ذكرت وكالة رويترز أن الرئيس صالح يقول للوسطاء البريطانيين والأمريكيين والخليجيين والمستفيدين منه، إنه مستعد للخروج سلمياً من السلطة. أما للمقربين من مساعديه، فإنه يحتقر أي اتفاقية مدعومة من الغرب لإنهاء حكمه البالغ 33 عاماً. وفي هذا السياق تقول الصحفية "سامية نخول" - كاتبة التقرير- هو منخرط الآن على أرض الواقع في حرب مع أقوى قبيلة في البلاد. ونحن الذين التقيناه الأسبوع الماضي خرجنا بانطباع واضح بأنه لا يعتزم التنحي أو التخلي عن السلطة طوعا، كان يتحدث عن مستقبل اليمن بثقة زعيم لديه نية خالصة للبقاء. ونقلت عن عدة مصادر قولها: إن صالح عندما واجه مطالب ونصائح مستمرة بقبول الصفقة الخليجية – حد وصفهم - والتي بموجبها سيستقيل ويسمح بانتقال سلمي للسلطة، رد على مقربين له بإشارة تهديد: "سأترك اليمن مثلما وجدتها". وتضيف "نخول" في تقريرها على ما يبدو أن الرئيس صالح يقصد من كلامه هو أنه سيترك اليمن ليس فقط أمية ومحرومة ومتخلفة كما ورثها عندما تولى السلطة من سلفه الذي اغتيل في عام 1978 بل أيضا مهشمة بحرب أهلية على غرار الحربين اللتين اجتاحت البلاد من قبله. يقول أحد كبار الدبلوماسيين الغربيين في صنعاء: "لديه السلطة ليعيث فسادا"، مضيفاً بأن المعارضة لا تزال حتى الآن تفتقر إلى القوة للإطاحة به. "لقد حكم صالح بالقوة وسيستمر في الحكم بالقوة. إن التهديد الوحيد بالنسبة له هي القوة، والتي لم تصل بعد". وقال مصدر آخر يفهم تفكير صالح: "لن يترك السلطة أو يوقع الاتفاق إلا إذا تم إجباره على ذلك". وأضاف هذا المصدر بان أقارب الرئيس المقربين منه، الذين يسيطرون على مصادر اليمن الأكثر ربحاً من أصول وإيرادات الدولة، يضغطون عليه لعدم التخلي عن السلطة. وأشارت إلى أنه و أمام الانتقادات الدولية الشديدة لسلوكه في التراجع عن وعده بالاستقالة، وجه صالح قواته على الفور لمهاجمة آل الأحمر، محولا الأزمة السياسية إلى أعمال عنف ربما قد تؤدي إلى حرب أهلية. ليعلن بعد ذلك مؤيدوه يوم الأحد بأن متشددين إسلاميين سيطروا على مدينة زنجبار الساحلية جنوب البلاد.. موضحة بأنه على الرغم من أن المتشددين ليس لهم صلة واضحة بتنظيم القاعدة، فقد اعتاد صالح منذ وقت طويل استخدام معارضته للقاعدة من أجل تأمين الدعم من الحلفاء الأجانب لمحاربة الجهاديين. وقالت: إن خطر استيلاء الإسلاميين على مزيد من المدن هو أقل خطورة من حرب صالح المتوسعة مع آل الأحمر في صنعاء والتي يقول مقربون من صالح إنها تبين مدى عزمه في البقاء في السلطة حتى ولو كان الثمن هي حرب أهلية. ويقول الدبلوماسي الغربي: "موقف صالح أصبح اليوم أضعف بكثير مما كان عليه قبل أسبوع. لقد تصلبت المواقف ضده، لذلك أود أن أقول إن قدرته على الصمود صارت اليوم أقل مما كان عليه منذ أسابيع". لذا فعليه اتخاذ قرار واحد وهو توقيع الاتفاق، أي صفقة أخرى لن تشمل الحصانة له وإن التأخير ليس في مصلحته والصفقة لن تكون معروضة باستمرار، سيكون هناك رد فعل دولي صارم إذا تواصلت إراقة الكثير من الدماء وقتل المدنيين". وعلى صعيد متصل بالتوقيع على الاتفاق يقول الكثير من الوسطاء الذين شاركوا في المفاوضات إن السعودية مع ذلك لا تزال تفضل الدبلوماسية اللينة لإقناع صالح بالتنحي وإنها حتى الآن لم تحشد كل الضغوط التي تحت تصرفها. وختمت نخول تقريرها بالقول: خلال الحوارات التي أجريتها الأسبوع الماضي كان من الصعب أن أجد شخصاً واحداً يريد أن يبقى صالح في السلطة. ولكل شريحة من شرائح المجتمع أسبابها الخاصة لرفض صالح. الأغنياء مستاؤون منه لأنه فشل في إقامة دولة حديثة بمؤسسات شبيهة للنماذج ذات التقنية العالية التي بناها جيرانهم في الدول الخليجية. أما الفقراء فيشكون من أنهم لا يستطيعون إطعام أولادهم أو الخروج من حالة الفقر التي يقبع فيها حوالي 40 بالمائة من اليمنيين الذين يعيشون على أقل من دولارين يومياً هي الأفقر في الدول العربية كافة. فئة صغيرة لكنها الأكثر سخطاً وهي الطبقة الوسطى، فهي غاضبة من الفساد والتخلف.