ترتيبات الداخل وإشارات الخارج ترعب الحوثي.. حرب أم تكهنات؟    لماذا إعلان عدن "تاريخي" !؟    مأرب قلب الشرعية النابض    تن هاغ يعترف بمحاولةا التعاقد مع هاري كاين    معركة مع النيران: إخماد حريق ضخم في قاعة افراح بمدينة عدن    اخر تطورات الانقلاب المزعوم الذي كاد يحدث في صنعاء (صدمة)    الهلال السعودي يهزم التعاون ويقترب من ملامسة لقب الدوري    أفضل 15 صيغة للصلاة على النبي لزيادة الرزق وقضاء الحاجة.. اغتنمها الآن    "سيتم اقتلاعهم من جذورهم": اكاديمي سعودي يُؤكّد اقتراب نهاية المليشيا الحوثية في اليمن والعثور على بديل لهم لحكم صنعاء    وزير الخارجية الدكتور شائع الزنداني يطلع نظيره الباكستاني على آخر مستجدات جهود إنهاء حرب اليمن    أخيرًا... فتيات عدن ينعمن بالأمان بعد سقوط "ملك الظلام" الإلكتروني    حوثيون يرقصون على جثث الأحياء: قمع دموي لمطالبة الموظفين اليمنيين برواتبهم!    شعب حضرموت يتوج بطلاً وتضامن حضرموت للبطولة الرمضانية لكرة السلة لأندية حضرموت    تتقدمهم قيادات الحزب.. حشود غفيرة تشيع جثمان أمين إصلاح وادي حضرموت باشغيوان    في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. الإرياني: استهداف ممنهج وغير مسبوق للصحافة من قبل مليشيا الحوثي    وكلاء وزارة الشؤون الاجتماعية "أبوسهيل والصماتي" يشاركان في انعقاد منتدى التتسيق لشركاء العمل الإنساني    بالفيديو.. داعية مصري : الحجامة تخريف وليست سنة نبوية    د. صدام عبدالله: إعلان عدن التاريخي شعلة أمل انارت دورب شعب الجنوب    فالكاو يقترب من مزاملة ميسي في إنتر ميامي    الكشف عن كارثة وشيكة في اليمن    أمين عام الإصلاح يعزي في وفاة أمين مكتب الحزب بوادي حضرموت «باشغيوان»    الوزير البكري يعزي الاعلامي الكبير رائد عابد في وفاة والده    خادمة صاحب الزمان.. زفاف يثير عاصفة من الجدل (الحوثيون يُحيون عنصرية أجدادهم)    بعد منع الامارات استخدام أراضيها: الولايات المتحدة تنقل أصولها الجوية إلى قطر وجيبوتي    مارب.. وقفة تضامنية مع سكان غزة الذين يتعرضون لحرب إبادة من قبل الاحتلال الصهيوني    البنتاجون: القوات الروسية تتمركز في نفس القاعدة الامريكية في النيجر    كارثة وشيكة ستجتاح اليمن خلال شهرين.. تحذيرات عاجلة لمنظمة أممية    تعز تشهد المباراة الحبية للاعب شعب حضرموت بامحيمود    وفاة امرأة عقب تعرضها لطعنات قاتلة على يد زوجها شمالي اليمن    انتحار نجل قيادي بارز في حزب المؤتمر نتيجة الأوضاع المعيشية الصعبة (صورة)    صحيح العقيدة اهم من سن القوانين.. قيادة السيارة ومبايض المرأة    دوري المؤتمر الاوروبي ...اوليمبياكوس يسقط استون فيلا الانجليزي برباعية    لماذا يُدمّر الحوثيون المقابر الأثرية في إب؟    بعد إثارة الجدل.. بالفيديو: داعية يرد على عالم الآثار زاهي حواس بشأن عدم وجود دليل لوجود الأنبياء في مصر    أيهما أفضل: يوم الجمعة الصلاة على النبي أم قيام الليل؟    طقم ليفربول الجديد لموسم 2024-2025.. محمد صلاح باق مع النادي    ناشط من عدن ينتقد تضليل الهيئة العليا للأدوية بشأن حاويات الأدوية    دربي مدينة سيئون ينتهي بالتعادل في بطولة كأس حضرموت الثامنة    الارياني: مليشيا الحوثي استغلت أحداث غزه لصرف الأنظار عن نهبها للإيرادات والمرتبات    استشهاد أسيرين من غزة بسجون الاحتلال نتيجة التعذيب أحدهما الطبيب عدنان البرش    إعتراف أمريكا.. انفجار حرب يمنية جديدة "واقع يتبلور وسيطرق الأبواب"    أثر جانبي خطير لأدوية حرقة المعدة    الصين تجدد دعمها للشرعية ومساندة الجهود الأممية والإقليمية لإنهاء الحرب في اليمن    ضلت تقاوم وتصرخ طوال أسابيع ولا مجيب .. كهرباء عدن تحتضر    صدام ودهس وارتطام.. مقتل وإصابة نحو 400 شخص في حوادث سير في عدد من المحافظات اليمنية خلال شهر    الخميني والتصوف    تقرير: تدمير كلي وجزئي ل4,798 مأوى للنازحين في 8 محافظات خلال أبريل الماضي    جماعة الحوثي تعيد فتح المتحفين الوطني والموروث الشعبي بصنعاء بعد أن افرغوه من محتواه وكل ما يتعلق بثورة 26 سبتمبر    انتقالي لحج يستعيد مقر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بعد إن كان مقتحما منذ حرب 2015    مياه الصرف الصحي تغرق شوارع مدينة القاعدة وتحذيرات من كارثة صحية    إبن وزير العدل سارق المنح الدراسية يعين في منصب رفيع بتليمن (وثائق)    كيف تسبب الحوثي بتحويل عمال اليمن إلى فقراء؟    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ماضي حضرموت وتراثه خارج حدود الوطن محاضرة للسفير الأستاذ محمد سعيد مديحج في النادي الاجتماعي السوداني بأبوظبي
نشر في نجم المكلا يوم 25 - 09 - 2012

في خطوة ايجابيةللتعرف عن ماضي حضرموت وتراثه خارج حدود الوطن القى الاستاذ السفير محمد سعيد مديحج رئيس المركز الثقافي للانشطة التربوية والتنموية بمديرية غيل باوزير مساء امس بدولة الامارات العربية المتحدة محاضرة قيمة الموسومة ب//تحديث السلم التعليمي في حضرموت واختيار القدال سعيد القدال للمهمة//وذلك عندما استضافة النادي الاجتماعي السوداني بابوظبي -وخلال هذه المحاضرة تحدث الاستاذ مديحج حول ماهية التعليم وسلمة التعليمي وكيفية ادخاله وتحديثة في حضرموت مشيرا في حديثه عن الشخصية السودانية التي تولت ملف التعليم وتطويره وهو القدال سارد تاريخ هذا الرجل المعطاء بوصفة شاهدا على عصر التعليم الوسطي في حضرموت -وفد اثرت هذه المحاضرة بعدد من المداخلات والاستفسارات حول التعليم الاهلي والنظامي في محافظة حضرموت -حضره عدد من الشخصيات التربوية والاكاديمية بدولة الامارات وجالية حضرموت والمغتربين والاخوة من السودان الشقيق..
ولكم نص المحاضرة:
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين على أمور الدنيا والدين
حضرات السادة الكرام :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يسرني ويشرفني أن أقدم جزيل شكري للأخ الفاضل أيوب عبدالله سعيد والأخوة الأفاضل في النادي الاجتماعي السوداني لترحيبهم وتهيئتهم ولاستقبالهم لأن أكون محاضراً بينكم هذه الليلة استجابة لنداء الضمير ولآداء الواجب بالوفاء والعرفان للقطر السوداني الشقيق وأهله ، والذي أعطى وأجزل العطاء لحضرموت وأهلها بكل مالديه من إمكانيات متاحة فقدم خيرة أبنائه من مسؤولين ومدرسين وعلماء في فترة كانت حضرموت في أشد وأمس الحوجة إليهم ، فكانوا خير رسل وخير رجال يقتدى بهم في مجالات التربية والتعليم والميادين المختلفة الأخرى . حضرات السادة الكرام : إن موضوع محاضرتي هو عن تحديث السلم التعليمي في حضرموت واختيار القدال سعيد القدال للمهمة .
أرجو ألا يكون موضوعي هذا البعيد القريب منكم ثقيلاً عليكم وطويلاً – فثقوا أنني سوف اختصر ولا أطيل حيث أني أعرف إن من التطويل كلت الهمم ،،
فصار الاختصار فيه ملتزم ،،
حضرات السادة الكرام ، قبل أن أدخل في صلب موضوعي اسمحوا لي أن أضعكم في ظروف الناحيتين السياسية والتعليمية في حضرموت قبل عام 1882 م وحتى عام 1967 م وباختصار كثير .
الناحية السياسية :
كانت حضرموت في تلك الفترة عبارة عن حضرموت الداخل وحضرموت الساحل . فحضرموت الداخل كانت تحكم من قبل السلطنة الكثيرية ، وحضرموت الساحل كانت تحكم من قبل السلطنة القعيطية ، ويظهر اللاستعمار البريطاني في هذه الفترة باسطاً يديه على حضرموت الداخل وحضرموت الساحل ، بحكم الحماية وبحكم المعاهدات مع الدولتين القعيطية والكثيرية ، وهنا لايفوتني أيها السادة الكرام ، أن أذكركم أن للقبائل القاطنة في مختلف مناطق حضرموت الداخل والساحل نفوذاً يظهر قوتها من وقت لآخر ضد السلطنتين وضد المستعمر البريطاني ، وفي بغض الأحيان ضد بعضها البعض .

الناحية التعليمية :
في السنوات التي سبقت عام 1882 م وحتى عام 1939 م قيام الحرب العالمية الثانية ، كانت العملية التعليمية في هذه الفترة محصورة على التعليم في العلم ((الكتايب)) المنتشرة في المدن والقرى وفي حلقات الدراسة في المساجد أينما وجدت وترقى هذه العملية في هذه الفترة إلى التعليم في الأربطة الدينية ، كرباط مدينة تريم في الداخل ورباط بن سلم في مدينة غيل باوزير في الساحل ، وغيرها من الأربطة الأخرى الكثيرة بحضرموت ، وتظهر في هذه الفترة المدارس الأأأأأأهلية ذات الطابع الشبه نظامي كمدرسة الرباغ بالمكلا عام 1928 م ، ومدرسة مكارم الأخلاق بمدينة الشحر .
عام 1919 م ، كما أن المدارس الحكومية والتي هي شبه نظامية تعد بأقل من أصابع اليد الواحدة في هذه الفترة في الساحل والداخل بحضرموت ، ونستطيع أن نقول أن التعليم في هذه الفترة كان دينياً يغلب عليه طابع التكرار والحفظ ، ويرقى إلى تعليم اللغة العربية بجميع فروعها ولا عناية بالعلوم الحديثة إلا نادراً .
تحديث السلم التعليمي :
والحالة هذه في حضرموت من الناحية السياسية والتعليمية فإن السلطان المثقف والعارف بالعلوم الدينية والهندسية وله فيها مؤلفات بالإضافة إلى إلمامه بعدة لغات منها الإنجليزية والألمانية والأردية ، هذا السلطان هو السلطان صالح بن غالب القعيطي ، سلطان الدولة القعيطية ، طلب من المستشار البريطاني المقيم بالمكلا ((مستر هالرد إنقرامس)) عام 1938 م المساعدة والعمل على تحديث التعليم في حضرموت لبى المستشار المقيم الطلب ، وحالاً أرسل دعوة لعميد معهد التربية بخت الرضا ((المستر قريفس)) ، آنذاك لزيارة حضرموت ، لوضع خطة لتحديث التعليم والسلم التعليمي بها .
فمعهد بخت الرضا بالسودان مؤسسة تعليمية عرفت في جميع دول العالم بنجاحها الباهر بإخراج وإعداد المدرسين الناجحين بالقيام بالعملية التعليمية والتربوية .
وتقع هذه المؤسسة التعليمية – بخت الرضا – على بعد 3 كيلو مترات من مدينة الدويم على ضفاف النيل الأبيض في الجهة الغربية .
وفعلاً قام عميد معهد التربية بخت الرضا في عام 1938 م بزيارة حضرموت الداخل والساحل واختار منطقة غيل باوزير في الساحل لتكون مكاناً لمؤسسة تعليمية كمؤسسة معهد بخت الرضا في هذه البلاد ، وفي هذه المنطقة بالذات والتي تقارب بيئتها البيئة السودانية .
و منطقة غيل باوزير هذه تقع ما بين سلسلة الجبال الممتدة من الشرق إلى الغرب شمالاً والبحر العربي جنوباً والمكلا وأريافها غرباً والشحر وأريافها شرقاً .
وقد سميت هذه المنطقة بالغيل لكثرة وغزارة مياهها ، وبها غابات النخيل وأنواع من الأشجار الباسقة بجانب المزارع وخاصة مزارع التبغ الحمومي .
اختيار القدال سعيد القدال لتحديث التعليم في حضرموت :
عندما عاد عميد بخت الرضا إلى السودان من زيارته إلى حضرموت عام 1938 م عمل حالاً على اختيار الرجل المناسب والمهم لتحديث السلم التعليمي في حضرموت ، فوقع الاختيار على مدير مدرسة لأبناء الهدندوة ، وهو القدال سعيد القدال من أهالي مدينة كسلاء نجح نجاحاً باهراً في استقرار أبناء الهدندوة في تلال البحر الأحمر لتلقي التعليم .
والقدال سعيد القدال شخصية ذكية زاده الله بسطة في الجسم والعلم فهو متحدث جذاب بارع ومثقف ملم وتربوي عارف وشاعر عبقري يغوص في أعماق بحور الشعر .
وصل القدال سعيد القدال من السودان إلى المكلا بحضرموت في عام 1939 م العام الذي اشتعلت فيه الحرب العالمية الثانية لم يؤثر قيام الحرب على مايريد القدال عمله وعدد من المعلمين الحضارم من العمل على خطوات تحديث التعليم في حضرموت.
فبدأ القدال خطوته الأولى بطلب عدد من المدرسين السودانين المؤهلين من معهد بخت الرضا كما طلب النهج والمواد اللازمة وكذا الوسائل المختلفة له .
ثم جعل خطوته الثانية دورات قصيرة وأخرى طويلة لتدريب وتأهيل المدرسين الحضارم واستمرار ازدياد أعدادهم .
كما جعل خطوته الثالثة رسم خطة تجعل خارطة السلم التعليمي في حضرموت تتمشى والسلم التعليمي المعروف في الدول العربية المتقدمة آنذاك .
والخطوة الرابعة الأساسية والمهمة هي استمرار البعثات إلى السودان وخاصة إلى معهد بخت الرضا ثم البعثات إلى البلدان العربية الأخرى .
حضرات السادة الكرام يسرني أن أسرد لكم أسماء بعض من الأشقاء السودانين الذين كان لهم شرف الإسهام بالأدوار الريادية في حقل التربية والتعليم ونشر الوعي والعمل بالمدرسة الوسطى بالغيل ومدرسة المعلمين والمعهد الديني بالصالحية للفترة من عام 1944 م إلى 1965 م وقد أعطيت كلمة الشيخ قبل الاسم بدلاً من كلمة معلم أو أستاذ احتراماً وتقديراً وتبجيلاً أكثر وهي لقب ديني .
الأسماء هي :-
الشيخ القدال سعيد القدال – الشيخ أحمد مبارك سالم – الشيخ حسين خوجلي – الشيخ الأمين إبراهيم الإمام
الشيخ إبراهيم مالك – الشيخ محجوب زيادة – الشيخ هاشم علي محمد مساعد – الشيخ عبد الباقي يوسف
الشيخ أحمد بابكر – الشيخ محجوب الأزهري – الشيخ علي عبد الودود – الشيخ السيد أحمد نقد الله
الشيخ سيد أحمد صادق – الشيخ عبد المحمود طيب الأسماء – الشيخ محمد عبدالله الشيخ – الشيخ حامد حمداي
الشيخ جلال الدين المبارك – الشيخ أحمد عبد الرحمن وهبي – الشيخ خليفة سليمان أحمد – الشيخ محمد الطيب حسن
الشيخ إبراهيم محمد شاطر – الشيخ محمد شلال عبدالرحمن – الشيخ علي منصور محمد – الشيخ سعيد أيوب القدال
الشيخ الطيب إبراهيم – الشيخ عمر حسن البناء – الشيخ إبراهيم كشكوش – الشيخ محمد طيب المختار
الشيخ محمد الأمين عبدالله – الشيخ هلال بشير تاج الدين – الشيخ سليمان البدوي – الشيخ عثمان سليمان مصطفى
الشيخ عصام الدين – الشيخ كمال الدين محمد هاشم .
حضرات السادة الكرام يشرفنا أيضاً أن نذكر أن الأستاذ حسين خوجلي قد أسندت إليه إدارة المدرسة الوسطى بالغيل لمدة عشر سنوات من عام 1944 م إلى عام 1954 م حيث سلمها أخيراً لتلميذه الحضرمي المواطن خريج ثانوية حنتوب وجامعة الخرطوم د. محمد عبدالقادر بافقيه .
وأسندت مهمة إنشاء مدرسة المعلمين والثانية الصغرى عام 1949 م للأستاذ محجوب زيادة في منطقة الصالحية بغيل باوزير .
كما استلم في نفس هذ العام 1949 م إدارة المعهد الديني بالغيل الشيخ عبد الباقي يوسف .
وللروابط المتينة والقوية بين حضرموت والسودان الشقيق وللثقة والتآخي المتبادل تم تعيين القدال سعيد القدال ناظراً للمعارف أولاً ، ثم اختير بالثقة ثانياً سكرتيراً للدولة القعيطية بحضرموت ومنح لقب باشا ، وذلك في شهر فبراير من عام 1951 م .
وهنا أبدع القدال في قصيدة بعنوان :
حضرموت وربوع النيل .
أبنى العروبة إننا فرع لكم والعرب أصل
سوداننا أهل لكم وهنا لنا في القطر أهل
إن تكرمونا تكرموا فرعاً له فضل ونبل
يا حضرموت وليس في أبنائك البسلاء فسل
فيك الجحاجحة الأولى بالفضل قد نهلوا وعلوا
كم في ربوع النيل من بطل له في الناس فضل
جئنا نعين ولم نكن نسطوا فإن السطو جهل
والجهل جئنا كي نحاربه وما في القول ختل
وله أيضاً الأبيات التالية من قصيدة مطولة بعنوان :
تحية وادي النيل لأهالي مدينة غيل باوزير .
وعشر سنين قد قضيت بربعكم
جهدت لأرض في ذلك الجهد
وكم سهرت عيناي والناس نؤم
أحاسب نفسي غارقاً في دجى السهد
ولا أنكر النقد النزيه لأنني
أرى الخير كل الخير في ذلك النقد
بني الغيل جئناكم ضيوفاً ولم نجيء
لسلب حقوق إن ذا شيمة الوغد
فأنتم لنا أهل ونحن فروعكم
وخالي خالكمو وجدكمو جدي
سلوا سلوا أبنائكم كيف قوبلوا
بأهل وترحاب من الشيب والمرد
إذا كان فضلي في المناصب يا فتى
فلا أنجبتني حرة من بني سعد
وأخيراً هذه أبيات له من قصيدة بعنوان :
مجد وحنين وتطلع :
إن لاح فوق جسومنا أثر اسمرار واسوداد
رمز الوفاء لموطن عشنا به بيض الأيادي
إن العلائق بيننا كفلت لنا كل اتحاد
الدين والدم واللسان وكلنا أبناء ضاد
إني أحن إلى بلادي كحنين ملتاع الفؤاد
وأذوب شوقاً بل هياماً لحواضر والبوادي
وطني فديتك دم سليم ناهضاً رغم الأعادي
وليبق مجدك عالياً وليبق صيتك في ازدياد
أوشائج القربى صلي ما قد تفرق بالعباد
ألغي الحواجز إن في إلغائها نيل المراد
اختيار القصر الأزهر مبنى لوسطى غيل باوزير وقاعدة أساسية للجديد والتجديد :
القصر الأزهر : هذا المبنى العظيم الواسع والمرتفع لأربعة طبقات ، والمكون من عدد من الغرف الواسعة والممرات المتباعدة .
عرض جدار أساسه متراً واحداً ، بني من الحجارة واللبن ليكون قلعة محصنة ضد غارات القبائل التي تهاجمه ليلاً ونهاراً .
وليكون مسكناً للأمير منصر بن عبدالله القعيطي حاكم غيل باوزير بناه هذا الأمير بمساعدة أهالي الغيل عام 1882 م على الطريقة الشرقية الهندية وسماه القصر الأزهر ، وللاختلافات التي حصلت مابين العائلة القعيطية الحاكمة فلم يتمتع الأمير منصر بن عبدالله القعيطي بالسكن في القصر الأزهر ولا أخيه حسين بن عبدالله القعيطي بالحكم في مدينة الشحر .
وفحوى هذا الاختلاف العائلي أن عمهما السلطان عوض بن عمر القعيطي طلب من الإنجليز أن تكون إدارة حكم السلطنة القعيطية لأبنائه من بعده وليست لأحد من أبناء أخيه عبدالله بن عمر القعيطي .
فلم يرضَ الأمير منصر لا ولا الأمير حسين بذلك ، لذا أعلن محاربة عمهما غير أنه استنجد ببارجة حربية بريطانية تقدمت لمساعدته ، فطلب منها أن تأخذ الأمير حسين وعائلته من مدينة الشحر ثم تأخذ الأمير منصر وعائلته من القصر الأزهر للغيل وكذا فعلت .
وبعد أن أخذت البارجة الحربية البريطانية الأمير حسين والأمير منصر وعائلتهما إلى حيدر أباد دكن بالهند ، بقي القصر الأزهر خالياً (ويا حصن بعد الزوامل ينعق عليك الغراب) وهكذا صارت حالة القصر الأزهر بعد أن غادره مالكه قصراً .
ووفقاً لخطة تحديث التعليم وتنفيذاً لما جاء في زيارة عميد بخت الرضا عام 1938 م نقلت من المكلا ثلاثة فصول وسطى أولى ثانية ثالثة إلى غيل باوزير في شهر مايو من عام 1944 م لتكون أساساً لوسطى الغيل .
وهنا أصبح القصر الأزهر مبنى خاصاً بالمدرسة الوسطى بالغيل لاتساع غرفه كفصول ومكاتب ومكتبات وقاعات للمحاضرات ومسكناً لجميع الطلاب كداخلية ، وصار بستانه الخلفي مكاناً لنشاط صغار المزارعين من الطلاب ومسرحاً للروايات والمناظرات ، وماحول القصر من ساحات صارت ميادين للنشاطات الرياضية المتنوعة .
والجدير ذكره هنا أيها السادة الكرام أن جميع طلاب المدرسة الوسطى بالغيل توزعوا بالرغبة إلى ثلاث منازل هي :-
الوادي والأحقاف والينبوع .
وقد اتخذ كل منزل من هذه المنازل جناحاً من أجنحة الطابق الثاني وترك الجناح الرابع للاجتماعات الداخلية .
لماذا اشتهرت وسطى الغيل :-
قال طالب من خريج المدرسة الوسطى بالغيل :
هو خالد محمد عبدالعزيز ، من قصيدة له بعنوان وسطى الغيل ، ضمت 78 بيتاً ، معلقة على جدار مدخل المبنى :
أدمنت ذكر الغيل حتى شدني
شوقي إلى الوسطى من الآذان
كل المدارس في البلاد تشابهت
ولكن وسطى الغيل شكل ثان
يؤتى النبوغ بحضرمي نابه
إن شئته ومدرس سوداني
حضرات السادة الكرام إن الالتحاق بالمدرسة الوسطى بالغيل هو للنخبة من الطلبة الممتحنين لشهادة المرحلة الابتدائية وهي أربع سنوات في حضرموت .
لذا فإن مستوى هذه النخبة لطلاب المدرسة الوسطى للغيل يعتبر من المستويات العالية جداً للتحصيل العلمي ، وإذا ما أضفنا آداء وتأهيل المدرسين السودانيين والوطنيين إذ كان ممتازاً للغاية والذي لا تشوبه أي شائبة في جميع العلوم التي تعطى لفصول المدرسة الوسطى ذات الأربع سنوات سواء في مجال العلوم الدينية وفروعها أو اللغة العربية وفروعها وكذا اللغة الإنجليزية والفيزياء والكيمياء وغيرها من العلوم الأخرى .
لقد كان لوسطى الغيل أيها السادة الكرام شهرة واسعة داخل البلاد وخارجها ، وذلك لمنهجها الصفي واللاصفي ، فالتحق بها طلبة من عمان وإندونيسيا وجزيرة سقطرة وغيرها من البلدان الأخرى .
وفي الحقيقة فإن المنهج كان بعيداً عن قصد وهدف المستعمر ، وكان مفيداً للجانب الوطني الذي كان يرزح تحت نير الاستتعمار البغيض في تلك الفترة .
إذاً لقد جاءت الريادة والشهرة والسمعة الطيبة ليس بمنهجها فقط بل من عطاء المدرسين السودانيي والوطنيين المؤهلين ، ثم جاءت من سمعة أبنائها الخريجين الذين أصبحوا قادة ومسؤولين وأطباء وأساتذة ومستشارين ووزراء وسفراء وحكاماً .
وبالإضافة إلى هذا وذاك أيها السادة الكرام فإن وسطى الغيل كانت تقوم بالريادة في مجال التوعية الوطنية بالمسرحيات التي تمثل على خشبة مسرح المدرسة والدعايا من خلالها للتخلص من الاستعمار البريطاني البغيض .
جاءت الريادة والشهرة من الإضرابات العقلانية والمظاهرات العارمة التي يقودها المدرسون والطلاب من هذه المدرسة يناصرهم الشباب والجماهير الغفيرة ضد المستعمر كما حصل ذلك عام 1958 .
لقد جاءت الريادة والشهرة أيها السادة الكرام من الألعاب الأولمبية في احتفالاتها السنوية ومن معارضها العلمية والفنية ، ومن عرض جرائدها الحائطية العربية منها والإنجليزية والتي كانت تحرر بأساليب ولغة راقية للغاية .
جاءت الشهرة والريادة من البعثات إلى السودان وسوريا والعراق ومصر وبريطانيا وغيرها من البلدان الأخرى والتي أسهمت فعلاً في العملية التعليمية والتنموية في البلاد .
ولقد جاءت الشهرة والريادة أيها السادة الكرام من جمعياتها المتنوعة والمتعددة ذات النهج الديمقراطي في تسيير عملها وقيادتها كجمعية نادي صغار المزارعين وفرقة الكشافة البرية منها والبحرية ، جاءت من قراءة الكتب في مكتبات الفصول والمكتبة العامة بالمدرسة ، جاءت من المذاكرة ساعة ليلاً في الفصول ، وجاءت من الطوابير للمسجد لكل صلاة ، جاءت بالتقيد بالنظام والتنظيم في كل الأعمال بل جاءت من التآخي والمحبة لبعضهم البعض كأسرة واحدة .
ولهذه الصفات والأعمال ، اشتهرت المدرسة الوسطى بالغيل في طول البلاد وعرضها ، وعندما فتحت مدارس وسطى أخرى في المكلا والشحر وغيرها من المدن ظلت وسطى الغيل هي المدرسة الأم .
وسطى الغيل تحترق عام 1994 م :-
وتعاد باسم : المركز الثقافي للأنشطة التربوية والتنموية 1-10-1997 م :
لقد اشتهرت المدرسة بالغيل في عطائها كما أسلفت منذ عام 1944 م حتى إهمال الرعاية لمبناها وحتى حريقها في حرب عام 1994 م أي بعد خمسين عاماً في عطائها .
وقيل معالم التاريخ دكت
وقيل أصابها حرق وتلف
هكذا أصبح القصر الأزهر الصرح التعليمي مبنى المدرسة الوسطى بالغيل مشهورة في طول البلاد وعرضها خرابة تنعق عليها البوم والغربان بعد أن كانت كخلية نحل بالطلاب والرواد من العلماء أصبحت مكاناً للحيوانات الأليفة والمتوحشة حتى تجنب الناس الاقتراب منها لخطورة تشقق جدرانها وسقوط سقوفها ومن الروائح الكريهة المنبعثة منها وأيضاً من الثعابين والكلاب الضالة بداخلها .
وقد قال الشاعر أحمد بن أحمد الضريبي عن هذا الصرح التعليمي قصيدة عنوانها :-
الحصن العظيم :
ماذا أقول عن الحصن العظيم وقد
رأيته منبراً للعلم ينتشر
ماذا أقول وقد ضمت جوانبه
معالماً شع منها النور والخير
حصن له في قلوب الناس قاطبة
مكانته خلدتها الكتب والصور
وكان مدرسة وسطى ومحكمة
تخرجت منه أعلام لها أثر
وقد ألمت بهذا الحصن نائبة
حتى بدا وكأن الحصن يحتضر
شبت به نار حقد ظن مضرمها
نهاية الحصن لا تبق ولا تذر
فقيض الله من هبوا لنجدته
من الرجال ودمع العين منهمر
وسارعت رغم أخطار تحف به
إليه أفئدة أضنى بها الضرر
فاسهموا في خلاص الحصن من خطر
حتى تلاشى لهيب النار والشرر
وهب يرعاه ابن مخلص ورع
يسمو به نحو هام المجد مقتدر
فأصبح الحصن ينبوعاً لمعرفة
ينير درباً ويروي الناس والشجر
وبات مرآة أمجاد نحققها
به المسافات عنا اليوم تختصر
وقد رأينا من الأعمال ماعكست
عزم الشباب وما أخطاهم الظفر
فبوركت يمن الأيمان شامخة
تبني صروحاً بها الأجيال تفتخر
المركز الثقافي للأنشطة التربوية والتنموية :-
بعد إعادة ترميم الصرح التعليمي وإصلاحه وبعد أن رأينا أن المدرسة الوسطى بالغيل قد أدت رسالتها كاملة غير منقوصة بعد مرور ثلاثة وخمسين عاماً من العطاء من عام 1944 م وحتى عام 1997 م تم الوفاق والاتفاق على أن يحمل مبنى المدرسة اسماً جديداً يحفظ لها غرس الماضي ويكون الاسم الجديد حتى الحاضر .
وعليه أصبح الاسم الجديد :-
((المركز الثقافي للأنشطة التربوية والتنموية بالغيل))
تم افتتاحه بتاريخ 1- أكتوبر – 1997 م
ويعتبر المركز الثقافي للأنشطة التربوية والتنموية غير حكومي وهدفه الرئيس هو أن يعمل من حيث انتهت الأمم لا من حيث بدأت .
يقيم المركز النشاطات الكثيرة المتنوعة منطلقاً من أهدافه وتسميته في مجال الثقافة والتربية والتنمية والاهتمام بالشبان والمرأة والطفولة والبيئة والبستنة.
وللمركز متحف للعادات والتقاليد وجناح للأسرة المنتجة وجناح للحياكة ، ومكتبة عامة ومكتبة أطفال وجناح للصحف والجرائد القديمة والكتب والمناهج وكل ما يتعلق بالمدرسة الوسطى بالغيل من طلبة ومدرسين وغير ذلك ، وللمركز قاعة معدة للمحاضرات والمناظرات والاجتماعات وساحة أمامية للمناسبات والليالي الأدبية والمسابقات الشعرية .
حضرات السادة الكرام المركز الثقافي للأنشطة التربوية والتنموية بالغيل أصبح مناراً وفناراً للزائرين والدارسين والباحثين من كل أصقاع العالم هذا وأن للمركز نشاطات داخلية جمة ساهم بها في المناسبات ، في المدن والأرياف في البلاد ، كما أن له مساهمات ونشاطات خارجية :
فقد ساهم في مهرجان أكسبوا بهانوفر بألمانيا عام 2000 م بوفد من ثلاثين عضواً من أعضائه حملوا معرض العمارة الطينية للقصور والبيوت في حضرموت بالإضافة إلى الأعمال اليدوية والمنتجات الحرفية وفرقة فنية للألعاب الشعبية والأناشيد ، وقد عاد الوفد بالجوائز والشهادات ، وفي عام 2001 م شارك المركز في مهرجان صيف خريف صلالة عمان بفرقته الفنية للألعاب الشعبية فعادت تحمل الشهادات والجوائز للمركز .
أقام المركز الثقافي للأنشطة التربوية والتنموية بالغيل عدة حفلات في أسبوع الوفاء والعرفان للأخوة السدانيين من صنعاء وعدن وحضرموت كما دعيت السفارة السودانية في صنعاء ، وقد حضر من يمثلها بمعية الفرقة الفنية السودانية في أسبوع الوفاء والعرفان في 22 – مايو – 2001 م ، فكان أسبوع حب وود وإظهاراً صادقاً للوفاء والعرفان لأبناء السودان الشقيق من أخوانهم أبناء حضرموت ، تجلت في الكلمات المتبادلة وفي القصائد الشعرية وفي المحاضرات والمناظرات في الليالي الأدبية المتنوعة وفي الختام أيها السادة الكرام ، وأدعوكم لزيارة المركز الثقافي للأنشطة التربوية والتنموية بحضرموت وأهلاً وسهلاً بكم في بلدكم الثاني :
هذي يدي فامدد يداً
فالخير في جمع الأيادي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.