كما كان متوقع، وكما هي الشواهد على الواقع لم تكن الجولة ال(10) من عمر دوري الأولى التي أعيد بها دوران كرة القدم في ملاعبنا بقرار الاتحاد ولجنة المسابقات فيه سوى حالة جديدة لملامح كرة القدم التي تختلف عن شبيهاتها في كل البلاد، بعدما جاءت على مجريات ومفردات وكأنها تنساق بمسابقة الدوري العام للدرجة الأولى ليكون دوري للفرق الشعبية التي تغيب بعض الأطراف عن مبارياته دون علم اللجان والمنظمين مادام تغيب اللوائح والنظم في مثل هكذا مسابقات!. الجولة ال(9) التي انطلقت قبل أمس بمواجهة الجارين في صنعاء العروبة والشعب وانتهت بفوز الأول بهدفين كان يفترض أن يقام فيها أمس خمس مباريات موزعة بين صنعاءوإبوتعزوأبينوحضرموت على واقع كانت فيه الشواهد توحي بإمكانية غياب بعض الفرق المتأثرة بما يدور في البلد في أوضاعها وأحوال لاعبيها في اتجاهات مختلفة. وحين جاءت المواعيد الخمسة في تلك الملاعب المخصصة للمباريات في هذه الجولة كانت الأبواب تفتح هنا وهناك لاستقطاب الجماهير وأطراف المباريات في مشهد مكتمل ليقف الجميع على صواب قرار إعادة الدوري من عدمه.. فكانت فقرات ذلك المشهد تستعرض نفسها على الجميع بصورة ناقصة كان فيها غياب حسان والرشيد عن مواجهتي أبينوإب ليؤكد عكس ما سعى إليه الاتحاد اليمني لكرة القدم في العودة بالدوري رقم مناشدة الفرق والأندية بعدم قدرتها على العودة بغياب لاعبيها وسوء ظروفها. وهكذا يدخل الاتحاد ولجنة المسابقات منعرجا جديدا تتزايد فيه القضايا المعلقة التي تركت في الأدراج، وهي التي كان من المفترض حلها قبل العودة بالمباريات قبل أن تتسارع الأوقات ويظهر المتضررين من ذلك إلى الواجهة، ويكون حينها الحلول أصعب مما هي عليه الآن.. فحسان الذي غاب في مباراتين سابقتين يكون اليوم أكملها ثلاث مع دخول فريق الرشيد إلى الفرق المتخلفة والتي سبقه فيها إلى جانب حسان فريق شعب حضرموت.. وعلى تلك الوضعية الجديدة سيكون القرار أن يتخذ في اتجاه ما حصل ومن تخلف غاية في الصعوبة، فحسان المتخلف للقاءين قيل إن هناك تحركا من قبل بعض الشخصيات ذات العلاقة بالنفوذ والحضور السياسي المرتبط بأجندة تعلم بما يدور في البلد، وقد ضمنت له في وقت سابق إعادة المباراتين مادام طرفاها العروبة وشعب صنعاء في المتناول.. سيكون على تلك الشخصيات تغمض أدوار أخرى والتوجه صوب شباب البيضاء لإقناعهم بأن يحذوا حذو من سبقهم وإبداء الرغبة في خوض لقاء الأمس الذي سيقام في فترة قادمة.. الحال سينطبق على الرشيد وشعب حضرموت اللذين لن يرضيا إلا بالروشتة نفسها في حال لم يقتنع القائمون بأن القرار بعودة الدوري كان خاطئا (100%). مفردات أمس ترمي بنفسها وعلى عجل إلى القائمين على الشأن الكروي للعودة إلى المنطق من جديد، والبحث في سبل أفضل تبقي كرة القدم في إطار مسابقاتنا الكروية الموسمية على حالة مرضية على المتابع حتى لا يتحول دورينا دوري حوافي يغيب فيه من يغيب ويحضر من يحضر.. فتلك الصورة تسيء للرياضة اليمنية، وتزيد من محنها التي نود أن نتجاوزها بتطلعات أفضل نحو قادم مختلف ينتظرنا فيه استحقاقات قادمة لكل المنتخبات الوطنية. الظرف يفرض نفسه على الجميع ورغبات الساسة وصناع القرار اللاهثين وراء ما ليس له علاقة بالرياضة المدمرة بفعل تصرفاتهم يجب أن لا ينظر إليه بشكل قاطع ونهائي.. ليقف الدوري وفقا لرغبة الأغلبية ليس من الأندية فقط وإنما من أبناء الشعب المحبين لكرة القدم وساحات تنافسها. هناك ظروف تعيق الأندية حتى من لبت نداء الأمس وتواجدت لأجل عيون البعض.. وعلى أصحاب الأمانة التعامل معها وفقا للمسئولية التي لا تحيد تحت أي مبررات.. فهل يعقل كمثال أن يستدعى لاعبو حسان عصر الأحد من بيوتهم التي اعتكفوا فيها بفعل حالة الانفلات الأمني الدائر في المحافظة الذي تتعالى فيه أصوات الرصاص لتسقط القتلى مابين يوما وآخر.. ويطلب منهم خوص حصة تدريبية لخوض مواجهة البيضاء في جولة الأمس... تلك مأساة لا تخدم كرة القدم ولا الرياضة، ويجب أن توقف بإيقاف الدوري على أقل تقدير حتى تتوفر الأجواء للفرق واللاعبين والجماهير. كما أن الاستيلاء على الملاعب من قبل النظام كما هو حال استاد المريسي والظرافي يؤكد أن الظروف بعيدة عن الشأن الكروي ولا تلامسه من أية زاوية. مباريات الجولة التي أقيمت أمس فاز فيها أهلي صنعاء على الهلال بثلاثة أهداف نظيفة.. وفاز أهلي تعز على شعب إب بهدف نظيف.. وفاز شعب حضرموت على وحدة صنعاء بهدف.