الوفاء للجنوب يعني الوفاء لشهداء الجنوب وجرحاه ومعتقليه وحراكه السلمي، والوفاء لتضحياته وما عاناه من السلطة من نهب الحقوق والاعتداء على الممتلكات ومصادرة الحريات، و كذلك الكبت والقمع والظلم والفساد المستشري في كافة مفاصل نظام انتهت فترة صلاحيته وآن الأوان لإسقاطه... في هذا الاستطلاع يطرح عدد من شباب عدن وجهة نظرهم من وحي جمعة الوفاء للجنوب، فإلى حصيلة الاستطلاع: خطوة مهمة في حل القضية يقول جميل عبد الحكيم أحمد: إن رحيل النظام بالتأكيد يعتبر خطوة مهمة في حل القضية الجنوبية ، فلا يخفى على أحد بأن النظام الحالي هو سبب رئيسي في خلق معاناة أبناء الجنوب، وهو من مارس الإقصاء والتهميش لشركاء الوحدة وزرع الفرقة بين أبناء اليمن الواحد وعلى طريقة (فرق تسد). ويضيف جميل: هذا النظام وأعوانه في حال رحيله لا شك بأنه ستكون هناك فرصة تاريخية لحل القضية الجنوبية حلاً عادلاً ومرضياً بما يلبي طموح وتطلعات أبناء الجنوب في إعادة الشراكة الحقيقية في السلطة والثروة في ظل دولة مدنية تكفل لكل المواطنين حق العيش فيها بحرية وكرامة. ولكن مجرد إسقاط النظام وحده لا يكفي لحل القضية الجنوبية و بالحوار وحده ستحل كل مشاكل اليمن وعلى رأسها طبعاً القضية الجنوبية. من جانبه فهمي عبد الرب يرى أن تسمية الجمعة الماضية بجمعة وفاء الشعب للجنوب و إن جاءت متأخرة إلا أنها وضعت يدها على أكبر جرح أصاب الجسد اليمني وهو النصف الآخر من الجسد. وقال : نحن في المحافظات الجنوبية نحتاج لتطمينات أكبر لحفظ قضيتنا من الالتفاف و محاولات إسقاط القضية، إلا أنني أعتبر التسمية بحد ذاتها ضربة قاضية لمن يحاولون التشويش على الثورة الشبابية و محاولة التفريق ببث المخاوف بين الثوار بالسموم المدسوسة وترويجها في الساحات. وأضاف: تسمية الجمعة بوفاء الشعب للجنوب عبر عن شجاعة هذه الثورة، حيث أنها قدمت اعتذاراً قوياً وواضحاً لأبناء الجنوب وننتظر خطوات ملموسة تطمئن الجنوبيين تجاه قضيتهم العادلة. أحمد فؤاد قال: نحن في الجنوب عندما انضممنا إلى الساحات بداية الثورة وواجهنا الكثير من اللوم، ولكننا تحملنا بسبب يقيننا بأن سقوط النظام الفاسد و مشكلتنا ليست مع أخواننا في الشمال بل مع هذا النظام الفاسد و نشارك مع كل المطالبين بإسقاط النظام وتوحيد جميع الشعارات في كل الميادين والساحات حتى نفوت الفرصة على النظام في محاولات شق الصف والتفريق. ويضيف أحمد قائلا: كانت هناك تساؤلات حول مستقبل قضيتنا الجنوبية ولكن عندما جاء تسمية الجمعة بجمعة الوفاء الجنوب كانت بمثابة اعتذار واعتراف بعدالة القضية واثبات بأنها ستكون من أولوية القضايا بعد الثورة حتى نضمن سلامة وحدتنا و بدء الخطوة الأولى نحو بناء الدولة المدنية. ويؤكد عارف بن بريك: بأن للتسمية نوع من الرمزية للتضامن مع الجنوب واعترافاً بقضيته العادلة، حيث أوجدت نوعاً من الارتياح لدى الأوساط في الساحات في عدن ودليل على عزم الثورة الصادق لإعادة الاعتبار للجنوبيين مع التأكيد على وجوب وجود خطوات عملية للتأكيد على هذا التضامن. القضية الجنوبية على رأس القضايا الوطنية ويتابع عارف حديثه بالقول: في الجنوب قضية عادلة ظهرت المطالبة بها قبل اندلاع الثورات العربية في المنطقة و الجنوبيون كان لهم قدم السبق في النضال والمطالبة بالحرية والكرامة و على ذلك نحن نتوقع بعد سقوط النظام بأن تكون القضية الجنوبية على رأس أولويات القضايا الملحة على طاولة الحوار. وقال عارف: باعتقادي أن الشعب لم يكن في حالة توحد مثلما هو الآن لأن الثورة وحدت مشاعر اليمنيين في كل مكان، حتى المغتربين صاروا على قلب رجل واحد وهذه من حسنات ثورة إسقاط النظام، ولهذا فإننا أمام لحظة تاريخية لا تأتي دائماً في تاريخ الشعوب و لا بد من انتهاز الفرصة و العمل على حل كل قضايا الوطن التي انتجها النظام القائم و أولها القضية الجنوبية. محمد اللوزي: يشير إلى أن جمعة وفاء الشعب للجنوب من أفضل وأسمى التسميات التي نال شرفها الثوار في كل محافظات اليمن، فقد عكست مدى الأخوة والتلاحم بين أبناء الوطن وعلى عكس ما قيل من البعض بان تسميتها أتت في وقت متأخر لأن الثوار أعلنوا القضية الجنوبية كأوائل القضايا التي يجب طرحها ومناقشتها وإيجاد حل مناسب لها مباشرة بعد سقوط النظام ورحيل "علي عبدالله صالح" المسبب لكل تلك الفتن بين أبناء الشعب الواحد وماراهن عليه كورقة ضغط على الثوار في الشمال بتهديدهم بالجنوب وضغط على أبناء الجنوب بأعماله التعسفية في المحافظات الجنوبية والتي كان آخرها اقتحام مخيم المنصورة في عدن وقصف منطقة الحد في يافع لجر أبناء الجنوب إلى الخروج من سلميتهم وجر البلاد إلى حرب أهلية تعتبر من نسج الخيال وأحلام واهية لعلي صالح ونظامه ولن تتحقق له أبداً وذلك بعزم الرجال والشباب الأوفياء شباب اليمن من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه، فكلنا صحنا بصوت واحد ألا وهو "ارحل" الثورة جسدت معاني الوحدة في ربوع الوطن رفعت نجيب يقول: نحن كشباب يدنا واحدة من أقصى اليمن إلى أقصاه اجتمعنا تحت رابطة الأخوة والدم والوطن و ليس غريبا أن تسمى هذه الجمعة بجمعة وفاء الشعب للجنوب لأننا شعب واحد وهمنا واحد ونتآزر فيما بيننا و لن تفرقنا الفتن أو الشائعات و هذه الجمعة دلت على إرادة الشعب و إصراره على نبذ الافتراق و الخلاف. سامح ردمان يرى: إن كان من خير نظام المجرم علي صالح في تأخره عن الرحيل فهو أنه زاد من وحدة الشعب واستخرج أفضل ما لدى الشعب من صور التلاحم و الوفاء و الوحدة والأخوة وأبرز معاني وحدة الأرض والشعب والمصير في ربوع الوطن. وتابع حديثه: نقول له نحن لا نريد أن ترحل بل نريدك أن تبقى وأن ترى نظامك يتهالك ويتآكل كما يتآكل الجسد المريض نريدك أن تبقى لتحاكم أنت وجميع من أساء و ظلم ونهب، و إسقاط النظام الفاسد ليس عصاً سحرية لتحل القضية الجنوبية و يكون الحل بإشراك الجميع بالحوار والجلوس على طاولة واحدة.