يبدو أن قرار الاتحاد اليمني لكرة القدم الذي اتخذ قبل أيام بإعادة دوري كرة القدم للدرجة الأولى لم يحقق أغراضه التي جاءت باملاءات سياسية بحته بعدما أعلنت معظم الفرق موقفها بالرفض من خلال خطابات رسمية وجهتها إلى قيادة الاتحاد والأمانة العامة.. موضحة أسباب ذلك، حيث لجاءت قيادة الاتحاد أمس إلى وزارة الشباب والرياضة لتكون دافعا واتجاهً مساندا لها لتفرض كلمتها على الأندية التي رفضت، ومن خلال ضغط بعض الشخصيات ذات العلاقة بشأن الأندية التي رفضت، ومن مازال يرتبط بالنظام بخيوط مكشوفة أو غير ذلك.. فكان هناك لقاء جمع وزير الشباب والرياضة مع نائب رئيس اللجنة الأولمبية ووكلاء الوزارة وقيادة الاتحاد، فيما غابت الأندية الطرف الأساسي في الإشكالية. الاجتماع الذي صبغ برغبات السياسة جاء على خط رغباتهم الذي ينعكس فيها وضع البلاد وأحوالها، بمساعي قلب الحقائق وكان الدوري سيكون حلقة ربط جديدة بين الشعب الذي خرج إلى الساحات والسلطة التي تهاوت وتقطعت أوصالها على واقع البلد الذي يعاني الأزمات.. الاجتماع الذي تأكد فيه أن من يديرون رياضة البلد هم ممن لا يفقهون شيئا.. جاء وكأنه تناسى كل شيء على واقع الأندية ولاعبيها الذين هم في الأصل جزء من شباب المجتمع اليمني، فأقر شيئا وكأنه المعضلة الأساسية في الأمر، وحالة انفلات مقومات عودة كرة القدم إلى الدوران.. فسعى هذا لاجتماع الذي أدير من بعيد من حيث يتواجد الأزلام الراغبين في خلق ما يرضيهم، وكأنهم بذلك يصيبون شباب الساحات بشيء، وهو أمر لا يمكن أن يكون. فأقر دفع مبلغ مليون ونصف مليون ريال لكل نادٍ في دوري الأولى لسد متطلبات الأندية في سفرها وترحالها من محافظة إلى أخرى، ليقر لوحده بأن المشكلة ما هي إلا مالية ليس إلا، وكان المليون ونصف الذي لا يعرف من أين سيصرف، وهل سيعيد مدربي الفرق ولاعبيها، ثم سيعيد مقومات الفرق في جوانبها النفسية والبدنية إلى وضعها الطبيعي، ومن ثم سيكون الأمر في المتناول ليعود اللاعبون إلى الدوري ويحققون رغبتهم التي فرضت فيها الأهواء من مواقع عليا لا يمكن أن تقول لها سوى سمعا وطاعة. كما أقر الاجتماع السياسي ضغط مباريات الدوري بواقع مباراتين في الأسبوع متناسيا رغبات الأندية التي أعلنتها قبل أيام في عدم قدرتها على العودة، وهي فاقدة للاعبيها المحترفين، وكذا لاعبي المنتخب الوطني الذين سيغادرون إلى تركيا للاستعداد لغمار تصفيات مونديال البرازيل 2014م أمام المنتخب العراقي. وهكذا ظهر أن قياداتنا الرياضية التي مازالت تنحني تحت أقدام السياسيين ورغباتهم تغوص في حوض عائم بعيدا كل البعد عن القراءة الحقيقية والمتأنية لواقع البلد وأحوال العباد بمن فيهم لاعبي الأندية، فقد كانت تلك القرارات الرياضية التي اتخذت على طاولة وزارة الشباب والرياضة التي غابت عن مصالح الأندية في وقت الرخاء، وظهرت اليوم بعدما غابت هوية الدولة وركائزها على واقع المجتمع بأكمله وليس الرياضي فقط. الآن الموقف بيد الأندية وقياداتها ولاعبيه في تسجيل حضور مشرف لهم باتجاه جماهيرهم التي تتواجد في ساحات الحرية والتغيير، ورفض طلبات أهل السياسة التي تجردت من المشاعر، وتريد أن يكون الكل معها، واتخاذ قرار يكون ردا لجميل تلك الجماهير التي تغنت بهم وحملتهم على الأعناق، وكأنهم الحب الأوحد لها، وقدمت لهم الدعم ليصلوا إلى حيث هم الآن نجوم يشار إليهم بالبنان أين ما حلوا.. ما يحدث إنما هو استهبال بالقيم والأخلاق من قبل جماعات لا ترى إلا حيث هي مصلحتها فقط، وتريد إرضاء سادتها لتبقى متبوئة مواقع القرار والمخصصات، وحيث ترصد مليارات الدولارات. فلتبقى الأندية على موقفها، ولن يكون باتحاد كرة القدم ووزارة الزوكا اتخاذ أي قرار بحقها، لأن هناك جهات عليا اسمها (الفيفا) لن تكون سوى في صف الأندية، وكرة القدم الحقيقية التي لا يختلف اثنان على مقومات وأجواء ممارستها في إطار رسمي كما هو حال دورينا.