على مدى حلقتين نشرت في صحيفة الأيام بتاريخ 13-14 أغسطس 2008م تحت عنوان "بمناسبة مرور 70 عاماً على إحلال السلام في حضرموت" دراسة لتجربة تاريخية في القضاء على الثأر القبلي 1933-1953م، وهي دراسة من تأليف السفير المتقاعدعبدالعزيز علي القعيطي "اليافعي" ود/ محمد سعيد القدال "سوداني الجنسية حفيد أول وزير دولة تم فرضه بالقوة من قبل أول مستشار بريطاني لحضرموت بعد إبرام معاهدة الاستشارة عام 1937م والذي ارتبط اسمه بكارثة القصر السلطاني الشهيرة والتي سوف نتطرق لها لاحقاً" وقام بإعداد المادة الصحفية والتعليق عليها الكاتب علي سالم اليزيدي "اليافعي"، وعملاً بحق الرد والرأي والرأي الآخر وحرية التعبير في عهد الديمقراطية ووحدة الثاني والعشرين المباركة وهو العهد الذي تفتقت فيه قريحة أبناء وأحفاد العهد الاستعماري السلاطيني البائد بعد صمت طويل دام أكثر من أربعين عاماً ما بعد الاستقلال الوطني للجنوب نقلوا خلالها الكثير من الكتب وعلق وأعدوا هذه الدراسة وهم بالمناسبة أحياء تنقلوا من أبناء وأحفاد سلاطين العهد البائد الذي عاصروه وتربوا فيه وخرجوا من بطون أمهاتهم وفي أفواههم ملاعق من ذهب إلى كوادر قيادية في الحزب الاشتراكي وسفراء في السلك الدبلوماسي بعد الاستقلال، وهاهم اليوم يكشرون عن أنيابهم، عن حقيقتهم وجوهرهم الاستعماري السلاطيني، ظهروا في كتاباتهم ودراساتهم بهدف تلميع نظام آبائهم وأجدادهم العميل للاستعماري البريطاني للجنوب الذي استمر لما يزيد عن "129" عاماً. وبما أن صحيفة الأيام رفضت نشر تلك الدراسة فإنني على ثقة بأن القائمين على صحيفة "أخبار اليوم" وعلى وجه الخصوص ناشر الصحيفة ورئيس تحريرها الأستاذ القدير/ إبراهيم مجاهد سوف ينشر هذا الرد، أما في حالة حجبه عن النشر ذلك بالتأكيد سوف يحتسب سلباً على "أخبار اليوم" وسمعة والقائمين عليها، وأبدأ بتعريف من كتب وأعد وعلق على تلك الدراسة وهم: 1- عبدالعزيز علي بن صلاح القعيطي: فهو ابن ولي عهد السلطان صالح بن غالب القعيطي ظل يقوم بإدارة شؤون السلطنة في حالة غياب السلطان أثناء زياراته خارج حضرموت التي تطول مدتها وخاصة زياراته إلى الهند، كان يتوقع أن يتوج سلطاناً على حضرموت بعد وفاة السلطان صالح، إلا أنه وبعد أن شب واشتد ساعد الأمير عوض ابن السلطان وبدأت الأنظار تتوجه إليه لولاية العهد، وقد أحس علي بن صلاح بذلك فبدأ بتوطيد علاقاته السرية مع الثائر الوطني الغني ابن عبدات القادم من شرق آسيا والذي اتخذ من مدينة الغرفة الواقعة بين مدينتي شبام وسيئون مقراً له في مقاومة الاستعمار البريطاني وعملائه الخونة من سلاطين القعيطي "في عهد السلطان صالح" والسلطان الكثيري، مع مرور الوقت اكتشف السلطان صالح تلك العلاقة السرية التي تربط علي بن صلاح بابن عبدات فتم نفيه خارج حضرموت، فكانت وجهته الأولى إلى مدينة عدن وقد استقر في أحد بيوت الشيخ عثمان الفقيرة، اصطحبه في رحلته الكاتب والمؤرخ الحضرمي الشهير سعيد عوض باوزير الذي كتب عن حالة البؤس التي تعرض لها علي بن صلاح حتى وفاته نتيجة لإصابته بمرض التدرن الرئوي "السل"، بعد وفاة السلطان صالح بن غالب القعيطي حل محله نجله السلطان عوض بن صالح القعيطي الذي توفي قبل نيل الاستقلال الوطني بفترة قصيرة وحل محله نجله السلطان غالب بن عوض آخر سلاطين يافع في حضرموت وهذا السلطان بالمناسبة عاش حياته في الهند عند أمه ولم تطأ قدماه تربة حضرموت حتى لحظة تتويجه بدلاً عن أبيه، أما شقيقه الأصغر "عمر" الذي عاش حياته كلها في حضرموت وأمه حضرمية فقد انهارت السلطنة في سبتمبر 1967م وهو خارج حضرموت في بعثة دراسية عسكرية في الأردن بالمملكة الأردنية الهاشمية، وبعد سقوط السلطنة اختار السلطان غالب العيش والاستقرار في المملكة العربية السعودية ولم يزر حضرموت حتى الإعلان عن قيام وحدة الثاني والعشرين من مايو 1990م. 2- د/محمد سعيد القدال: القدال هو أستاذ وتربوي سوداني جاء على رأس بعثة تعليمية سودانية وهو أستاذ قدير كان له دور كبير في تطوير العملية التعليمية في حضرموت على ضوء منهج "بخت الرضاء السوداني"، وعند وفاة وزير الدولة السابق من ذوي الأصول الهندية كان السلطان صالح بن غالب خارج حضرموت فتم التواصل بين قيادات من الحزب الوطني وبعض الشخصيات من عقلاء حارات المكلا مع ولي العهد الأمير عوض بن صالح ومطالبته بأن يكون سنداً لهم في اختيار وتعيين وزير الدولة "بمثابة رئيس للوزراء" من أبناء حضرموت بدلاً عن الأجانب، لم يلتزم الأمير لهم بوعد قاطع واستمر في مغازلتهم والتعاون معهم، وقد ترك ذلك حتى عودة السلطان صالح، في هذا الوقت بالذات كان المستشار البريطاني في حضرموت "بوستد" موجوداً في المكلا، وكانت عينه على القدال بتعيينه وزيراً للدولة ضارباً عرض الحائط بالمطالب الوطنية، وصلت الشائعات وما يحدث في حضرموت إلى مسامع السلطان صالح خارج حضرموت، مع العلم أن رأيه يتطابق مع رأي المستشار البريطاني، وعند عودته وهو في حالة من الغضب الشديد استدعى القيادات الوطنية التي تطالب بوزير وطني إلى قصره في نفس الوقت الذي امتلأت فيه ساحة القصر وخارجه بالمواطنين المطالبين والداعمين لمطالب قيادة الحزب الوطني والشخصيات الأخرى، وبعد انتظار الوفد الذي قابل السلطان وإلى جانبه المستشار البريطاني "بوستيد" نزل الوفد من ذلك اللقاء غاضباً دون أن يوضح للجماهير ما جرى بينهم والسلطان صالح الذي أهانهم وسخر منهم وأصر على أن يكون القدال هو الوزير للدولة ولا أحد سواه، غادر الوفد القصر صامتاً حدث ذلك نتيجة الهرج والمرج والفوضى من قبل الجماهير الغاضبة التي حاولت اقتحام بوابات القصر وتكسير الأعمدة والمزهريات وسلب بنادق حراس القصر، وعلى ضوء ذلك فقد تم الاستنجاد باستدعاء قوة من الجيش النظامي بقيادة صالح يسلم بن صميدع وهو برتبة لواء والذي قام مع قوته بتسلق سور القصر الخارجي حتى ساحة القصر الذي احتشدت فيه الجماهير، وكانت البداية إطلاق النار في الجو ومن ثم إلى صدور المتظاهرين فقتل منهم ما يقارب العشرين وجرح العشرات. تفرقت الجماهير وغادرت ساحة القصر وكان ذلك على ما أعتقد في العام 1950م، تلك الحادثة وتلك الجريمة التي دفع ثمنها القائد العسكري بن صميدع الذي أعطى الأوامر بإطلاق النار على المواطنين العزل بعد محاكمته والحكم عليه بالإعدام ومعه نائب لواء المكلا المدعو بدر الكسادي "اليافعي" جرت المحاكمة تلك مباشرة بعد نيل الاستقلال. 3- علي سالم اليزيدي "اليافعي": أحد الأبواق الانتهازية التي سخرت إمكانياتها وقدراتها الثقافية والفكرية في كل زمان ومكان لصالح وسياسة كل من يأتي مسؤولاً، حاكماً أو محافظاً على حضرموت لأسباب شخصية وذاتية، واكتفي هنا بالحديث عن هذا الشخص والذي يعمل اليوم على تلميع وجه النظام الاستعماري السلاطيني البائد ويحن لعودة البلاط السلاطيني والاستعماري البريطاني. السياسة الإجرامية والاستعمارية التي ارتكبها الانجليز في حضرموت لا اعتقد من قام بتأليف وإعداد تلك الدراسة والتعليق عليها يجهل الطبيعة الإجرامية للسياسة البريطانية والعملاء الخونة من السلاطين، خاصة وأنهم قد بدلوا جلودهم بعد 67م وهذا من طبيعة الانتهازيين المرتزقة والخونة في كل زمان ومكان وإذا عدنا للبدايات الأولى عند تأسيس السلطنة القعيطية في حضرموت نجد أن هذه السلطنة هي صنيعة الاستعمار البريطاني التي جاء بها من الهند "حيدر أباد" في السنوات الأخيرة من القرن التاسع عشر وفرضها بالقوة على حضرموت وعلى الشعب الحضرمي عبر مسرحية هزلية مضحكة كتبت أدوارها الإدارة البريطانية وتم حفظها وأرشفتها في المتحف البريطاني، والتي تتحدث عن كيفية وجود واستمرار السلطنة القعيطية بعد نفيها لحكامها السابقين من آل كساد بالقوة إلى زنجبار الذين رفضوا كل الإغراءات أو التعويضات حتى يتخلوا عن الحكم ومغادرة حضرموت. وما إن استقرت الأمور للحاكم الجديد في حضرموت بدعم وتأييد السلطات البريطانية المادية والعسكرية في صراعه مع السلطنة الكثيرية التي حكمت حضرموت لأكثر من "800" ثمانمائة عام حتى أوصلته السلطات البريطانية إلى منطقة الحزم التي لا تبعد كثيراً عن مدينة سيئون سوى بضعة كيلومترات، فأصبحت حدوداً معترف بها ومحاصرة السلطنة الكثيرية في مساحة محدودة من الأرض اقتصرت على مدينتي سيئون وتريم، وبذلك أصبحت السلطنة القعيطية تسيطر على أكثر من "95%" من أراضي حضرموت، وهذه السلطنة هي الأولى التي تبرم معاهدة الحماية مع بريطانيا عام 1882م قبل غيرها من السلطنات في المحميات الشرقية أو الغربية بعشرات السنين، أما السلطنة الكثيرية فقد أبرمت هذه الاتفاقية في نهاية ثلاثينيات القرن العشرين. وهذا يدل على مدى العمالة والخيانة والتحالف الاستراتيجي بين السلطنة القعيطية والسلطات البريطانية الهادفة إلى خدمة أهدافها وأطماعها الاستعمارية. وإذا كانت تلك الحملات العسكرية التي تمت بهدف الاحتلال والتوسع حتى وصلت إلى منطقة الحزم كحدود معترف بها فإنها نجحت في السيطرة على الجبهة الغربية من المكلا ومناطق بين الجبال وحتى وادي دوعن الذي تم السيطرة عليه بالكامل حتى أسفله وانتهاء بحريضة والقطن وشبام وحتى تم إيقافها بالاتفاق مع البريطانيين عند منطقة الحزم باعتبارها حدود دولية بين القعيطي والكثيري. أما الحملة العسكرية الثانية والهادفة إلى إخضاع قبائل الحموم في المنطقة الشرقية فقد تمت هزيمتها وإبادة أفرادها بالكامل في موقعه معروفة ومشهورة في منطقة تسمى "بالغلاغيل" ولم يبقوا على أحد حياً سوى واحد من أفراد القوة الذي أخبروه أن يعود من حيث أتى ويخبر قيادته عن مصير أفراد تلك القوة، واستمرت الهزائم عند كل محاولة تقوم بها السلطنة القعيطية ضد الحموم كما استمرت الهجمات والكر والفر من قبل أفراد قبائل الحموم، واقتحام المدن بما في ذلك أسوار مدينة الشحر عاصمة السلطنة أكثر من مرة بعد تسويرها خوفاً من الهجمات المتكررة. استمر العداء المتواصل بين السلطنة وقبائل الحموم حتى الاستقلال الوطني عام 1967م. لم يقتصر ذلك العداء بين الحموم والسلطنة القعيطية، بل مع هذه السلطنة وبقية القبائل في مختلف مناطق حضرموت والتي يدعون بأن ما حدث هو ثارات قبلية كذباً وبهتاناً، وجاء هارولد انجرامس أول مستشار بريطاني ليضع حداً لهذه الثارات التي عقد من أجلها كما يدعون اتفاقات الهدنة التي روجوا لها كثيراً وكتبوا عنها مجلدات بكاملها بفضل الجهاز الإعلامي للحكومة البريطانية، أما اللجنة التي شكلها المستشار البريطاني انجرامس كان من ضمنها كما جاء في الدراسة من تأليف عبدالعزيز القعيطي ومحمد سعيد القدال والتي هي موضوع تعليقنا عليها: علي بن صلاح القعيطي، أبو بكر بن شيخ الكاف وهي اللجنة التي أطلق عليها بلجنة السلام. إن حقيقة ما حدث في حضرموت يعبر عن المقاومة الوطنية والرفض التام للغازي الأجنبي وعملائه من السلاطين الذين فرضهم على حضرموت وعلى شعب حضرموت بقوة الحديد والنار، ذلك الغازي وعملاؤه الذين صاغوا الأساطير والأكاذيب بأن الفضل كان لهم في استتاب الأمن والاستقرار في جميع مناطق حضرموت. ولا ننسى الجرائم التي لا تعد ولا تحصى والتي ارتكبتها السلطات البريطانية وعملاؤها في السلطنة القعيطية على وجه التحديد، ومن أبرزها تلك الخديعة والخيانة التي أقدم عليها سلطان الشحر القعيطي عندما أظهر نيته بعقد صلح مع مشائخ قبائل الحموم في مدينة الشحر فاستدعاهم للنزول ضيوفاً عنده فصدقوه وعندما تجمعوا في قصره المسمى "بقصر ناصر" قام بإعدامهم وذبحهم كالبهائم تجاوز عددهم أكثر من عشرين مقدماً بالإضافة إلى المئات من أتباعهم الذين تم الزج بهم في السجون المظلمة حيث لاقوا حتفهم جميعاً بداخلها، وعلى ضوء ذلك استمرت الثارات والهجمات المتبادلة على الحصون والمراكز العسكرية وعلى المدن ومن أشهرها رداً على تلك الجريمة الهجوم الذي قامت به قبائل الحموم على مدينة الديس الشرقية وقتل العشرات وأسر ما يزيد على خمسين من أفراد القوة العسكرية المتمركزة في المدينة وأخذهم أسرى إلى السهول والجبال والوديان التي يعيشون فيها. جيش البادية الحضرمي أما الإشادة بجيش البادية الحضرمي التابع مالياً وإدارياً للمستشارية البريطانية كما جاء في الدراسة السيئة السمعة فإن السبب في تكوين تلك القوة كان في الأساس ومن خلال السياسة البريطانية الخبيثة قد جاء بالتنسيق والتشاور مع السلطنة بعد فشل كل المحاولات في إخضاع قبائل الحموم بعد إلحاق الهزائم المتكررة بالقوة النظامية للسلطنة تم الإجماع والاتفاق على تشكيل قوة جيش البادية الحضرمي من مختلف قبائل حضرموت بحيث تشكل نواته الأولى في المنطقة التي تمثل مركز تجمع قبائل الحموم والمقر الثابت لمرجعيتهم شيخ مشايخ جميع قبائل الحموم تلك المنطقة المسماة غيل بن يمين التي يمتلك فيها المشائخ وأفراد القبائل أراضي زراعية وأشجار نخيل. تم إنشاء أول مركز عسكري لهذه القوة أواخر الثلاثينيات وجلب قادة لها من شرق الأردن حتى لباسهم العسكري تم على نمط الزي العسكري لجيش البادية الأردني. أما الأهداف من إنشاء هذه القوة فأولاً: هو العمل على إخضاع قبائل الحموم بالقوة. وثانياً: اعتبار أفراد هذه القوة بمثابة رهائن عند السلطات البريطانية والقعيطية وهذه سياسة بريطانية لم يتم الإعلان عنها حتى لا تحاول أي قبيلة ينتمي أفراد منها إلى هذه القوة العسكرية من التمرد والخروج عن طاعة هذه السلطات. تزايد عدد أفراد ومراكز قوة جيش البادية وغطت بداية الشريط الصحراوي بالكامل من منطقة عساكر في شبوة حتى العبر وزمخ ومنوخ والاتجاه شرقاً حتى ثمود وسناو وحبروت حتى عيضة بن بندر التي تمركزت فيها قوة من جيش البادية بعد السيطرة عليها عام 1963م. انتقلت قيادة جيش البادية الحضرمي ومقرها من غيل بن يمين إلى مدينة المكلا المقر العام للمستشارية البريطانية حتى الاستقلال الوطني عام 1967م. إني اعترف بأنني لم أعط الرد الكامل والشافي على ما جاء في دراسة أحفاد وأبناء العهد الاستعماري السلاطيني في حضرموت، كما أنني لم أتطرق إلى الكثير من الأحداث والحوادث الإجرامية التي ارتكبها العهد المظلم للسلطات البريطانية وعملاؤها من السلاطين في حضرموت، كما وأنني أطالب هنا بأن يدلي الآخرون بدلوهم لكشف وتعرية الحقبة التاريخية السوداء التي مرت بها حضرموت والشعب الحضرمي ونزع أوراق التوت عن عورات كل من يحاول اليوم الترويج الإعلامي وتلميع وجه شخصيات تلك الحقبة من تاريخ حضرموت أثناء الاحتلال البريطاني، ولا يفوتني هنا أن أوضح للقراء الأعزاء عن طبيعة تلك القوة العسكرية المسماة بجيش البادية الحضرمي كوني أحد أفرادها منذ خمسينيات القرن الماضي إن هذه القوة لم يرتكب أي من أفرادها جريمة قتل بحق أي مواطن بل كانت مرحباً بها في كل مكان تتواجد فيه وحتى لحظة انضمامها ودمجها في جيش دولة الجنوب الواحد عند الاستقلال عام 1967م. ومن المغالطات التي استخدمها من ألف وأعد تلك الدراسة فإن هناك أكثر من صورة نشرتها الأيام في الحلقتين تم التعريف بها أسفل كل صورة عدى صورة واحدة لم يتجرأ أحد منهم التعليق عليها لأن ذلك سوف يفضح دورهم التاريخي العميل، وهي الصورة التي كانت تجمع عدداً من أفراد القبائل وهم يفترشون الأرض شبه عراة اللهم قطعة قماش تستر عوراتهم، أخذت هذه الصورة من كتاب المستشار البريطاني "انجرامس" "الجزر العربي ARABIAN ISL.s" بعد إخضاعهم بالقوة وبعد معركة دامية بين الفريقين لم يكن هناك توازن بين الطرفين، يذكر المؤلف أن تلك الصورة أخذت أثناء عقد الصلح أو اتفاقات هدنة بين القبائل، لقد افترى كثيراً فيما قاله وهل يمكن أن تظهر بتلك الصورة التي ظهر فيها رجال القبائل العراة وهم يفترشون الأرض تحت حرارة الشمس الحارقة. مع العلم أن مؤلف الدراسة لم يخف سراً أن والده هو ولي عهد السلطان صالح بن غالب القعيطي وأنه من ضمن أعضاء لجنة السلم التي كان من ضمنها السيد أبو بكر بن شيخ الكاف والتي أبرمت اتفاقات مع مشائخ القبائل مع العلم أن جميعهم بدو أميون بالكامل، تلك الاتفاقات التي تمت بصورة هزلية مضحكة. ثم إن المؤلف هو عبدالعزيز بن علي بن صلاح القعيطي وهو ابن ولي العهد كان ضمن ركاب السفينة التي حملت سلاطين حضرموت عند عودتهم من المملكة العربية السعودية، وما إن رست في ميناء المكلا، وما إن رست في ميناء المكلا حتى وصلتهم الإخبار بسقوط حضرموت بيد الجبهة القومية في سبتمبر عام 1967م فعاد السلاطين من حيث أتوا إلا عبدالعزيز بن علي بن صلاح القعيطي وهو السلطان ابن السلطان ومن حاشية السلطنة التي حكمت حضرموت بمساعدة حكومة صاحبة الجلالة فإذا به ينتقل وبصورة محيرة من منصب إلى منصب آخر حتى منصب سفير في حكومات جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية. اعتقد أن سبب ذلك لا يغيب عن ذوي الألباب وسوف تكشفه الأيام القادمة خاصة ما بعد تقاعده ومشاركته في إدارة شركة النمر النفطية. المراجع: 1- وثائق الندوة العلمية التاريخية حول المقاومة الشعبية في حضرموت 1900م-1963م. 2- البحوث المقدمة إلى الندوة العلمية حول اليمن عبر التاريخ عدن 23-25 سبتمبر 1989م. 3- حادثة القصر "محمد عبدالقادر بامطرف".