كشف المؤتمر الصحفي لتكتل "يمانيو المهجر" المنعقد يوم أمس الأول الخميس عن وجود سبعة يمنيين من المغتربين معتقلين في سجون سعودية بسبب نشاطهم في السعودية وتأييدهم للثورة اليمنية . وأشار الدكتور/ صالح سميع رئيس الهيئة الاستشارية للتكتل إلى أن اليمنيين المغتربين في دول الخليج يواجهون صعوبات عن غيرهم من المغتربين في دول العالم في التعبير بحرية عن آرائهم وتأييدهم للثورة اليمنية , نافياً أن يكونوا أقل حماساً بالرغم من إمكانياتهم المتواضعة وخير دليل على ذلك نشاطهم الملحوظ على الفيس بوك والتويتر بمئات الصفحات الداعمة والمؤيدة للثورة خلافا عن كتاباتهم ومشاركاتهم المختلفة . وأوضح سميع أن أكثر من 17 مليون مواطن يمني مغتربون خارج الوطن يعيشون أسوأ الأوضاع وينظر إليهم كمتسولين يجمعون الأموال لا كعاملين لديهم قدرات وطاقات للإنتاج والعمل، كما يجد المغترب اليمني أدنى مرتبة في الاحترام من قبل الآخرين , ويمنع في كثير من الدول من النزول ترانزيت وليس له حقوق فيها , إلى جانب أن المغترب نفسه لا يعرف حقوقه في هذه الدول . وذكر في المؤتمر أن المغتربين قاموا بوقفات احتجاجية أمام السفارات والمنظمات الدولية تندد بالأعمال الإجرامية ضد الثوار وتطالب بالوقوف إلى جانب الثوار وإيصال رسائل لتلك الجهات وغيرها . منوهاً بأن التكتل الآن بصدد إعداد رسالة بأربع لغات هي العربية والانجليزية والفرنسية والألمانية، تطالب بالوقوف إلى جانب الثورة اليمنية وتكشف جرم وزيف النظام.. وقال ( نحن المغتربين نعتبر أنفسنا سفراء لجميع الثوار في الساحات وسنوصل أصواتهم إلى جميع أقطار العالم)، مؤكدا بان الثورة اليمنية انتصرت وهي تعيش اللحظات الأخيرة للانتصار . وتحدث سميع عن تعاطف الخارج مع ما يحدث في اليمن، موضحاً بأن أحد الفلسطينيين المتواجدين في الصين تبرع بسيارته الوحيدة بعد أن تأثر بأحداث جمعة الكرامة , فيما قام طلاب في الهند بكتابة رسائل للسفارة السعودية وعدد من السفارات الأخرى، مكتوبة بالدم تعترض على الصمت الدولي إزاء تلك الجهات , إلى جانب توجه عدد كبير من المغتربين في عدد من مناطق السعودية إلى العمرة وإهدائها لشهداء الثورة في إبريل الماضي . من جانب آخر كشف المحامي/ عبدالرحمن برمان رئيس منظمة سجين، مسئول البلاغات في منظمة هود عن وجود 38 ملف لقضايا انتهاكات ليمنيين فقط في الإمارات, مشيراً إلى أن أوضاع اليمنيين في الأراضي السعودية هي الأكثر سوءاً, مشيراً إلى وجود ثلاثة آلاف ملف لسجين يمني لدى المنظمة، منهم "88" سجيناً في القصيم معتقلين على ذمة الإرهاب لديهم قضايا ولم تثبت عليهم أي تهم . واستنكر برمان التعنت السعودي ضد أبناء اليمن وما قامت به مؤخراً من انتهاك صارخ ضد 18 شخصاً من جرحى ثورة ومرافقيهم الذين تم إرسالهم للعلاج بناءً على دعوة الملك/ عبدالله لعلاج جميع اليمنيين, حيث تم احتجازهم في مستشفى بمدينة تبوك دون علاجهم أو إطلاق سراحهم واحتجاز مرافقيهم . وكشف برمان أيضاً عن محاولة أحد المعتقلين اليمنيين في سجن أبها الانتحار يوم أمس الأول بسبب الوضع المأساوي الذي يلاقيه السجناء هناك , كما تم تدمير كثير من رجال الأعمال تحت مسمى الإرهاب , وأن هناك منهم من يتسول اليوم في شوارع اليمن ولديه 630 ألف ريال سعودي محجوزة هناك لم يستطع الحصول عليها . وقال برمان ( يعاني اليمنيون في سجون السعودية من المعاملة السيئة واللاإنسانية , ولا تمارس على الآخرين من باكستانيين وهنود وغيرهم , حيث يضعون أكثر من 500 إلى 600 سجين في زنزانة واحدة , ويتم ايقاضهم بالدعس بالأقدام والأحذية على رقابهم وإذلالهم). وذكر أن القضاء السعودي يعتبر مأساة حقيقية ويسيء للإسلام، بل ويمثل صورة بشعة للإسلام أمام دول العالم، مشيراً إلى أن احد السجناء المفرج عنهم أخبره بأن مديري السجون هناك يخشون التعامل بنفس الطريقة مع الجنسيات الأخرى لان المسئولين في سفاراتهم يأتون لزيارتهم أسبوعياً للاطمئنان على أوضاعهم حتى يتم ترحيلهم , فيما اليمنيون لم يجدوا مسئولاً واحداً زارهم أو سأل عن أحوالهم . وأضاف برمان ( كل ما يقوم به مسئولونا اليمنيون هو التسابق في التواصل مع أسرة أي مغترب في حال تم قتله من قبل مواطن سعودي للتنازل عن دمه مقابل دفع مبلغ لا يتعدى 60 ألف ريال سعودي، فيما هو يستلم مابين 400-600 ألف ريال سعودي من أهل القاتل). هذا وقد اصدر تكتل "يمانيو المهجر" بياناً صحفياً استعرض ماتم الاتفاق عليه في الملتقى العام الأول للجاليات اليمنية الذي عقد خلال اليومين الماضيين تحت شعار ( من أجل جالية يمنية موحدة ) وشارك فيه مندوبون عن الجالية في 21 دولة . حيث استنكر البيان سياسة العقاب الجماعي التي يمارسها بقايا رموز النظام ضد الشعب وافتعال الأزمات الاقتصادية والمعيشية في محاولة بائسة لتركيعه، مطالباً المجتمع الدولي والإقليمي ومن يدعون أنهم أنصار الحرية والديمقراطية التدخل لرفع هذا الحصار المفروض على المواطن اليمني بسبب تعبيره عن رأيه , معبراً عن إدانته الشديدة لحرب الإبادة الجماعية التي تشنها قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة ووحدات مكافحة الشغب ضد السكان المدنيين في تعز وأبين ومناطق أرحب ونهم والحيمة وما أسفر عنها من قتل للمئات من الرجال والنساء والأطفال والشيوخ وتشريد الآلاف من الأسر , داعياً الهيئات والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان محلياً ودولياً إلى رصد هذه الجرائم التي ترقى إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية وإدانتها وإدراج مرتكبيها وفي مقدمتهم علي صالح وأولاده وأولاد أخيه ضمن قائمة مجرمي الحرب وملاحقتهم قضائيا داخل الوطن وخارجة. معاتباً في الوقت ذاته على الموقفين الأمريكي والسعودي المنحازين كلياً لبقايا النظام وتوفيرهما الغطاء اللازم لمواصلة جرائمهم البشعة بحق أبناء الشعب اليمني . وأكد الملتقى وقوفه إلى جانب الإجماع الوطني فيما يخص إنشاء مجلس انتقالي , داعياً إلى تشكيل مجلس ثوري موجد يضم كافة المكونات الثورية الموجودة في الساحة بما فيهم "يمانيو المهجر" ليكون المخول الشرعي للحديث باسم الثورة ويتولى مسئولية متابعة الإشراف على تنفيذ أهداف الثورة بعد نجاحها وحماية كافة مكتسباتها. ودعا الملتقى إلى ضرورة توحيد الصف الداخلي والخارجي للثوار اليمنيين لما من شأنه توحيد المواقف والقرارات , كما دعا كافة القوى السياسية والوطنية والمكونات الثورية المختلفة إلى البدء في التحضير لمرحلة ما بعد صالح وبناء الدولة المدنية الحديثة , وإعداد وتقديم رؤية توافقيه واضحة ليمن ما بعد صالح لما من شأنه إزالة أي مخاوف داخلية أو خارجية تتعلق بذلك , مؤكداً على ضرورة التعاطي الجاد مع ما يطرح من مآخذ على الثورة اليمنية في الداخل والخارج وإيجاد الخطط والآليات اللازمة لتجاوزها . هذا ويستعد تكتل "يمانيو المهجر" للتحول إلى منظمة مجتمع مدني مستقلة تحتوي كافة أبناء الجاليات اليمنية في العالم وتعمل على تبني قضاياهم والدفاع عن حقوقهم ومصالحهم ورفع مستوى الوعي الثقافي والوطني والقيمي والأخلاقي لديهم .