أقدمت جماعات مسلحة صباح أمس على قطع شارع "الزبيري عصر" باتجاه باب اليمن بأحجار وكتل أسمنتية خاصة بالمرور، كما قاموا بإغلاق بعض الفتحات مابين الطريقين المتعاكسين للشارع ابتداءً من الفتحة المقابلة لشارع المحروقات، مما سبب أزمة في المرور وأثار سخط سائقي المركبات العامة والخاصة ونشبت أكثر من خلافات كانت تنتهي اغلبها بالتهديد بالضرب وكسر السيارات في حال عدم الانصياع لهم , في ظل غياب رجال المرور والأمن عن تلك المنطقة . فيما شكا عدد من المواطنين من سكان الحارات المجاورة لشارع الزبيري من انتشار عدد كبير من الجماعات المسلحة ترتدي زياً مدنياً تتجول طوال النهار والليل في مختلف تلك الأحياء مثيرة الرعب والفزع بين القاطنين والمارين في تلك الحارات . وفي تصريح خاص ل"أخبار اليوم" أوضح احد القاطنين في حي المحروقات أن هؤلاء الذين اسماهم بالبلاطجة يقيمون في أرضية مجاورة لمعسكر حرس الشرف الذين يقومون بحراستهم فيها , وأنهم يحصلون على وجباتهم الغذائية من فرع المؤسسة العسكرية الموجودة على شارع الستين . وأكد ساكن آخر أن هذه الجماعات وهي بالمئات وفيها عدد كبير من الأطفال واليافعين والشباب يقولون إنهم من قبائل مختلفة وهم يتواجدون منذ بدأت الأحداث الراهنة وأنهم لا يغادرون مكانهم إلا في يوم الجمعة، حيث يذهبون للصلاة والاحتشاد في ميدان السبعين لتأييد الشرعية الدستورية حد قولهم . ويجوبون مختلف الأحياء الممتدة من شارع الزبيري وحتى شارع الستين وشارع الدائري . وأكد المصدر أنهم يهاتفون بصوت عال بين الحين والأخر في الشارع أمام المارة وأصحاب المحلات بعبارات مختلفة مناصرة للنظام ويطالبون البعض بالترديد ورائهم ا وان يتم الاعتداء عليهم. فيما أشار أخر إلى أن هؤلاء يحملون العصي والهراوات والأحجار والأسلحة المختلفة من مسدسات وبنادق وخلافها ويحتفظون بكميات كبيرة في الأرضية التي نصبوا خيامهم فيها ويهاجمون كل من يناقشهم أو يمنعهم من القيام ببعض الأعمال التخريبية . كما يتبلطجون على بعض المحلات مطالبين منهم ببعض الوجبات أو الفاكهة بأسعار منخفضة أو بكميات كبيرة . وقال إن مجموعة منهم أكدت له أنهم في حال انتشار الفوضى أو سقوط النظام، فإنهم سيقومون بنهب كل المنشآت العامة والخاصة المتواجدة في المنطقة والتي منها فرع كاك بنك ووزارات الرياضة والنفط وعدد كبير من المنشآت التجارية الخاصة , محذرين من مغبة محاولة إيقافهم أو محاولة النهب معهم، قائلين ( هذه منطقتنا ولن نسمح لأحد أن يقاسمنا ما فيها ) . وطالب المواطنون النظام بضرورة قمع هؤلاء المخربين ومنعهم من القيام بأعمالهم التي تهدد السكينة العامة لتلك المناطق وإلزامهم بعودتهم إلى القرى والمحافظات التي أتوا منها . وكان مراسل "أخبار اليوم" قد حاول التقاط صور لهم لكن تواجدهم الكثيف في كل جزء من تلك المنطقة والعدوانية التي يحملونها منعه من محاولة التصوير والدخول معهم في صراع لا يعرف نتائجه . وهذا وقد تم استهداف شركة سبأ فون الموجودة في ذات الشارع بقذيفة، كما أكد احد المواطنين القريبين من الشركة انه تم رمي قنبلة إلى الشركة من سيارة هيونداي ( سنتافي ) غير مرقمة , ويقال إن تلك الحادثة قد أصابت إحدى الأبراج دون إصابات بشرية، فيما أصبحت الشركة مغلقة أبوابها ولا يداوم فيها احد . من جانب أخر غادر غالبية المعتصمين من أنصار النظام في منطقة التحرير منذ أحداث المواجهة بين النظام وأولاد الأحمر, ويعتقد أنهم متواجدون في أحياء منطقة الحصبة للمشاركة في المواجهات المسلحة، فيما غادر البعض عائدا أدراجه إلى حيث كان خوفاً من الإصابة أو الموت في تلك المواجهات. وقد لوحظ قيام االمعتصمين الباقين في التحرير يبيعون الوجبات الغذائية التي تصرف لهم والزائدة عن احتياجهم ولوحظ خلال الأيام الماضية احتجاج عدد كبير من أنصار النظام والقيام بأعمال الفوضى نتيجة تأخر النظام في صرف مستحقاتهم التي كانت تصرف لهم مقابل تجمعهم في الساحات المختلفة في العاصمة وذهابهم إلى السبعين في كل جمعة إلى ذلك أفادت مصادر ميدانية أن ثلاثة أشخاص من أنصار الشيخ صادق الأحمر قتلوا الاثنين برصاص قناصة بالقرب من منزله في شمال العاصمة صنعاء، في أول خرق من الجانب الحكومي للهدنة المبرمة بين الطرفين برعاية سعودية. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر قبلي قوله أن "ثلاثة من أنصار الشيخ صادق قتلوا في عملية قنص قرب منزل الشيخ" في حي الحصبة. وذكر المصدر أن "عناصر موالية للنظام" مسؤولة عن هذه العملية. ويأتي هذا الخرق وسط هدوء حذر في حي الحصبة غداة موافقة الشيخ صادق الأحمر على وقف مشروط لإطلاق النار وإخلاء المباني العامة التي في حوزتهم بناءً على طلب نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وفق ما أعلن مكتب الأحمر. وقال مصدر في مكتب الشيخ صادق الأحمر أن "نائب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وجه بإنهاء ورفع كل الاستحداثات العسكرية والأمنية في منطقتي الحصبة شمال العاصمة صنعاء وفي منطقة حدة جنوبالمدينة". من جانبه أكد مصدر عسكري ل"المصدر أونلاين" أن دورية عثرت أمس على 10 جثث لقتلى في منطقة الحصبة شمال العاصمة اليمنية صنعاء. وأوضح المصدر بأن الجثث وجدت ملقاة في السائلة غرب وزارة الإدارة المحلية تحت محطة جليدان، وأن تسع جثث لأشخاص مدنيين قتلوا بالرصاص والعاشر يرتدي زي القوات الجوية. ولم يتمكن المصدر أونلاين التحقق من هوية القتلى الذين يعتقد أن يكونوا من أنصار الأحمر أو من القوات التي تقاتل إلى جانب قوات صالح. ويعتقد أن يكون القتلى من بقايا المواجهات التي دارت بين أنصار الشيخ صادق الأحمر والقوات الموالية لصالح التي وقعت الأسبوع الماضي.