لم يعلموا أن وجبة الغداء ستكون الأخيرة مع قاتلهم في قرية حاشد منطقة المجحفة مديرية تبن الواقعة شرق مدينة الحوطة بمحافظة لحج بعد أن عطفوا على الجاني وتقاسموا معه لقمة العيش في مزرعتهم سنوات عديدة. فقد لقي كل من علوي سعيد عوض الحميدي وناصر محمد جامع وحامد محمد مطيلس وعبد الكافي فضل مطيلس مصرعهم وإصابة صلاح محمد علي جراء تعرضهم لإطلاق رصاص من قبل المدعو هيثم ناصر ملهم بعد أن جمعتهم وجبة غداء يوم أمس الأول الخميس مع قاتلهم في مزرعة أولاد مطيلس، وبعد أن أنهى وجبته معهم قام الجاني بإحضار سلاحه الآلي وأطلق الرصاص بكثافة من سلاحه لتصيب المجني عليهم بطلقات قاتلة في الصدر والأيدي والأرجل ليفارقوا الحياة في الحال دون أن تعرف دوافع عملية القتل وأسبابها حسب بعض إفادات مواطني المنطقة. وقد هرع العديد من المواطنين إلى موقع الحادث بعد سماعهم إطلاق الرصاص ليشاهدوا المجني عليهم جثثاً هامدة، ليتم بعدها نقلهم إلى مستشفى ابن خلدون بمدينة الحوطة وإيداع جثامينهم ثلاجة مستشفى ابن خلدون، فيما الغضب والذهول ساد أهالي القتلى ومواطني المنطقة نتيجة للفاجعة التي لم يتوقعها أحد ولم تعرف حقيقتها ودوافعها، فيما المصاب لازال يتلقى العلاج في المستشفى جراء إصابته. وفي تطور لاحق للقضية عثر على قاتل الضحايا جثة هامدة قريباً من منطقة الحادثة عصر يوم الحادثة وتفيد التقارير الطبية أن المجني عليه قد أقدم على إطلاق الرصاص على نفسه باختراق مقذوف ناري من أسفل إلى أعلى ليفارق الحياة منتحراً حسب التقارير الطبية، لينقل بعدها إلى مستشفى ابن خلدون ويودع جثمانه ثلاجة المستشفى. هذا وقد شيع الضحايا إلى مثواهم الأخير في منطقة حاشد عقب صلاة الجمعة على جثامين المجزرة البشعة، بعد ان تم الصلاة عليهم في مسجد المنطقة بحضور المئات من المواطنين، لتنطلق بعدها مراسيم التشيع في موكب جنائزي حمل خلالها المشيعون جثامين الضحايا الأربعة إلى مقبرة المنطقة ليواروا الثرى بعد أن قام العديد من المشيعين بإلقاء النظرة الأخيرة عليهم. الحادثة والتي تعتبر الأولى في بشاعتها بمديرية تبن حسب بعض المصادر التي أفادت أن القاتل الذي قتل نفسه انتحاراً دون أن تعرف دوافع الجريمة وانتحار القاتل قد أعطت للأجهزة الأمنية ارتياحاً كبيراً، كونها كانت سوف تقع في إحراج كبيرة في حال أن القاتل لم ينتحر ويطلق الرصاص على نفسه. وأشارت تلك المصادر إلى أن تأخر الاستجابة من قبل الأجهزة الأمنية وبسرعة مع الحادثة رغم البلاغات والاتصالات لتحريك العديد من الأطقم العسكرية للبحث عن القاتل لم تكن موفقة ولم تتحرك في وقتها لمتابعة القضية، مما سبب حالة من السخط والغضب لدى أولياء الدم الذين لم ينهِ غضبهم سوى إبلاغهم بعملية مقتل الجاني وانتحاره، فيما طالب العديد من المواطنين الأجهزة الأمنية القيام بعملها على أكمل وجه واستكمال إجراءات القضية لمعرفة الدوافع الحقيقية لعملية قتل الأربعة المواطنين الأبرياء والعزل من السلاح .
