يأمل راقصو السامبا البرازيلية في اللحاق بمنتخب الأرجنتين حين يخوضون مباراة بظروف وحسابات منافسهم نفسها، ويواجهون فيها المنتخب الإكوادوري في صراع محتدم على بطاقة التأهل لدور الثمانية، ولم يكن المنتخب البرازيلي - الفائز باللقب في البطولتين الماضيتين، والفائز بلقب كأس العالم خمس مرات سابقة - يتوقع هذا الوضع الذي يخوض من خلاله المباراة، ولكن مفاجآت البطولة الحالية وضعت الفريق في مأزق حقيقي. وسقط المنتخب البرازيلي في فخ التعادل السلبي مع نظيره الفنزويلي في بداية رحلة الدفاع عن اللقب قبل أن ينتزع تعادلا بشق الأنفس في المباراة التالية أمام منتخب باراجواي (2/2) بفضل هدف سجله المهاجم البديل فريد في اللحظات الأخيرة من اللقاء، وتجمد رصيد منتخب البرازيل عند نقطتين فقط ليقتسم المركز الثاني في المجموعة مع منتخب باراجواي بينما يعتلي المنتخب الفنزويلي الصدارة برصيد أربع نقاط، ويتذيل المنتخب الإكوادوري المجموعة برصيد نقطة واحدة. ولذلك يخوض المنتخب البرازيلي مباراته رافعا شعار (أكون أو لا أكون) لأن هذه المواجهة تمثل (حياة أو موت) لكل من طرفيها، فالفوز يضمن لصاحبه التأهل لدور الثمانية، والهزيمة تطيح بصاحبها خارج البطولة، أما التعادل فلن يخدم الإكوادور، ولكنه سيصعد بالبرازيل إلى دور الثمانية سواء باحتلال المركز الثاني أو الثالث في المجموعة. ورغم امتلاء صفوف المنتخب البرازيلي بالعديد من النجوم في مختلف الخطوط وخاصة في الهجوم بدا الفريق البرازيلي في مباراتيه السابقتين عاجزا عن الانقضاض على منافسيه مثلما اعتاد عشاق السامبا في كل مكان بالعالم، وظهرت العديد من السلبيات في أداء الفريق، ولم تفلح تغييرات مديره الفني مانو مينزيس سواء في التشكيل الأساسي أم خلال المباريات أم التعديلات في خطة اللعب، وبات الفريق مهددا بالخروج المبكر من البطولة إذا لم يحقق الفوز أو التعادل، ولكن الفوز وحده وبفارق مريح من الأهداف هو ما سيطمئن جماهير السامبا مثلما فعل منتخب التانجو مع عشاقه. وتبدو المشكلة الحقيقية التي يواجهها الفريق أن لاعبيه لا يقدمون في البطولة الحالية ما يتناسب مع إمكانياتهم الحقيقية، ولخص المدافع لوسيو قائد الفريق الأزمة الفعلية للسامبا البرازيلية في هذه البطولة عندما ناشد زملاءه في الفريق بمزيد من الجدية والإخلاص.. رافضا ذكر أسماء اللاعبين الذين وجه إليهم الانتقادات خلال مؤتمر صحفي أقيم الإثنين.. مشيرا إلى أنه يرفض التصريح بأسماء الأشخاص، ولكنه يتكلم بشكل عام على أي لاعب يقصر في أداء مهمته مع الفريق. وقال لوسيو: "نحن فريق كامل، ولسنا مجرد لاعبين أو ثلاثة لاعبين يصنعون الفارق، وأهم شيء هو قوة الأداء الجماعي، وأن يكون لدى الفريق هدف يتحدون عليه، ويتعين على كل لاعب تحمل المسئولية، وأن يلعب بمزيد من الجدية، ويتعين أيضا على اللاعبين أن يظهروا سبب وجودهم في صفوف المنتخب البرازيلي، ولا يمكن لفريق أن يفوز بمباراة من خلال بريقه أو اسمه".. موضحا أن "شعار منتخب السامبا يوجد على مقدمة قميص اللاعب الخاص بالمنتخب، بينما يكتب اسم اللاعب على مؤخرة القميص، وشعار الفريق أهم من اسم اللاعب، والمنتخب البرازيلي ليس مكانا للاستعراض، ونحن نمثل بلدا بأكمله، ونلعب بقميص منتخب كبير، ولم نأتِ هنا للمزاح، ونحتاج للجدية والإخلاص والحماس". ويبدو أن لوسيو أراد بتصريحاته إلقاء اللوم على نيمار مهاجم سانتوس والمنتخب البرازيلي الذي يسعى نادي ريال مدريد الإسباني للتعاقد معه، ولكن اللاعب لم يقدم في البطولة الحالية ما يستحق ذكره.. وقال لوسيو :"كل لاعب يتعين عليه التعامل بمزيد من الجدية، وأن ينتقد نفسه، ومن الأمور المهمة للغاية أن تلعب بدون كرة، ويجب عليك إزعاج المنافس، وكما أصبح من الضروري للغاية أن يتعامل اللاعب بشكل أكثر حماسا داخل المنتخب البرازيلي". ولم يقدم أي من المهاجمين الثلاثة الشبان نيمار وجانسو وألكسندر باتو ما يستحق ذكره في المباراتين الماضيتين رغم أن الآمال كانت معلقة عليهم لإعادة شباب السامبا البرازيلية، وفشل اللاعبون الثلاثة في هز الشباك، وقدموا عرضا فاترا مع الفريق في المباراتين، وكما طال الفشل لاعبين لديهم خبرة أكبر مثل داني ألفيش نجم برشلونة الإسباني وروبينيو مهاجم ميلان الإيطالي، حيث كان ألفيش أبرز نقاط الضعف في مباراة الفريق أمام باراجواي، بينما لم يقدم روبينيو شيئا في لقاء فنزويلا وجلس على مقاعد البدلاء في مباراة باراجواي بأكملها، ولذلك يفكر مينزيس في تغيير ألفيش في هذه المباراة والدفع مكانه باللاعب مايكون نجم إنتر ميلان الإيطالي، وقد يستعين بفريد وجيدسون على حساب روبينيو ونيمار أيضا، ولكن المباراتين الماضيتين أكدتا بالفعل أن الفريق لا يحتاج لتغيير في التشكيل أو الخطة بقدر حاجته إلى التعامل بالجدية التي أشار إليها لوسيو. ويدرك المنتخب البرازيلي أن منافسه ليس فريقا ضعيفا فقد دأب في السنوات الأخيرة على تقديم عروض جيدة أمام راقصي السامبا، كما قدم الفريق أداءً جيدا في المباراتين السابقتين له بالبطولة الحالية، حيث تعادل سلبيا مع منتخب باراجواي القوي، وسقط بهدف وحيد أمام فنزويلا، ويتضح من النتيجتين أن الفريق يعاني من مشكلة حقيقية في الهجوم رغم وجود أكثر من لاعب جيد في خطي الوسط والهجوم مثل فيليبي كايسيدو ووالتر أيوفي وكريستيان بينيتيز، ورغم ذلك قد يشكل الفريق مشكلة حقيقية وعقبة كبيرة للسامبا البرازيلية خاصة وأنه ليس لديه ما يخسره، وسيحاول استغلال اهتزاز مستوى السامبا لتحقيق أية مفاجأة. ولذلك طالب المدرب رينالدو رويدا المدير الفني للفريق لاعبيه بعد الهزيمة أمام فنزويلا بأن يحلموا بالفوز على البرازيل.. مؤكدا على ضرورة التمسك بالأمل وأن (يحلموا) بتحقيق الفوز على البرازيل لأنه ليس مستحيلا.. مضيفا "نحتاج للتعاون والتماسك بين اللاعبين والبناء الجيد للهجمة، وهذا هو ما افتقدناه أمام فنزويلا".. موضحا أن الفريق يحتاج إلى مزيد من التركيز في بناء هجماته، بالإضافة للاستحواذ على الكرة بشكل أفضل.. معلقا على المباراة المرتقبة أمام البرازيل "عليكم أن تحلموا.. احلموا واستعيدوا الفرصة، ويمكننا العبور للدور الثاني".