يبدو أن الاتحاد اليمني لكرة القدم مصر على السير في الاتجاه المعاكس، والاستمرار بدوري كرة القدم بدرجته الأولى دون التفات إلى ما يدور على واقع البلد من فوضى وانفلات أمني وارتفاع صيحات الشارع المطالب بالتغيير في كل المحافظات وتزايد أعداد الشباب، وكأنه قد وضع على عيون من يمتلك إصدار القرار نظارات تم شراؤها لهم من مواقع أخرى ليست لها علاقة بكرة القدم. في تونس حين قامت ثورة الشعب أوقف الدوري ومثله كان في مصر، ومع ذلك يبدو أن شأن السياسة عندنا تفوق في كل تفاصيله، وأجبر الاتحاد اليمني الذي ينطوي تحت إمرة اللجنة الأولمبية اليمنية ووزارة الشباب ومن يعتلي شأنها على الانصياع، ودون نقاش لإبقاء أمور كرة القدم في المتناول ولو على الوضعية التي تعيشها البلد التي تتخذ يوما وراء آخر منحنيات أكثر صعوبة، وتنفتح لما هو أصعب لفعل ما يدور وما يحدث. أمس كان د. حميد شيباني أمين عام الاتحاد يصرح بأن الدوري سائر، وأن المتخلفين سيواجهون ببنود اللوائح، وهو أمر لا يمكن أن يكون له أساس باعتبار أن اللوائح يفترض أن تطبق من الآن في حال أراد الاتحاد أن يمر على ظروف الأندية التي تعاني الويلات كما هو الحال بالنسبة لحسان أبين الذي شرحت ظروفه وأوضاعه أمام الجميع.. فاللائحة تنص على هبوط الفريق المتخلف لمباراتين متتاليتين، وهو منطبق على حسان، ومع ذلك كانت السياسة تفرض نفسها في إقناع شعب صنعاء والعروبة في إعادة المباراة من منطلق ليس مختلف شكلا ومضمونا والجميع يعرف ذلك. ومع ذلك وبما أن الاتحاد يناقض أفعاله في تقدير ما يدور كان حسان المثخن بالجراح والمصاعب والمتاعب وكل المترادفات يغيب في الجولة التي أعيد بها الدوري، وسيغيب في الجولات القادمة، حيث كان القائمون على الشأن الكروي والمسابقات لا يستطيعون إقامة مباراة شباب البيضاء والهلال لدواعي أمنية، تؤكد حالة البلد المتشابكة التي لا يعرف إلى أين ستصل إلا الله سبحانه وتعال .. ومع ذلك يبدو أن الحكاية قد كتب لها عناوين أخرى لا تنظر إلى مصلحة الأندية واللاعبين ومن يتبعهم، فاتحاد كرة القدم لن يكون بوسعه اتخاذ أي إجراءات ضد الأندية المتخلفة إلا بعد حين بعد أن يكون الأمر في المتناول كما يظنون.. متناسيين أن الوضع يتفجر في محافظات الوطن، وأن ممارسة كرة القدم في هذا التوقيت أمر مسيء لهم، لأنهم يعبرون بها عبر مشاعر أناس حتى لو ابتعدنا عن الانتماءات والقناعات التي تتملك هذا وذاك.. حيث يرى الأغلبية إلا من غلب على أمرهم أن بإمكان الاتحاد اليمني لكرة القدم إيقاف الدوري والتفرغ للمنتخبات الوطنية الأربعة (الكبار والأولمبي والشباب والناشئين) الذين ينتظرهم استحقاقات مهمة، وأمامها عراقيل كبيرة أبرزها الحالة التي تمر بها العاصمة التي كان فيها المنتخب الأولمبي يمنع مرتين من قبل بلاطجة متمركزين في مدينة الثورة الرياضية، وهو أمر معروف للجميع، ومع ذلك حاول أمين عام الاتحاد إنكاره في إطار رغبات أصحاب السياسة (خراب كرة القدم اليمنية).. ويضاف إلى ذلك حالة القلق والخوف التي تنتاب اللاعبين المتواجدين والمرتبط أيضا بأسرهم التي لم تعد على يقين مما يحصل وما مدى سلامة أبنائهم. لذلك يبدو أن الأمور مازالت متاحة لأصحاب الشأن الكروي في إعادة بلورة الأمور قبل أن يحصل ما لا يتمنوه من خلال إصرارهم الذي وضعهم في صورة عارية أمام الرأي العام، بعد ما أداروا ظهرهم لكل ما يدور في البلد وخصوصا بسقوط قتلى هم في الأخير من أبناء اليمن.. للمعلومة فقط الاتحاد الذي يؤكد أن الأمور في المتناول لم يقدر على إعادة دوري الثانية كما فعل مع دوري الأولى!!.