لم يكتفِ أصحاب الشأن في إدارة كرة القدم اليمنية بما فعلوه في مشاوير موسمهم الفاشل (العقيم) ليظهروا على حالة من اللا مسئولية في التعامل مع المشهد الأخير الذي فرد أدواره على الواقع من خلال دوري الثانية الذي أصروا على إقامته تحت أي ظرف. فلجنة المسابقات التي يفترض أنها صاحبة الحق الأوحد في التعامل مع المستجدات وبلورة حلولها كانت خلال اليومين الماضيين في إطار ردة فعلها على غياب فرق (دوعن وقصيعر من حضرموت والجزع من المهرة)، لتصدر قراراها بمعاقة تلك الفرق بتهبيطها إلى دوري الثالثة، وهو أمر كان منتظر، دون الإفصاح عن نقاط تلك الفرق، وكأنها حالة جديدة غير مسبوقة بالنسبة لهم.. متناسين أنهم قبل أسابيع قد اتخذوا القرار نفسه في حق (الرشيد وحسان والصقر) وأسقطت نتائجهم كاملة لتوج العروبة ورجله الأول يحيى محمد عبدالله صالح بطلا للدوري دون أدنى حق. الخطوة التي فاجأت الجميع بعدما كان الجميع قد وضع عملية حسابية للتنافس المتبقي بين الفرق من خلال سحب نتائج الفرق الثلاث كاملة على الصيغة نفسها التي كانت في دوري الأولى.. جاءت على شكل مخزٍ وقبيح، بعدما بدت أنها خطوة في تغيير مسار التنافس ليكون في صالح بعض الفرق على حساب الأخرى.. حيث سيتم الانتظار إلى ما بعد انتهاء المباريات والوقوف على حصاد كل الألوان، ومن ثم البدء في حسابات الإسقاط للنتائج ومعرفة من المستفيد.. ثم الإبقاء على النتائج واعتبار من لم يلعب مع الفرق المنسحبة فائزا.. وأيضا إجراء عملية حسابية.. لمعرفة الحصاد ولصالح من!!.. ثم يتخذ القرار المناسب الذي تكون في ألوان بعض الفرق هي الحاضرة!!. هكذا هي الصورة.. وهكذا هي الحقيقة الدامغة التي أراد الاتحاد من خلال لجنة المسابقات فرضها والتعامل بها في منافسات دوري الثانية لتحقيق مآرب وأهداف بعيدة عن التنافس الرياضي الشريف، الغائب عن ملاعبنا الكروية لسنوات طويلة!.. صورة مأساوية لوضع كرة القدم اليمنية التي تعيش في أجواء مختلفة أجواء ليس لها شبيه في العالم أجمع.. في ظل إصرار قيادتها على تجاهل كل ماهو متعارف عليه، بما في ذلك القيم والأخلاق والمبادئ والاعتراف الرياضية التي دائما ما يكون لها خصوصية التعامل مع كل الأطراف من زاوية واحدة، بعيد عن أية تدخلات أخرى، وخصوصا حين تكون من اتجاه السياسيين الفاسدين. مؤسف جدا أن تبقى الأندية الطرف المباشر ساكتة تحت غطاء العبودية في ظل قرار كهذا سيكون مساحة لقتل جهود ألوان لحساب ألوان أخرى، وستكون من خلاله هي الخاسر الأكبر.. فتلك الأندية وقياداتها الرخيصة مطالبة بموقف مختلف بعيد عن حرصها الشديد ولهثها باتجاه المبالغ المالية التي تصرف في مثل هذه المواعيد من قبل مفسدي الأوضاع الرياضية، لإبقاء الأمور في متناولهم.. فمن العيب أن تبقى تلك الإدارات في وضع متفرج أمام محاولات عبثية مكشوفة تمر على مصالح شباب أنديتهم.