالب الرئيس/ علي عبدالله صالح بالتخلي عن السلطة، وقال مسئولون أمريكيون إن الاضطرابات السياسية كانت متضاربة مع الجهود الأميركية واليمنية في عمليات مكافحة الإرهاب. وقال كريستوفر بوسيك خبير في الشؤون اليمنية في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، إن صالح أصبح أكثر اهتماما ببقائه السياسي من محاربة القاعدة. وقال: "من البداية، حولت حكومة صالح أصول مكافحة الإرهاب لحماية النظام، وهذه الدراما السياسية هي الدائرة في اليمن، وأسوأ الأمور تحدث على أرض الواقع، لذلك فإن الأميركيين سيتدخلون إذا لزم الأمر ذلك". وفي أول تعليق على هذه الحادثة، وحول ما إذا كانت أميركا قد استغلت الظرف الذي تمر به اليمن سيما وأن أطراف العملية السياسية اليمنية حاكمة ومعارضة معولة على الموقف الخارجي لمواجهة الآخر سياسياً لذا لم يتم اعتراض من أي طرف عليها، أكد السياسي المعارض عبدالملك المخلافي الأمين العام السابق للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري إن هذه العملية تأتي في إطار الهدايا التي يقدمها النظام للولايات المتحدة على حساب السيادة والكرامة الوطنية والدستور لكي تضمن بقاءه في السلطة مدة أطول. وقال المخلافي في تصريح خاص ل"أخبار اليوم": هذه العملية تؤكد أن أميركا لا تعول على إرادة ومطالب الشعب، ولكنها تهتم بمصلحتها الخاصة التي يقدمها لها هذا النظام من خلال إعطائها الحق في قتل مواطنين يمنيين خارج القانون بطيران أميركي كما ظهر في عدة عمليات في المعجلة ومأرب، وهو الترخيص الذي كشفت عنه وثائق ويكيليكس من خلال طرح النظام للأميركان "أقتلوا مواطنينا ونحن سوف نغطيكم ونقول إن هؤلاء قتلوا بواسطتنا". واعتبر المخلافي العملية جريمة جديدة في حق الوطن والشعب والسيادة، وتعد كافية لأن يخلع الشعب هذا النظام وأن يثور عليه ، كون حرية الأوطان وسيادتها التزاماً دستورياً على الحاكم وعهداً منه وقسماً يؤديه وفقاً للدستور، فإذا خان هذا العهد والقسم يجب أن يستعيد الشعب الأمانة لأن الحاكم لم يكن عند مستواها. وأشار القيادي المعارض إلى أن الحاكم لا يضع أي اعتبار للشعب، وأن يعتقد أن أميركا ستحميه من شعبه إذا ما استمر بإعطائها مثل هذه التراخيص لارتكاب الجرائم. وأضاف: أقول لزملائي في المعارضة لا تعولوا على أي موقف خارجي فهذا الموقف سواء كان الأميركي الذي يبحث عن مصالحه فقط أو الإقليمي وأقصد هنا الخليجي الذي يحاول أن يخمد هذا الثورة لأنه لا يريد أن يكون هناك ثورة حقيقية في المنطقة، فلا تركنوا إليهم حتى بما قدموا من مبادرات، فهدفهم كسب الوقت وإعطاء النظام الفرصة ليرتب أوراقه من جديد . مستدركاً بالقول: أقول للثوار أصحاب القرار في استعادة السلطة والسيادة والدفاع عن الوطن في مواجهة مثل هذه الجرائم المخالفة للشرائع والقوانين بما فيها القوانين الأميركية. وعن تفسيره لصمت المعارضة حيال هذه الجريمة وعدم إدانتها أيضاً من قبل شباب الثورة في جميع الساحات والميادين يرى المخلافي أن هذه الجريمة تمت في ظلال ظروف يعيشها الوطن من حالة الترقب بعد رفض النظام للتوقيع على المبادرة الخليجية، ومن ثم إعادة ترتيب أوراق المعارضة والثوار، كما أنها لم تحض بتغطية إعلامية واسعة.. مؤكداً في الوقت ذاته إدانته لهذه الجريمة، وأن أي شاب من شباب الثورة في ساحات الاعتصام إذا ما سئل حول هذه الجريمة سيدينها.. كون سيادة الوطن لا تتجزأ، مشيراً إلى أن من أهم أهدف الثورة أن يستعيد الوطن سيادته وكرامته. وكان شخصان قد لقيا حتفهما فجر الخميس الماضي في منطقة "عبدان" بمديرية نصاب محافظة شبوة، في غارة جوية نفذتها طائرة حربية يعتقد بأنها أميركية . حيث أفادت مصادر محلية ل" أخبار اليوم" أن طائرة بدون طيار حلقت بعلو منخفض في أجواء منطقة عبدان وقامت صباحاً بإطلاق صاروخ على سيارة كان يستقلها شخصان من قبيلة آل دغار، ما أسفر عن مصرعهما وتفحيم جثتيهما وتدمير كلي للسيارة. وأكدت ذات المصادر أن القتيلين في الغارة هما "مساعد مبارك الحرد" وشقيقه "عبدالله مبارك الحرد" اللذان تتهمهما الأجهزة الأمنية بالانتماء لتنظيم القاعدة وضلوعهما في عمليات إرهابية في محافظة شبوة. وقال شهود عيان: إن الطائرة الحربية التي كانت تحلق على علو منخفض صباحاً شوهد عليها العلم الأميركي، لكن دون أن يتم التأكد من صحة هذه الروايات. وأعلن موقع وزارة الدفاع اليمنية أن من وصفهما بالقياديين في تنظيم القاعدة مساعد وشقيقه لقيا مصرعهما أثناء ملاحقة أجهزة الأمن لهما للقبض عليهما, دون أن يشير الموقع إلى أي قصف جوي. إلى ذلك لقي مواطن مصرعه ظهر اليوم ذاته أمس الأول في مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة برصاص جنود من الأمن المركز، عندما فتحوا النار عشوائياً على سيارة مشتبه بها، ما أسفر عن مقتل المواطن "منير شمسان" من أبناء محافظة تعز وصاحب باص أجرة وذلك أثناء مروره بجانب نقطة الجلفوز وتم نقل جثته لمستشفى عتق المركزي. وفي سياق آخر تم بعد مغرب الخميس الماضي العثور على جثة ضابط في الجيش ملقية على الخط العام في منطقة حنان بمديرية بيحان، فيما لا يزال الغموض يكتنف الحادثة حتى لحظة كتابة الخبر.