لا أظن ان لاعبي العروبة الذين نكن لهم كل الاحترام والتقدير بصفتهم جزء لا يتجزاء من مساحة كرة القدم اليمنية ، يعيشون بعيدا عما يتناوله كل المتابعون مهما اختلفت ميولهم ورغباتهم وانتماءاتهم ، باتجاه بعض الألوان .. بان التتويج الاول في تاريخ ناديهم جاءت به ظروف معينة ليس لها بمقوماتهم التي يظهرون بها في ملاعب كرة القدم منذ ظهورهم وحتى وصولهم الى دوري النخبة ( الدرجة الأولى ) .. وإنما جاء من خلال ظروف صنعها أصحاب القرار الكروي في بلادنا وفقا لرغبة بعض المنتسبين الى الأندية والذين هم على صلة بالنظام الحاكم للبلاد والذي يواجه ثورة شبابية عارمة هزت كيانه وأصبحت على بعد خطوات من انتشاله بشكل كامل . فالتتويج العرباوي الذي تحقق كما يقال بجهد وعرق ومقومات .. ليس كذلك ..فهو يضع نفسه امام كل المتابعين بأنه غير شرعي ولا يستند على أي ركائز ومصادر مضامين الرياضة ولوائحها ، من خلال تفاصيل الأحداث التي حصلت عطفا على الوضع المأساوي للبلاد ، والذي عصف بحسان والرشيد في المرحلة الأولى دون ذنب ، ثم الصقر لأنه قال كلمة لا .. فقد كان أصحاب الشأن في العروبة من خلال مواقع النفوذ التي يحتلونها يرسمون مخطط واضح يكون مساره الاول سياسي ، يتم فيه رسم أوضاع البلاد بأنها خالية من أي معوقات وان حالها مستتب وان مايقال ماهو الا كلام الا افتراء من بعض القنوات الفضائية .. ثم مسار آخر يتجسد في قمع أي جهة تحاول عرقلة تلك المساعي لأصحاب الشأن السياسي الذين امتلكوا كل شي في القرار الرياضي .. فحصل ماحصل باتجاه الفرق الثلاث الصقرحسان الرشيد .. لذلك ليكن لاعبي العروبة ومن يسند ممرات عبورهم الى ساحات ، في اتجاه رياضي مخلق ، من خلال الاعتراف بالجزئيات التي وضعتهم في قمة الترتيب ثم التتويج عبر مباراة التلال وأهلي تعز التي حكى عنها الكثيرين ، بأنها قد تكون خضعت لضغوطات استباقية لفرملة التلال الأحق بالبطولة ، قبل الانتقال الى مواجهة حقات التي لا يظن ان الفوز بها بأربعة كان سيكون هو في حال مرالتلال من اهلي تعز . لاعبوا العروبة يحق لكم الاحتفال بالانجاز المنقوص والغير شرعي من عدم شرعية الدوري ، لكن لا يحق لكم القفز فوق كل المعطيات التي جاءت بفعل إعمال الاتحاد ولجانه النائمة التي لا تفقه شي سوى كلمة مرحبا .. سمعا وطاعة .. مجريات الدوري التي أفضت الى لقب أول للعروبة ، كانت على مسار سياسي بحت حاول فيه منتسبي القرار السياسي تفعيل الأمور بين كواليس الدوري لإظهار شيئا بعيد عن واقع البلد الحبلى بأصناف المعاناة في كل مناحي الحياة ، والذي تأكد بشكلا صريح في تصريح نائب رئيس نادي العروبة ( البطل )يحيى محمد عبدالله صالح والذي قال فيه (ان استمرار الأنشطة الرياضية دليل للاستقرار وفشل المشروع التخريبي ) ليكون بذلك في اتجاه واضح ومفضوح بان الإصرار على استمرار الدوري ومعاقبة المتخلفين عن النداء ، كان سياسيا محض ومعادي للثورة والشباب وعدم الاكتراث بالدماء التي سالت وأرواح الشباب التي زهقت .. ويكون ذلك حوار صريح من حيث صنع القرار بالاتجاه الذي تحدث فيه الكثيرين وهو ان الرياضة وكرة القدم بلاعبيها وإداراتها المغفلة كانت في موقع للسقوط الأخلاقي الغير مشرف ، حين وافقت وارتضت لنفسها ان تكون على تلك الصورة المخزية التي يستثنى فيها الصقر والرشيد وحسان ... اذا فليكن الجميع في محطة لالتقاط بث تلك المقاطع المريبة التي قيل أنها بمحتواها رياضية وهي في الأساس سياسية خاضعة لرغبات بعض الشخصيات التي ارادت ان تتصدر المشهد وحدها برغبة معانقة الخزي ولعنة التاريخ . الاتحاد اليمني لكرة القدم الذي قام بإعداد سيناريو المشهد الأخير في الست جولات المضغوطة التي نلنا فيها خصوصية في العالم اجمع ، والتي كانت تفقد الدوري شرعيته .. لا ادري الى متى سيبقى في دائرة الشبهات دون قدرة على تغيير صورته وصياغة عهد جديد مع كرة القدم اليمنية وأنديتها ولاعبيها ومنتسبيها .. بعد مراحل أصبحت فيها للازمات مدمنة ..فتداعيات المشهد تضعه في مسار حقيقي لتبني خطوات تعيد له شيئا مما افتقده حين سلم أموره للشأن السياسي .. والإقرار باخطاءه التي خسر فيه أكثر مما كسب ..على اعتبار ان انتهاء الدوري بتك الوضعية كانت بصمة عار التصقت به وستبقى لأنها مرت من بين مشاعر الناس وأحوالهم التي تتقاذفها الظروف الصعبة ، ومن بين أحزان الأمهات التي فقدت أبناءها .. ومن مجرى دمعات اليتامى الذين قتل إباءهم برصاص الظلم والبطش والاضطهاد .. ترى هل بالإمكان ان يكون ذلك .. أم تبقى الرياضة عند هولاء مجرد بطولة تنتسب لنادي وهي لشخصيات ، ذات شان تقدم المنافع في مراحل اخرى .