عززت القوات السودانية أمس الثلاثاء انتشارها في محيط مخيم للنازحين في دارفور غربي السودان حيث أوقعت مواجهات دامية مع متمردين أمس عشرات القتلى وزهاء 100 جريح. ونقلت وسائل الإعلام الحكومية عن اللجنة الأمنية في دارفور أن قوات الشرطة ستبقى في مواقعها لحين دخولها المخيم لمصادرة مخزونات من الأسلحة. وبحسب اللجنة الأمنية أصيب خمسة من عناصر الشرطة وسبعة من سكان المخيم حين أطلق مسلحون داخل المخيم النار "مما أرغم" قوات الأمن على الرد على مصادر النار. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول في الأممالمتحدة طلب عدم كشف هويته إشارته إلى تعزيزات لقوات الأمن السودانية نشرت حول مخيم "كالمة" الذي يؤوي زهاء 80 ألف شخص ويقع قرب نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور. كما نقلت الوكالة عن المسؤول المحلي في المخيم آدم محمد في اتصال هاتفي قوله إن عددا كبيرا من آليات قوات الأمن السوداني يحاصر المخيم. وتعتبر السلطات السودانية مخيم كالمة الذي يضم العديد من ممثلي الحركات المسلحة، "معقلا للجريمة". وطبقا لمصادر حكومية فإن الشرطة أوقفت فيه الاثنين الماضي "مجرمين ملاحقين" وصادرت أسلحة ومخدرات. وقد أعربت قيادة قوات حفظ السلام في إقليم دارفور غرب السودان عن قلقها العميق إزاء الاشتباكات الدامية التي وقعت في مخيم كالمة للنازحين جنوب الإقليم، بين قوات حكومية ومتمردين في دارفور. وقالت مصادر مسؤولة "إن الاشتباكات أسفرت عن مقتل ثلاثين شخصا، وإصابة 100 من سكان المخيم بجروح. بينما أشار شهود عيان إلى أن 42 شخصا لقوا مصرعهم في هذه الاشتباكات. وتتضارب حصيلة الضحايا بحسب مصادر المتمردين وشهود، في حين لم يؤكد عاملون في الإغاثة ولا مسؤولون في قوة حفظ السلام حصيلة الضحايا. وقالت القوات المشتركة "يوناميد" إنها أخلت ليلا 47 جريحا معظمهم من النساء والأطفال إلى مستشفى نيالا، مشيرة إلى أن مصابين آخرين من الرجال رفضوا إخلاءهم خشية تعرضهم للاعتقال. وقال مراسل الجزيرة في الخرطوم إن حكومة جنوب دارفور بررت دخول رجال الشرطة للمخيم، على خلفية توافر معلومات تفيد بوجود كميات من الأسلحة داخله، كانت سوف تستخدم ضد القوات الحكومية. وأكدت مصادر حكومية أن الشرطة أوقفت "مجرمين مطلوبين" وضبطت أسلحة ومخدرات. من جانبهم اتهم المتمردون الحكومة بدخول المخيم بهدف إخلائه من سكانه، حيث قال الزعيم العسكري لحركة تحرير السودان أحمد عبد الشفيع إن قوات الأمن حاصرت المخيم "وطلبت رحيل كافة النازحين ثم أطلقت النار في القسم الشرقي من المخيم، وسقط العديد من الضحايا". كما ندد زعيم في فصيل آخر لحركة تحرير السودان يقوده عبد الواحد نور بما أسماه "لا مبالاة" قوة حفظ السلام الأممية والاتحاد الأفريقي (يوناميد) في دارفور، وقال إن القوات الحكومية قتلت المدنيين أمام أنظار القوة المشتركة "إني أطالب بحماية هؤلاء الناس". ومن جانبها أشارت القوة المشتركة إلى أنها توقفت عن تسيير دورياتها في المخيم، بعد أن طلبت منها قوات الأمن الحكومية المساعدة في البحث عن "أسلحة وأشخاص مطلوبين". وفي سياق العنف في دارفور، جدد رئيس البلاد عمر البشير الاثنين اتهامه للحركات المسلحة في الإقليم، بالاستمرار في عمليات السلب والنهب المنظم. وقال خلال احتفال بتخريج دفعة جديدة من ضباط كلية القادة والأركان، إن هناك قوى خارجية تدعم الحركات المسلحة في دارفور بهدف إضعاف البلاد وسرقة ثرواتها.