مازال الاتحاد اليمني لكرة القدم ، مصر على إبقاء نفسه في واجهة محرجة بالنسبة له ن بصفته جهة مخولة بإدارة الشأن الكروي في بلادنا ، من خلال مواقف تتعدد ملامحها وتتشكل صورها ، الا أنها لا تبقيه في دائرة الشبهات وفقا لما تشهده البلد من ثورة شبابية تمر من شهرها الخامس ،وقدمت قوافل من الشهداء ، في كل بقاع الوطن ومحافظاته . آخر المشاهد التي ظهر بها أصحاب القرار في الاتحاد الكروي ، جاء على حالة اقل ما يمكن ان يقال عليها أنها سيئة ، ل بقرار إعادة دوري الأولى وتناسي دوري الثانية أنها خالفت كل بواطن الأمور التي تلامس أحوال الأندية الطرف الأهم في دوري كرة الحدث المتناول والذي لم يقتنع هولاء بان أوقاته قد ولت وان إي محاولات تغير ذلك الوضع المفروض على الجميع إنما هي محاولات بائسة لا تستند على أي مقومات ، مهما حاول الأزلام المنتسبين الى النظام فرض سياسة أمر الواقع على الجميع ، لنيل رضى اسيادهم الأزلام الكبار . ففي أوضاع متهالكة يمر بها الوطن يغيب فيها مقومات الحياة ، كان الاتحاد اليمني لكرة القدم يرمي بكل الحيثيات وراء ظهره ، ليعلن عودة الدوري وسريان كرة القدم في الملاعب اليمنية ، وكأنه يعيش في عالم آخر غير الذي يعاني فيه أبناء الوطن عن بكرة أبيهم ، ويلات الحياة ومتطلباتها التي غابت عنها الكثير من الملامح ، لتغيب عنهم الراحة والاستكانة والطمأنينة وحتى ساعات النوم في ظل الانقطاعات المتتالية للكهرباء .. قرار بليد لم تكن الأندية حتى الموالية ، بسبب وجود اطراف من النظام في مواقع قرارها ، في استيعاب سطوره وفقراته ، فكان الرد سريعا من قبلها ، بأنها غير قادرة على العودة بعدما ركن لاعبوها في منازلهم باحثين لأسرهم عن ما يسد حاجتهم ، وبعدما قطعت تذاكر السفر لمدربيها ولاعبيها المحترفين الذين أفزعتهم أحوال البلاد ، فطلبوا الرحيل الى أوطانهم .. فكنوا في اتجاه لا يحتاج الى المفاصلة أو انتظار أملاءات سياسية من هذا وذاك في إطار لعبة فذرة وسخة ، على حساب الوطن وأبنائه بما فيهم الرياضيين . موقف الاتحاد الذي جسده قراره ، جاء في إطار ، رصده الكثيرين في أوقات سابقة بأنه معادي لتطلعات شباب الوطن المرابطين في ساحات التغيير التي ارتوت بدماء الشهداء ، حين كان يصر ابن تبقى الملاعب مفتوحة فيما الرصاص الحي يصطاد أرواح شابة بريئة كل ذنبها ان طلبت بالتغيير ، لذلك كان القرار يكشف مجددا شيئا من أقنعة أصحاب القرار ، التي بدت أنها عدائية لتلك الثورات التي هزت كل الوطن ، الا حيث يتواجد هولاء .. ليعاد طرح الأسئلة التي ظن الجميع ان الاتحاد قد استوعبها في فترات سابقة ، حين أغلق الملاعب وأوقف الدوري .. مما يجعل الاتحاد اليوم مطالبا أكثر من إي وقت مضى في تقديم تفسير ليس للرياضيين فقط وإنما لكل أبناء الشعب اليمني ، بسبب إصراره على إكمال دوري كرة قدم ليس الا في مثل هذه الأوضاع المعيشية التي ترمي بثقلها على كل أجزاء الوطن اليمني الذي يسير في اتجاه تغيير شامل . القرار وجه سهامه صوب ناديي الرشيد من تعز وحسان أبين ، وصنفهم كهابطين الى دوري الثانية ، بعدما تخلفا عن بعض الجولات بداعي الظروف والتي دلائلها تظهر خصوصا في أبين موطن الفريق الحساني حين غادر كل ساكني هذه المدينة ، بفعل ماتعرضوا له من أهوال ، قصف وقتل وتدمير ، ليتركوا كل شي وينفذوا بأرواحهم ، ومع ذلك إصر الاتحاد في قراره ان غيابهم غير مبرر ليعاقبه بالهبوط.. الأمر لايختلف بالنسبة للرشيد الذي عاني بفعل إحداث المدينة الثائرة تعز ، ووجد نفسه غير قادر على التعاطي والسفر ، ليعاقب هو الآخر .. غير ان الاتحاد نفسه تناسى أو تجاهل أو تغافل ، غياب شعب حضرموت عن مباراتين وهو مانتطبق عليه اللائحة ، ليستثنيه دونا عن الرشيد وحسان ، ليزيد من محنه التعامل مع يدور ، وكأنه فعلا يسبح في اتجاه مختلف ، ليس له علاقة بأوضاع البلد وحالها الأمني الذي لم يعد فيه شيئا من مقومات الدولة التي انهارت وسقطت ، بشواهد مايدور . علما بان الاتحاد الذي يؤكد عدم قراءة الواقع حين يتخذ قراراته ، اكتفى في كل الأوقات الماضية بالتركيز على دوري الأولى فقط ، متناسيا دوري الثانية الذي لايقل أهمية باعتبار محتواه يؤهل أربع فرق ، مما يؤكد تسلط بعض الجهات في تلك القرارات التي تخدم اتجاهات بعيدة عن كرة القدم والرياضة والأندية وشبابها . وكانت فرق أندية تعز الأربعة الصقر ، الأهلي ، الرشيد ، الطليعة ، وأندية صنعاء ، الأهلي ، الوحدة ، الشعب ، ومعهما الاتحاد من اب قد سجلت موقفا رائعا بعدما خاطبت الاتحاد معلنة أنها لن تكون قادرة على العودة بعدما تفككت أوصال فرقها جراء ما تشهده البلاد ، وهو ما تناولته السطور الماضية بالتفصيل . ترى ما الذي قد يكون في أجندة الاتحاد في قادم الأيام بعدما ردت الأندية ذات العيار الثقيل بشكلا رسمي على القرار البائس ، وأعلنتها صراحة بأنها لن تعود الى الدوري ، ليس عندا أو مزاجية ، ولكن لان أجواء ومقومات الدوري والفرق قد تناثرت ولم يعد لها حضور على واقع هذه الأندية العنصر الأساس والمحوري للدوري .. فليتحفنا احد من هولاء ويظهر ليحكي لنا كشهد جديد ، عنوانه ماذا هم فاعلون .