ليست المواجهة الوحيدة الصعبة أو الساخنة، ولكن اللقاء المرتقب بين منتخبي الأرجنتين وأوروجواي يظل الأكثر إثارة بين جميع المباريات الأربع التي تشهدها فعاليات دور الثمانية في بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) المقامة حاليا بالأرجنتين.. ويلتقي المنتخبان بمدينة (سانتا في) في كلاسيكو فريد من نوعه، وهو كلاسيكو "نهر لا بلاتا"، حيث أوقع الحظ العاثر كلا من المنتخبين في مواجهة الآخر مبكرا لتفقد البطولة مبكرا أحد المرشحين بقوة للفوز بلقبها، لكن الإثارة المنتظرة في هذه المباراة قد تعوض متابعي البطولة عن غياب أحدهما في المربع الذهبي للبطولة. وينتظر المتابعون لفعاليات كوبا أمريكا 2011م بالأرجنتين أن ترفع هذه المباراة درجة حرارة البطولة، خاصة وأنها تجمع بين الفريقين اللذين يقتسمان الرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب برصيد (14) لقبا لكل منهما، أي أنهما يجمعان فيما بينهما (28) لقبا من بين (42) لقبا وزعت حتى الآن على مدار تاريخ البطولة، كما سبق لكل من الفريقين الفوز بلقب بطولة كأس العالم مرتين سابقتين بينما غابت الإنجازات عن كل منهما منذ سنوات طويلة، ويسعى كل منهما إلى استغلا ل إمكانيات الجيل الحالي له من أجل استعادة اللقب القاري. وأكد أوسكار تاباريز المدير الفني لمنتخب أوروجواي أن مباراة فريقه مع نظيره الأرجنتيني ستكون لقاء (حياة أو موت) قائلا: "من الآن فصاعدا ستكون المباريات مواجهات حياة أو موت، والبطولة الحقيقية ستبدأ من دور الثمانية".. موضحا "رغم أننا لم نقدم حتى الآن العروض التي نريدها، لم يخسر فريقي أية مباراة في البطولة،و قالوا إن منتخب تشيلي هو الأفضل في البطولة، ولكنه لم يحقق الفوز علينا، ونتسم بالعناد، وسنبذل كل ما بوسعنا في مواجهة الأرجنتين لنحقق نتيجة إيجابية".. مشيرا إلى أن فريقه أقصى المنتخب الفنزويلي صاحب الأرض في البطولة الماضية عام 2007م، وسيسعى لإقصاء أصحاب الأرض هذه المرة أيضا رغم الفارق بين الفريقين. وعلى الجانب الآخر من النهر كان الفوز على كوستاريكا بثلاثية نظيفة سببا في تهدئة مشجعي التانجو في العاصمة بوينس آيرس وغيرها من المدن الأرجنتينية، حيث حجز الفريق مقعده في دور الثمانية وتقدم خطوة على طريق استعادة اللقب، واطمأن أنصار التانجو على نجمهم الشهير ليونيل ميسي الذي استعاد عروضه البراقة، ولعب دورا أساسيا في هذا الفوز الكبير. وأكد لويس سواريز مهاجم منتخب أوروجواي أن المنتخب الأرجنتيني لديه بعض الأمور التي يحتاج إلى تصحيحها قبل المواجهة المرتقبة بين المنتخبين، حيث قال: "إن المنتخب الأرجنتيني سيحظى بمساندة جماهيره، ولكننا سنبذل قصارى جهدنا".. واتفق سواريز مع زميله المدافع دييجو لوجانو قائد منتخب أوروجواي على أن المنتخب الأرجنتيني يعاني من بعض نقاط الضعف خاصة في خط الدفاع مما سيفيد منتخب أوروجواي في المباراة بين الفريقين. وعن إمكانية مواصلة إهدار الفرص السهلة قال لوجانو: "إن كل مباراة تختلف عن الأخرى ولها ظروفها الخاصة".. مبديا احترامه التام لليونيل ميسي نجم المنتخب الأرجنتيني وأفضل لاعب في العالم. وفي المقابل أعرب المهاجم الأرجنتيني الدولي جونزالو هيجوين عن ثقته البالغة في فرص منتخب بلاده لإحراز لقب البطولة، وذلك بعد وصول زميله ليونيل ميسي للمستوى الرائع الذي ظهر عليه في مباراة كوستاريكا، وقال هيجوين نجم هجوم ريال مدريد الإسباني: "إذا واصل ميسي الظهور بهذا المستوى فإن المنتخب الأرجنتيني يملك فرصة كبيرة للغاية للتتويج باللقب، وعبرنا اللحظات الصعبة والعصيبة، ويمكننا أن نبرهن على قدرتنا على الفوز باللقب". وتشهد المباراة اليوم السبت مواجهة مثيرة بين دييجو فورلان مهاجم أوروجواي والمهاجم الأرجنتيني الشاب سيرخيو أجويرو ليتحول الزملاء إلى أعداء، حيث يلعب كل منهما لفريق أتلتيكو مدريد الإسباني، وبينما سجل أجويرو ثلاثة أهداف ليتصدر قائمة هدافي البطولة مازال فورلان يعاني بشدة من العقم التهديفي الذي يلازمه مع المنتخب منذ أكثر من عام وعلى مدار عشر مباريات متتالية. تجدر الإشارة أيضا إلى أن فورلان كان يعتزم الزواج من خطيبته عارضة الأزياء الأرجنتينية زايرا نارا عقب انتهاء هذه البطولة، ولكنهما انفصلا قبل بداية البطولة مباشرة لتغيب نارا عن مدرجات الاستاد وتفلت من حيرة تشجيع منتخب بلادها أو منتخب خطيبها.. كما تجدر الإشارة أيضا إلى أن المباراة ستكون المواجهة رقم (30) بين الفريقين في تاريخ البطولة، وعلى مدار (29) مواجهة سابقة لم يحظَ أي منهما بأفضلية على الآخر، حيث فاز كل منهما في (13) مباراة وتعادلا في ثلاث مباريات.