قبل أيام كانت الأندية في الدرجتين الأولى والثانية تبتعث مندوبيها إلى العاصمة صنعاء لحضور اجتماع دعا إليه الاتحاد اليمني لكرة القدم لمناقشة خطوط البدء في موسم كروي جديد.. اجتماع كان كل المتابعين يدرك نتائجه ويطلع عليها مسبقا حتى وإن حاول صناع القرار الكروي خلط الأمور والأوراق باتجاهات متعددة!!. الأندية التي لم يعد فيها سوى بعض اللفيف في اللجان المؤقتة التي فقد شرعيتها منذ وقت.. كانت تسير ومن خلال من ابتعته في الاتجاه المعتاد الذي لا يرتبط بأية مصلحة أو شأن يلامس أنديتها لا من بعيد ولا من قريب.. كانت تدرك أنها ذاهبة لتأدية الطقوس المعتادة لها في مثل هذه الاجتماعات التي يكون فيه الصوت والكلمة للأسياد فقط.. فهم يتقمصون دور العبيد الذين لا يحق لهم ولو رفع الأصبع إلا في حال طلبت الموافقة.. حينها يكون المد جماعي. مشهد الاجتماع الذي لم يأتِ بجديد، وجاء بمبررات عقيمة لما مر به الموسم الماضي، وخصوصا في قرارات التعمد التي صدرت بحق الصقر ومن قبله حسان والرشيد.. فالقائمون ومن تصدر حضورهم كانوا يتحدثون بلغة يكتسيها الكذب والفهلوة، وكأنهم هم الذين أدركوا متطلبات تلك المرحلة، لذلك حسموها بقرارات رادعة ومفصلية لمن غابوا عن المشهد الأخير في دوري الأولى والثانية.. ولأنهم قد صدقوا أنفسهم، وكانوا يتناسون أو ربما يتغابون بأن الجميع يدرك ما حصل، وإن تلك المزاعم وتلك التأويلات إنما هي محطة سقوط جديدة للرياضة وكرة القدم اليمنية باتجاه من يرسم لنفسه طريق بعيد عنهم، ولا يعطي لهم أية أهمية، من خلال سماسرة تهتم بالرياضة من حيث لا يجب. فالاتحاد المبجل الذي جاء فرسانه ليعلونا بعض عناوين الكذب الجديدة في إطار دفاعي لما كان حديث للشارع الرياضي، وخصوصا في الاستحواذ على مخصصات موسم ريء وفاضٍ كرويا، والاكتفاء بدوري الأولى والثانية فقط.. كانوا يظهرون بدون خجل غير مبالين بسلوكيات العمل الرياضي، ليتغنوا بإنجازاتهم التي رسموها في الملاعب اليمنية وحتى الخارجية. فظهر الشيخ وأمينه العام على حالة كان الحاضرون لها يشمئزون لها ولتفاصيلها بعدما اعتراها السقوط والابتذال في الابتعاد عن الحقيقية، وعدم مناقشة الوضعية التي مر بها الموسم من موقع حيادي، لا ينتسب الى جهة معينة، ولا يمر عبر الوصاية التي يعرف الجميع مصادرها وفرمانها على الواقع الكروي المخيف في الرياضة اليمنية التي فسدت بفعل فاعل. المتابع الحاضر للاجتماع أو لقاء الطاعة مع انطلاق الموسم كان دلالة قبيحة للواقع الكروي الذي وصلنا إليه والذي تعددت أطرافه ما بين الأندية وقياداتها التعيسة التي أدمنت المكارم قيمة مواقفها لصالح الاتحاد على حساب أندية محترمة لا تعترف سوى بالمبادئ والمواثيق ومصالح الشباب. فقد كان رئيس الأسياد يعلن ما يشاء وسط صمت رهيب لم يكن يكسره سوى أصوات الأندية التي رفضت الخضوع، وأعلنت أنها لا تنصاع لرغبات الأسياد، لأنها سيدة نفسها وبعيدة عن انحدارات العبيد!!.