كشف موقع "الخبراء الخضر للإصلاحيين" الإيراني المعارض أن حكومة طهران قامت بإرسال المدربين والمستشارين الإيرانيين ومعدات مكافحة الشغب لسوريا، إضافة إلى المساعدة الاستخباراتية المتمثلة في أجهزة متطورة للمراقبة تسمح لنظام بشار الأسد بملاحقة مستخدمي شبكتي "فيسبوك وتويتر". وأشار الموقع إلى أن إيران أرسلت قوات خاصة تسمي قوات "معسكر عمار" التي تخضع لسيطرة أمن الحرس الثوري, لتستقر هذه القوات في ضواحي دمشق. وذكرت وكالات أنباء أن الحكومة الإيرانية أرسلت مدربين عسكريين إلى دمشق لتدريب السوريين على التقنيات التي تستخدمها حكومة طهران ضد "الحركة الخضراء" التي ولدت غداة الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل في عام 2009. ويتضح التناقض الإيراني الصارخ حيال الثورة في سوريا ونظيراتها في بلدان عربية أخرى مثل تونس ومصر واليمن من خلال طريقة تعاطي كبار المسئولين الحكوميين مع هذه الثورات واعتماد سياسة "الكيل بمكيالين" وتغيير مواقفهم حيال بعض الدول. ففي حين أبدت طهران دعماً ملحوظاً في الإعلام للثورة الشعبية ضد النظامين التونسي والمصري، واعتبرتها من مآثر ونتائج ثورتها التي أطاحت بنظام الشاه في عام 1979، خاصة فيما يتعلق بالنظام المصري الذي كان العقبة الكبيرة والمنافس الرئيسي لها على المستوى الإقليمي؛ وصف الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في تصريحاته الانتفاضة في سوريا ضد نظام بشار الأسد ب"الفتنة"، متهماً أطرافاً خارجية وإسرائيلية بمحاولة بث الفوضى وزعزعة النظام السوري. والمثير أن موقف النظام في إيران تجاه حكومة الأسد يختلف تماماً مع موقف الشارع الإيراني الذي لا يرحب بالنظام السوري، وكان منذ البداية معارضاً لسياسات النظام، خاصة فيما يخص دعمه لحزب الله، ويعرف كل المتابعين في الشأن الإيراني أنه منذ بداية 2009 بدأ الشارع الإيراني يعلن عن استيائه ورفضه للسياسة الإيرانية تجاه حزب الله وحماس والحركات الإسلامية. وكان من أبرز الهتافات في الشارع الإيراني في الحملة الانتخابية للإصلاحيين هو الشعار الذي أطلقته حناجر الملايين من الإيرانيين، وهو "لا غزة ولا لبنان روحي فداء لإيران".