شهدت العاصمة صنعاء وعدد من المدن الرئيسية أمس الأربعاء إضراباً تصاعد بشكل لافت تلبية لدعوة شباب الثورة السلمية, فيما دعا رجال أعمال بقية منتسبي القطاع الخاص للقيام بواجبهم الوطني لإنجاح الإضراب الجزئي يومي الأربعاء والسبت من كل أسبوع. وتفاوتت نسبة نجاح العصيان، ففيما حقق نسبة نجاح كبير في عدنوتعز وأبين وشبوة ولحج كانت الاستجابة جزئية في الحديدة وإب والبيضاء والعاصمة وذمار وحجة. وقام غالبية المحال التجارية بإغلاق محلاتهم من الثامنة صباحاً وحتى الثانية عشر ظهراً، ما أصاب حركة السير والمواصلات بالشلل التام، كما أغلقت معظم المؤسسات الحكومية وامتنع الموظفون عن الذهاب إلى مقار أعمالهم، خصوصا في محافظات تعزوعدن ولحج وأبين وشبوة، فيما اقتصر العصيان على إغلاق المحال التجارية في المحافظات الاخرى، وتوقفت الدراسة في الجامعات الحكومية وفروعها في المحافظات اليمنية منذ بداية الثورة، كما توقفت عملية الاختبارات في عدد من المدارس الحكومية والأهلية. ودعا رجل الأعمال البرلماني السابق: عبدالله الحظاء منتسبي القطاع الخاص والتجار الذين أيدوا الثورة إلى الانحياز لخيار الشعب ودعم ثورة الشباب السلمية حتى تحقق أهدفها لما فيه تحقيق مصلحة لشعب والقطاع الخاص جزء مهم فيه. وفي ندوة نظمها أمس الأربعاء المنتدى التجاري والصناعي بساحة التغيير بصنعاء لمناقشة دور القطاع الخاص في العصيان المدني لمساندة الثورة الشعبية السلمية طالب الحظاء القطاع الخاص بالتوقف عن التعامل مع الجهات الحكومية أو أي مؤسسة من مؤسسات النظام الذي يتهاوى يوماً بعد يوم. و تطرق الحظاء إلى الوضع الذي يعاني منه القطاع الخاص وجعل الكثير من المستثمرين اليمنيين والأجانب ينسحبون ويسحبون أموالهم للاستثمار في دول أخرى, مشيراً إلى أن جميع القطاع الخاص في اليمن يعاني من ابتزاز النظام بداية من صاحب العربية وحتى التاجر الكبير. ونوه إلى عدد من العراقيل التي وضعها النظام أمام القطاع الخاص والمستثمرين ومنها إجبارهم على دفع الرشاوى أو إتاحة الفرصة لمسئولين ونافذين لمشاركتهم في مشاريعهم الاستثمارية. وفيما وجه الحظأ الشكر والتقدير للتجار وغالبية منتسبي القطاع الخاص الذين أعلنوا تأييدهم للثورة طالبهم بدعم الثورة بمختلف الوسائل المتاحة وأبرزها الإضراب الذي دعا إلى تنفيذه شباب الثورة يومي الأربعاء والسبت. وأكد عضو اللجنة التنظيمية للثورة الشعبية السلمية (وسيم القرشي) أن الرهان المفترض من الشباب لإسقاط النظام داخلياً وخارجياً عبر إسقاط مكوناته ومؤسساته وجعله يقف وحيداً حتى سقوطه المؤكد مع قليل من الدماء وأهم الأسلحة لذلك هو العصيان المدني . ودعا القرشي رجال الأعمال والتجار إلى مساندة الشباب الذين يقدمون أرواحهم من خلال التوقف عن دفع الضرائب وكل الموارد التي تذهب لصالح نظام علي صالح، حيث أنه بالمال ذاته يدفع للمأجورين ويشتري الأسلحة لقتل شباب اليمن. وقال القرشي إن المصالح الاقتصادية تأتي في مقدمة المصالح التي يهتم بها المجتمع الدولي والغرب خاصة ويجب أن يفهم الغرب أن مصلحته لم تعد في صف الرئيس صالح وأن مصالحه مهددة في ظل هذا الوضع ولابد أن يشعروا أن مصالحهم ستتحسن بعد نجاح الثورة ولن تتضرر وستكون بحالة أفضل مما كانت عليه في عهد صالح. وحذر القرشي شباب الثورة السلمية من الانجرار وراء العنف لتحقيق الأهداف التي يسعى إليها النظام لجره والوطن اليمني عموماً إلى حرب أهليه, ويتوجب أن يكون إسقاط النظام سلمياً وإنهاكه مالياً وسياسياً ودولياً. من جانبه أكد الدكتور/ عبدالقادر البناء أن القيام بالثورة من واجب الجميع وليس شباب الشباب وحدهم وكذلك تنفيذ العصيان المدني هو مهمة وواجب قطاعات واسعة من الشعب أبرزهم القطاع الخاص وليس الشباب وحدهم. وقال البناء إن دعم التجار للثورة وتجاوبهم من خلال العصيان المدني والإضراب سيضاعف من تجارتهم أضعافاً مضاعفة بعد انتصار الثورة وسينهي حالة الخسران والإضرار والابتزاز التي أصابتهم خلال عهد صالح.