لقاء أجراه / عباد الجرادي قام بالترجمة: أمين الكشميمي * المنتخب اليمني سقط في خليجي 20 بالتكتيك والأخطاء الفردية استقبلنا بهدوء.. وأجاب على أسئلتنا الموجهة إليه برحابة صدر.. ذلك هو المدرب الإثيوبي الهادئ سيوم كبدي المدير الفني لفريق (التلال) عميد أندية اليمن ومتصدر ترتيب نخبتها للموسم الحالي.. وبإجاباته المقتضبة كشف عبر "أخبار اليوم الرياضي" السبب الذي دفعه لأن يغادر إلى بلده، حيث قرر أن لا يعود لتدريب التلال.. وبلغة الخبير العارف عن قرب قال كبدي إن التلال يحتاج إلى إدارة محترمة حتى يصبح فريقا قويا في المستقبل. إدارة التلال لم تسلم من نقد كبدي وكذلك أمين عام النادي الذي خصه الإثيوبي بكثير من النقد.. كما أنه بين الأسباب التي أدت إلى تراجع التلال في الأسابيع الأخيرة، وأوضح بجلاء أسباب سقوط الفريق في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي. الجديد في الأمر أن الإثيوبي كبدي كشف هذه المرة عن السبب الحقيقي لهجرته من تعز إلى عدن، ولم يخفِ أيضا طموحه بتدريب المنتخب الوطني اليمني، بل إنه ذهب إلى الوعد بتحقيق نتائج جيدة معه إن أتيحت له الفرصة.. فإلى التفاصيل.. كابتن سيوم.. هل ستستمر في تدريب التلال في ظل هذه الأوضاع؟ سأغادر اليوم إلى بلدي بسبب توقف الدوري.. والاتحاد اليمني إذا قرار استئناف الدوري ويستمر فيه وإكمال بقية المباريات سأعود للتدريب فريق التلال.. وإذا كان الدوري توقف ولن يستأنف خالص لن أعود للفريق التلال الموسم القادم. * العميد يحتاج للتغيير والسيد عبدالجبار سلام شخص كذاب وغير مناسب للتلال وإلى أي نادٍ ستتجه كابتن؟ في أنديه كثير تتفاوض معي، ولا أريد أن أفصح عنها الآن، لكن في وقته سأعلن للجميع من هي تلك الأندية.. ولكن الأرجح قد أعود إلى نادي أهلي تعز. يعني مستحيل أن تعود للتلال مهما كان يا كابتن الموسم القادم؟ إذا كان وضع إدارة نادي التلال مثلما هو الآن وأموره تسير بالطريقة نفسها التي هي عليها الآن ليس هناك داعٍ لرجوعي للتلال.. فالمرء لا يلدغ من جحر مرتين. وما رأيك بفريق التلال هذا الموسم؟ هذا الموسم فريقي التلال يؤدي أداءً جيدا، وهذا ما جعله يتصدر الدوري منذ انطلاقته وحتى الآن.. وعموما كان أداؤنا جيدا في المباريات المحلية، وكذلك الخارجية.. بالرغم من المشاكل التي واجهتنا.
وبرائك.. ما سبب نتائج الفريق المخزية في هزائمه القاسية في المشاركات الخارجية؟ لم يكن هناك استعداد كبير ولائق نعده للفريق قبل بدء التصفيات، فطبيعي أن يتأثر الفريق بتلك النتائج، ونحن لم نستعد بشيء، وأيضا لا تنسى أن عندما نقل المباريات إلى خارج أرضنا أثرت على الفريق كثيرا. * تمسكت بالنونو وإلى الآن لم أصدق أنه انتقل.. وكان لدينا من هو أفضل من السالمي طيب يا كابتن.. هل سبب هذا التقصير كان بسبب الإدارة نفسها.. وهي من تتحملها؟ طبعا 100% سببها الإدارة لأنه عند كل مشاركات خارجية يكون هناك معسكرات خارجية، وهذه كله لم يحصل. هذا يعني أنهم غابوا عن الفريق بشكل نهائي؟ نعم.. غابوا جميعا وتخيل في المباريات الخارجية لم يكن أحد يساعدني نهائيا، وكنت أعمل وحيدا.. وكرة القدم تحتاج لها طريقة فنية إداريه جوار المدرب .. وبالنسبة للإدارة التلال الحالية لم يعطونا حجم كبير للمشاركات الخارجية، ولم يكن طموحهم في المباريات الخارجية غير إلا المشاركة فقط لا يريدوا إنجازا، ولا صنع شيء رغم أننا قادرون على ذلك، ونمتلك فريق ومع ذلك أمين عام النادي عبدالجبار سلام - دائما - يتكلم مع الإدارة ومع الفريق على أن تكون مشاركتنا مجرد مشاركة فقط، لأجل لا نتعرض للغرامة من الاتحاد الآسيوي وعقوبته بالتوقيف.
يعني كل هذا كان مبررات الهزيمة بالسبعة؟ لا.. بالنسبة لهذه المباراة كان معنا مباراة لعبنا في الهند بعد ذلك جلسنا يوم واليوم الثاني سافرنا إلى أوزباكستان (ومعاناتها ثلاثة أيام) ثم سافرنا ووصلنا قبل المباراة بيوم ومن دون تدريب على طول لعبنا المباراة حتى اللاعبين وصلوا من تدريب فلم يستطيعوا يقاوموا الفريق.. والسبب الثاني أننا لعبنا خارج أرضنا من دون جمهورنا ولو كنا لعبنا داخل أرضنا يمكن كنا نحقق نتائج أفضل لأنه كان معنا أربع نقاط كان بالإمكان أن نحقق سبع ونصعد للدور الثاني. ممكن أن توضح لنا أكثر ماذا يحتاج التلال حتى يكون فريقا قويا بكل موسم منافس على البطولات؟ أولا يريد إدارة محترمة.. وإذا تواجدت هذه الإدارة هي من سوف تصنع اللاعبين.. وبالمناسبة ليست الإدارة من أقصد رئيس النادي ونائبه، بسبب الظروف التي تعيشها البلد ابتعدا عن الفريق رغم أنهما كانا يوفران كل شيء.. وعندما ابتعدا ابتعد التلال.. وأيضا ياسر حوشب لا يقصر مع الفريق بشيء وكان يحضر في كل مباراة وأيضا قيصر.. وعمر بلفقيه كمان كان معنا في كل مكان، وفجأة اختفي عنا، ولم نعرف ما القصة.. ولا تنسى أن السيد (عبدالجبار) وبصراحة هو شخص لا يناسب بأن يقود نادي بهذا الحجم. لماذا عبدالجبار سلام لا يناسب بأن يقود نادي بهذا الحجم؟ عبدالجبار – دائما - يكرر الكذب (حقه) ويأتي ويقول لنا كل مرة أنه سيعمل لنا هذا، وسيسوي لنا هذا، وسنة كامل لم يعمل لنا شيئا.. وبالمناسبة الأمين العام ما عمله بالنادي هو الكل في الكل، ولكن هذا عبدالجبار كان كل يوم يأتي ويكذب في اجتماع أو مع الجهاز الفني أو مع اللاعبين ويقول سنسوي لكم سنعمل لكم هذا الشهر وهذا الأسبوع وهذا اليوم لما وصلنا لهذه المرحلة التي شفتها بعيونك.. وفي المشاركات الخارجية هذه الأخيرة هو كان يسافر معنا وكان متواجد وفي آخر مباراة لعبناها في المشاركات الخارجية لم نشاهده معنا حتى اليوم.. والآن أريد أن أعود لبلدي فلم أحصل فيزة، وإنما حصلت عليها الآن بحسابي الخاص حتى التذاكر تم إخراجهن لي بسعر زيادة، مع أني إنسان متعاقد وقعت معهم عقد مع تكفل بكل إجراءات السفر الذهاب والعودة.. حتى مرتبي لمده شهر ونصف وهو 5200 $ لم استلمه. وإذا استمر الدوري في ظل هذه الأوضاع.. هل التلال قادر على تحقيق البطولة؟ إذا استمر الدوري فإن المشاكل لن تكون للتلال فقط.. فكل الأندية لم تستعد بشكل جيد، بالإضافة إلى تراجع الدافع لدى اللاعبين بسبب خطه الدوري، وبإمكاني القول إن ذلك سيؤثر على أداء اللاعبين.. لذلك ستظهر تلك المشاكل مع كل الأندية. * إذا دربت المنتخب سأحقق نتائج طيبة لأني خبرت اللاعب اليمني دعنا نخرج من التلال.. ونسألك.. الدوري اليمني ورأيك عنه؟ نحن لنا أكثر من 15 يوما واقفين عن الدوري وكل الفرق مستريحة، واللاعبون جالسون في البيوت، وأغلب الأندية بالطريقة هذه تلعب الدوري حتى اللاعبين بعد أن يكمل الدوري أو يتوقف خالص لا يرغب بالتدريب أو يستعد لأي دوري. إذا ماذا تنصح في ظل هذا الوضع التي تعيشه اليمن.. هل بإلغاء الدوري أم تأجيله؟ تحتاج كرة القدم إلى أجواء مناسبة، وأعني بذلك الأمن والاستقرار.. أما في الوضع الراهن هذا فمن وجهة نظري أنه من الصعوبة مزاولة كرة القدم. وإذا طلب منك تدريب المنتخب اليمني هل ستقبل؟ إذا حصلت على فرصة من الاتحاد اليمني لتدريب المنتخب تحت سن عشرين اليمن ستخدم خبرتي ومعرفتي بمستويات اللاعب اليمني، ومعها أستطيع القول إنني سأحقق نتيجة طيبة، ولا تنسوا أن هذا الموسم هو الخامس لي هنا في اليمن لذلك أنا على استعداد في أي وقت. كابتن من الملاحظ عليك أنك تعتبر من أفضل المدربين الذين قدموا إلى اليمن.. ومن خلال هذه الرؤية والأفضلية التي تمتلكها ما تفسر لنا أسباب تدهور الكرة اليمنية؟ نعم.. حصلت على احترام جيد عندما عملت مع كل من أندية الصقر وأهلي تعز والتلال اليمني، وحققت معها نتائج جيدة، ما مكنني من الحصول على لقب أفضل مدرب من بين كل المدربين المحترفين الذين خدموا في اليمن.. أما عن تفسيري، فتكتيكيا اللاعب اليمني جيد، ولكنه بحاجة إلى تحسين في الجانب اللياقي أكثر لذا عندما عملت مع تلك الفرق عرفت كيف أبني مميزات اللاعبين، والعب بشكل جماعي.. وعندما نركز على اللاعب اليمني فلديه ميزة جيدة تكتيكيا، ولكن يجب العمل على اللياقة البدنية لذا هم بحاجة إلى متابعة من إدارات الأندية.. وعلى العموم القليل من الأندية التي تملك تنظيم أفضل من أجل تطوير أفضل لكرة القدم وحقيقة من دون نادي صحي لا يمكن أن نمضي قدما، ويجب على جميع الأندية أن تبدي اهتماما أكثر للناشئين. كابتن لماذا تركت نادي الأهلي والتحقت بنادي التلال؟ غادرت نادي أهلي تعز بسبب ضعف إدارته وضعف إمكانياته المادية، ولكن الأهلي محظوظ بوفاء مشجعيه، وحقيقة أعجبت بهم لأقصى حد، ولاعبوهم أيضا كنت معهم كالأصدقاء والعائلة الواحدة. ولماذا استغنيت عن اللاعب عادل السالمي.. ومن ثم كنت تصر على أن يلعب علي النونو احتياط.. ممكن توضح لنا وللإعلام حقيقة ذلك؟! بخصوص عادل السالمي هو لاعب جيد، ولكن عندما كان معنا كان يوجد لاعبين من هم أفضل منه في مركز نفسه أمثال تافاسا مشابي.. والنونو غادر الفريق بناءً على طلبه، وعلي النونو لاعب كبير بمواصفات رائعة ويعتبر أفضل قدوة للاعبين الشباب، ومن جانبي لم أسمح للاعب بالذهاب لنادي أهلي صنعاء ولكن القرار كان من جانب الإدارة.. أضف إلى ذلك إن اللاعب لم يرتاح بالعيش في مدينة عدن. كيف يعني جاء قرار من الإدارة بالاستغناء عن النونو.. ممكن أن توضح أكثر؟ بخصوص علي النونو جاءت لنا رسالة من أهلي صنعاء يطلبوه والأمين العام عبدالجبار جاء لي بالورقة وقال يا كابتن سيوم أهلي صنعاء يريدون النونو، وقال لي هل أنت تريده أو ما تريده.. وقال أيضا رد لي جوابك بها.. فكتبت فيها إني أريد علي النونو على أن يلعب معي هذا الموسم.. وأنا ما أقدر استغني عنه خالص، فرديت عليه، وكتبت ذلك بالورقة، وفجأة لم أعرف ما الذي حصل، وشفته يلعب مع أهلي صنعاء. برائك.. ما هي أسباب تخلف منتخبنا وفشله في خليجي 20؟! في مسابقة الخليج أداء المنتخب اليمني كان جيدا في جميع المباريات في الشوط الأول وحتى (45) دقيقة فقط، ويحدث الهبوط في المستوى في الشوط الثاني.. ومن وجهة نظري أنه لم يكن هناك توزيع للجهد على فترة (90) دقيقة، بالإضافة التكتيك كان هناك الكثير من الأخطاء الفردية والجماعية، وأتمنى أن يكونوا حصلوا على دروس مفيدة من تلك البطولة الرائعة.
* كرة القدم تحتاج إلى أمن واستقرار ومن العيب ممارستها في ظل الأوضاع الراهنة وصلنا إلى نهاية حوارنا كابتن.. فما لديك بالأخير؟ فمن خلال هذا اللقاء أود توجيه عظيم تقديري لرئيس نادي التلال ونائبه اللذين جلبا اللاعبين أصحاب الكفاءات وتوفير الدعم المادي من مرتبات للاعبين والمدربين، فهما قاما بعمل كبير في بداية الموسم، وهذا ما جعل الفريق قوي طوال الموسم، فحقيقة هما يدعمان من أجل تطوير كرة القدم في اليمن.. ويأتي من بعدهم السيد ياسر فهو شخص قريب جدا من اللاعبين للاستماع لمشاكلهم وحلها، وأيضا السيد عمر بالرغم من أنه في آخر الأيام كان بعيدا عنا إلا أنه كان متعاون وداعم لذا نتوجه له بالشكر.. والى آخرين أمثال قيصر الذي كان جيد للفريق.. وشكرا كثيرا لك لإعطائي هذه الفرصة في هذا الحوار في صحيفتكم المتميزة "أخبار اليوم الرياضي".. وأتمنى في الأخير تطور الدوري اليمني والكرة اليمني ككل، وإذا توفرت إدارة جيدة للأندية اليمنية ستستطيع أن تخرج لاعبين ممتازين من كل الأندية، وأتمنى من التجار اليمنيين أن يشجعوا الأندية ويدعموا الأندية اليمنية حتى تتطور الكرة اليمنية أكثر.. وأكثر.
