قيادي إصلاحي يترحم على "علي عبدالله صالح" ويذكر موقف بينه و عبدالمجيد الزنداني وقصة المزحة التي أضحكت الجميع    لا يجوز الذهاب إلى الحج في هذه الحالة.. بيان لهيئة كبار العلماء بالسعودية    عاجل: الحوثيون يعلنون قصف سفينة نفط بريطانية في البحر الأحمر وإسقاط طائرة أمريكية    دوري ابطال افريقيا: الاهلي المصري يجدد الفوز على مازيمبي ويتاهل للنهائي    ريال مدريد يقترب من التتويج بلقب الليغا    وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر    أجواء ما قبل اتفاق الرياض تخيم على علاقة الشرعية اليمنية بالانتقالي الجنوبي    عمره 111.. اكبر رجل في العالم على قيد الحياة "أنه مجرد حظ "..    رصاص المليشيا يغتال فرحة أسرة في إب    آسيا تجدد الثقة بالبدر رئيساً للاتحاد الآسيوي للألعاب المائية    وزارة الحج والعمرة السعودية تكشف عن اشتراطات الحج لهذا العام.. وتحذيرات مهمة (تعرف عليها)    سلام الغرفة يتغلب على التعاون بالعقاد في كاس حضرموت الثامنة    حسن الخاتمة.. وفاة شاب يمني بملابس الإحرام إثر حادث مروري في طريق مكة المكرمة (صور)    ميليشيا الحوثي الإرهابية تستهدف مواقع الجيش الوطني شرق مدينة تعز    فيضانات مفاجئة الأيام المقبلة في عدة محافظات يمنية.. تحذير من الأمم المتحدة    أول ظهور للبرلماني ''أحمد سيف حاشد'' عقب نجاته من جلطة قاتلة    الجريمة المركبة.. الإنجاز الوطني في لحظة فارقة    فرع العاب يجتمع برئاسة الاهدل    الإطاحة بشاب وفتاة يمارسان النصب والاحتيال بعملات مزيفة من فئة ''الدولار'' في عدن    أكاديمي سعودي يتذمّر من هيمنة الاخوان المسلمين على التعليم والجامعات في بلاده    حزب الإصلاح يسدد قيمة أسهم المواطنين المنكوبين في شركة الزنداني للأسماك    مأرب: تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    لا يوجد علم اسمه الإعجاز العلمي في القرآن    البحسني يكشف لأول مرة عن قائد عملية تحرير ساحل حضرموت من الإرهاب    - عاجل شركة عجلان تنفي مايشاع حولها حول جرائم تهريب وبيع المبيدات الخطرة وتكشف انه تم ايقاف عملها منذ6 سنوات وتعاني من جور وظلم لصالح تجار جدد من العيار الثقيل وتسعد لرفع قضايا نشر    ناشط يفجّر فضيحة فساد في ضرائب القات للحوثيين!    المليشيات الحوثية تختطف قيادات نقابية بمحافظة الحديدة غربي اليمن (الأسماء)    خال يطعن ابنة أخته في جريمة مروعة تهزّ اليمن!    الدوري الانجليزي ... السيتي يكتسح برايتون برباعية    فشل عملية تحرير رجل أعمال في شبوة    الزنداني.. مسيرة عطاء عاطرة    مأرب.. تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    إيفرتون يصعق ليفربول ويعيق فرص وصوله للقب    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34305    انخفاض الذهب إلى 2313.44 دولار للأوقية    المكلا.. قيادة الإصلاح تستقبل جموع المعزين في رحيل الشيخ الزنداني    ذهبوا لتجهيز قاعة أعراس فعادوا بأكفان بيضاء.. وما كتبه أحدهم قبل وفاته يُدمي القلب.. حادثة مؤلمة تهز دولة عربية    مفاوضات في مسقط لحصول الحوثي على الخمس تطبيقا لفتوى الزنداني    تحذير أممي من تأثيرات قاسية للمناخ على أطفال اليمن    الجهاز المركزي للإحصاء يختتم الدورة التدريبية "طرق قياس المؤشرات الاجتماعي والسكانية والحماية الاجتماعية لاهداف التنمية المستدامة"    مقدمة لفهم القبيلة في شبوة (1)    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    نبذه عن شركة الزنداني للأسماك وكبار أعضائها (أسماء)    الإصلاحيين يسرقون جنازة الشيخ "حسن كيليش" التي حضرها أردوغان وينسبوها للزنداني    طلاق فنان شهير من زوجته بعد 12 عامًا على الزواج    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    سيئون تشهد تأبين فقيد العمل الانساني والاجتماعي والخيري / محمد سالم باسعيدة    دعاء الحر الشديد .. ردد 5 كلمات للوقاية من جهنم وتفتح أبواب الفرج    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    برشلونة يلجأ للقضاء بسبب "الهدف الشبح" في مرمى ريال مدريد    دعاء قضاء الحاجة في نفس اليوم.. ردده بيقين يقضي حوائجك ويفتح الأبواب المغلقة    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    كان يدرسهم قبل 40 سنة.. وفاء نادر من معلم مصري لطلابه اليمنيين حينما عرف أنهم يتواجدون في مصر (صور)    السعودية تضع اشتراطات صارمة للسماح بدخول الحجاج إلى أراضيها هذا العام    مؤسسة دغسان تحمل أربع جهات حكومية بينها الأمن والمخابرات مسؤلية إدخال المبيدات السامة (وثائق)    لحظة يازمن    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المكلا .. في زمن الفتوة والجندرمة السلطانية وطقوس العزلة والحرمان
في حديث متفرد مع أول وزير أشغال وطني في محمية حضرموت


علوي صالح المفلحي :
- صنعت معالم جديدة للمكلا عام 64 دون الرجوع للسلطان ومنها جسر علوي في العيقة
- كرمتني الملكة البريطانية عام 54م بمنحة دراسية الملك حسين والسلطان قابوس - فخامة الأخ الرئيس تكرم بإعادة الاعتبار للمدرسة الوسطى بغيل باوزير
هناك في بهو حي السلام بمدينة المكلا ذاكرة إنسانية مازالت تغازل المكان والزمان بتاريخ حافل بالأحداث لمسيرة تؤرخ للأجيال والتاريخ .. حقبة زمنية هامة تعود في تاريخها إلى ذلك الزمن الذي اكتوى فيه الإنسان اليمني بكل ما هو قاسٍ في حياته اليومية في نطاق إمارة سلطانية لاتزيد عن أربع حارات شعبية يقام عليها حد العزلة بحركة منظورة بمقاليد الطوارئ وأذون الجندرمة، وبهذه المقاليد كانت مدينة المكلا وغيرها من المدن اليمنية في حضرموت تخضع لمدارك بدائية تتحكم في حركتها وبهائها أسرة السلطان تارة وبقية الأحيان هراوة الفتوات والجندرمة السلطانية في تلك الحقبة المريرة والمظلمة التي كانت «عدة الشبواني» هي الفرحة الوحيدة للأهالي وسكان هذه الحارات .. إلا أنها مع ذلك كانت يومئذٍ غصة أمام ماكان يمارس أمامها السلطان من طقوس العزلة ونظام الجبروت المتمتع بالعراكات الدموية ليسلو بغيض متناقض يتنافى مع كفة ميزان العدالة الإنسانية الذي كان يتكافأ بوزن ناقص يميل إلى كفة الفتوه والهراوة والجندرمة عن كفة الحرية والفرح وعدة الشبواني في ذلك الزمان الذي يعود إلى السلطنة القعيطية والكثيرية في حضرموت والذي كان يسير في فلكها الإنسان اليمني غير مدرك ٍحتى لهويته الوطنية.
في هذه البيئة ترعرع الأستاذ/ علوي صالح المفلحي وغيره من جيل الثلاثينيات والأربعينيات والذين حملوا فيما بعد أداة التغيير بحراك التنوير باعتبارهم من أوائل الكوادر التعليمية في الوطن اليمني المتخرجين من المدرسة الوسطى في غيل باوزير والذين ساقتهم الأقدار للابتعاث في حقبة الأربعينيات إلى السودان للدراسة في كلية بخت الرضا ليعودوا بعد تخرجهم كأوائل المتخصصين في فنون تخصصات العلوم الإنسانية لينالوا ذلك الشرف الرفيع لتلك الأعمال العظيمة التي كانت وساماً رفيعاً نال منها الكثير منهم شهرة وطنية وشهرة إبداع كجسر علوي في مدينة المكلا والذي فتح مدارك إنسانية لتأمين طريق الثوار لدك قصور الظلم والطغيان السلطاني وطرد المستعمر البريطاني من هذه المحافظة البحرية الفاتنة عام 1967م.
والأستاذ/ علوي صالح المفلحي هو أول فنان تشكيلي وأول مهندس معماري متخصص في حقبة الخمسينيات ينال في الستينيات حقيبة وزارة الأشغال العامة كأول وزير وطني في السلطنة القعيطية وذلك بعد رحيل آخر وزير سلطاني أجنبي في حضرموت فيما كان يسمى بالمحميات.
من هذه المحطات التاريخية تتوثق هذه الحقبة الزمنية في ذاكرة ابن المفلحي .. والذي قادتنا إليها الأقدار لتصفحها بعد تشرفي بمعرفة الدكتور/ أحمد صالح بن إسحاق في جامعة حضرموت وأنا أؤدي مهمتي الصحفية في محافظة حضرموت منتصف شهر فبراير الماضي 2007م والذي له العرفان والجميل في كل شيء .
حيث قام باصطحابي لبهو حي السلام للالتقاء بهذه الشخصية النادرة أطال الله عمرها ولإجراء هذا الحوار التي تنفرد بنشره صحيفة (الجمهورية) لأول مرة.
أولى الذكريات
في البداية أستاذ/ علوي تتشرف صحيفة (الجمهورية) بلقائك بمدينة المكلا من خلال هذا الحوار الذي يسلط الأضواء على الأحداث والوقائع التي تحتفظ بها ذاكرتكم لتوثيق حقبة زمنية هي اليوم ملك التاريخ والأجيال لمعرفة كثير من المحطات القاسية التي عاناها شعبنا طويلاً في عقود الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي وحبذا لو يبدأ حديثكم من بعثتكم التعليمية إلى السودان للدراسة في كلية بخت رضا ؟؟
أنا سعيد وأنا في هذا العمر بهدا اللقاء الذي انتظرته طويلاً من صحيفة تحمل اسم «الجمهورية» الذي كان إعلانها يوم 26 سبتمبر عام 1962م بعد انتصار الثورة اليمنية الأم في صنعاء زلزال دك عروش الملكية والاستبداد والسلطنات التي كانت تملك ولا تحكم تحت نظام المحميات إبان الاستعمار البريطاني على جنوب الوطن .. ورغم ماعانيته طويلاً وما أعانيه من إهمال وأنا في هذا السن .. إلا أنني سعيد جداً للحديث معكم وفي الحقيقة أنا حصلت على بعثتين تعليميتين للدراسة في كلية بخت الرضا الأولى بعثتني إليها السلطنة القعيطية والثانية كانت على حساب الملكة البريطانية عام 1954م في الأولى بعثتني السلطنة القعيطية للتعليم إلى السودان لأنني كنت الأول في المدارس ، ولهذا كان الأوائل من المدرسة الوسطى يرسلون إلى السودان للتعليم في كلية بخت الرضا ودفعتي ضمت قحطان الشعبي من بلاد الشعيب والشاعر لطفي جعفر أمان وعلي غالب كليب ، وصديقي المرحوم محمد عبدالقادر بافقيه وكثيرين منهم أحمد عوض باوزير وعلي جوره وسالم باوزير وعلي محمد مديحج وهو كان قبلي بسنة وبعدين لحقوا بعدنا دفعة فيصل عثمان بن شملان وفرج سعيد بن غانم ومجاميع أخرى وكنت أصغر زملائي سناً أي لا يتجاوز عمري (14) سنة كما أذكر أنه ابتعثنا إلى السودان في شهر فبراير من عام 47م وكان سفرنا بحراً على الباخرة المصرية واسمها «الزمالك» وكان على ظهرها الشيخ/ الورتلاني الذي عرفته لاحقاً وكان على هذه السفينة تحت الإقامة الجبرية وهو له الفضل في معرفتي بهويتي اليمنية التي كنت جاهلاً لها من قبل حيث في مساء أول يوم للرحلة ونحن على ظهر السفينة في البحر رأيت كثيراً من المسافرين ملتفين حول هذا الشيخ الذي عرفت لاحقاً أنه الفضيل الورتلاني .. فكان يجلس هذا الشيخ طوال أمسيات الأيام الخمس التي استغرقتها الرحلة يحدثنا ويحدث المسافرين عن الشأن اليمني.
وفي إحدى الأمسيات وجدته يسألني مباشرة من أي بلد أنت ؟
وبسرعة أجبته .. أنا حضرمي .. فإذا به يقول لي : أنت وحضرموت من اليمن الشامل وبعد ذلك قام ورسم خريطة لليمن ككل وبدأ يحدد فيها المناطق وعواصم مملكات اليمن قديماً وحاضراً آنذاك ويشرح من قام بزيارتها من الرحالة ووصفها ومنها ماجاء بوصف مواطنه الرحالة الشهير ابن بطوطة في رحلته إلى اليمن .. فمن الداعية كما ذكرت لك عرفت هويتي اليمنية والتي كنت جاهلاً لها من قبل.
المستوى التعليمي لبخت الرضا
طيب كلية بخت الرضا .. ماذا كانت تحوي من مستويات تعليمية ؟
بخت الرضا هي عبارة عن ثانوي وسنتين عالي وكان الخريج من هذه الكلية بالسودان يتعين فيها مباشرة مدير مدرسة ولهذا بعد تخرجي اشتغلت أربع سنوات مدير مدرسة وبعدها حصلت على المنحة الثانية على حساب الملكة البريطانية وذلك عند زيارتها لعدن عام 1954م .
بسبب لوحة فنية
كيف ذلك ؟
كما ذكرت لك .. عندما كنت طالباً في بخت الرضا كنت عضواً ملتزماً في جمعية الفنون التشكيلية وأنا أدرس فنون تشكيلية في الفترة الصباحية سمح لي أن أدرس في الفترة المسائية هندسة معمارية لأنه أعادوا مثل هذه الدراسات في المساء آنذاك لتغطية الاحتياجات أي كانوا محتاجين لدفعات فنية بالنسبة للإنجليز في عام 56م وكانوا يريدون عدداً من المهندسين والفنيين .. وعلى هذا الأساس كنت أدرس مع الطلبة الذين يدرسون في الصباح وأدرس مع الموظفين الذين تخرجوا من الثانوية وهم في المساء طلبة وعندما تخرجت من قسم فنون تشكيلية وهندسة معمارية .. أخذت فيها سنتين عملي .. سنة في المباني وسنة في الطرقات شاركت في هاتين السنتين مهندسين سودانيين في تنفيذ مشروع خور (4) شمال شرق بور سودان الميناء على غراره بنيت ثلاثة جسور في ا لمكلا .. الأول جسر فلك قريب الريان وجسر العيقة الذي اشتهر بجسر علوي وجسر الحامي في عام 1964م .. المهم في هذا كان المستشار المقيم الإنجليزي بالسلطنة صديقي هنا وفي السودان وهو حاكم عسكري في منطقة دار فور التي فيها حالياً مشاكل واسمه الكولونيل باو ستيد والذي بعد ذلك تم تعيينه مستشاراً بالشلطنة القعيطية وهو في السودان وعلى ضوء ذلك قام بجولة إلى كلية بخت الرضا بالسودان للتعرف على الطلبة وهناك تعرف عليّ حيث في هذه الجولة طلب منا أن نبعث معه رسائل إلى أهلنا الذين كان متخوفاً منهم بأن لا يستقبلوه كونه بحسب ماكان يعتقد نصرانياً كافراً وكنت الوحيد من بقية الطلبة الذي لبيت طلبه .. فقمت وبعثت معه برسالتين إلى أهلي .. فشكرني على هذه الإيجابية وأعتقد أن هذه الإيجابية خدمتنا فيما بعد بعد أن وصلت إلى المكلا من السودان ووطدت العلاقة معه وهو مستشار مقيم في السلطنة حيث كان يحضر احتفالات المدرسة التي أعمل بها ومعارضها ، وكان إذا جاء أحد من الإنجليز من الفنانين يرسم في المنطقة كان يرسله المستشار أولاً إلى عندي للمدرسة لتدريسه اللغة العربية أو ا لكلمات العربية التي يحتاج إليها حتى تعززت الثقة بأن يسمح لي بمرافقة مثل هؤلاء الإنجليز إلى البوادي والصحراء .
وفي مرة طلب مني أن أقدم له بعضاً من أعمالي الفنية ومنها لوحة فنية للملكة وعندما جاءت إلى عدن عام 1954م قدم هذا المستشار للملكة هذه الأعمال كاملة .. ومن شدة إعجابها بلوحاتي سألته لمن هذه الأعمال .. فشرح لها أنها لفنان صديقي في المكلا .. فعلى الفور عممت بمنح منحة دراسية لثلاث سنوات أكاديمية بموجب القوانين الإنجليزية وهذه المنحة يومئذٍ لم تمنح إلا لثلاثة الملك حسين والسلطان قابوس وأنا .. فذهبت مرة ثانية إلى كلية بخت رضا ودرست من 55 إلى عام 1960م المهم وعندما رجعت إلى المكلا عام 1960م واجهت كثيراً من المتاعب مع ناظر الأشغال وكنت الوحيد يومها أحمل شهادة عالية في الهندسة مما كان هو رجل أمي ومع وزير السلطنة قبل ما يأتي العطاس الذي كان أجنبياً باكستانياً وكنت بين وزير أجنبي ورئيس عمل أمي وعندما سافر الباكستاتي عام 63م بعد قيام الثورة في صنعاء هو في هذه السنة عارف أنه «لو شفت صاحبك يحرق انبع» .. يعني عارف أن الثورة ستأتي للجنوب وما هي إلا أيام حتى قامت الثورة في ردفان وبهذه الظروف تعينت وزير الأشغال عام 1964م وفيصل عثمان بن شملان كان نائبي وبقيت وزيراً للأشغال سنتين وسبعة شهور حتى تم تسريحي كأول المسرحين في الجنوب كله يوم 18 / 10 / 67م من قبل الجبهة القومية بعد أن سقطت بأيديهم السلطنة قبل إعلان الاستقلال الوطني في ال 30 من نوفمبر عام 1967م.
بعيداً عن الحزبية
وهذه حكاية .. يعني كان الوقت مناسباً معك حينها لتعلن ثوريتك ؟!
شوف وأنا طالب في كلية التربية درست مادة اسمها «استرتئتنج» سياسية أو مادة عامة ست سنين وتأدبت بأن أدخل مع أية حزب أو مع أي تيار سياسي وكفايتي الذاتية كانت الأكاديمية وكان يدرسنا هذه المادة مدرس كان يحذرنا من الانتماءات الحزبية وأن الوطن العربي يعج بانتماءات سياية قبلية وهذا الطرح كان قائماً بتلك الفترة في الخمسينيات ولا أطيل عليك فيما كان يشرحه لنا هذا المدرس ونحن طلبة ولهذا فضلت أكاديميتي واعتبرتها غايتي الأسمى وأنا أشوف تلك الصراعات التي حصلت بعد الاستقلال في الجنوب والذي تناحر فيها الأخ مع أخيه.
أول منشأة وأول شهيد طلابي
المشاريع التي نفذتها ومنها جسر العيقة .. كيف تم تمويلها بتلك الفترة ؟
هذه المشاريع نفذتها بمجهودي الخاص ولم تلتفت إليها السلطنة وبمساعدة وزير السلطنة السيد/ أحمد محمد العطاس وعلاقتي بالمستشار المقيم الكولونيل باو ستيد حصلنا على دعم من الحكومة البريطانية باعتماد 12 ألف جنية استرليني مايساوي حينها 240 ألف شلن وبالنسبة لجسر العيقة أشرفت على تنفيذه بنفسي حيث كنت شبه مقيم بالمشروع بالفعل تم تنفيذه بعدد من ا لشباب من أبناء مدينة المكلا ولهذا عرف باسمي وقد بدئ العمل في الجسر في عام 1964م وتم افتتاحه في شهر يوليو من عام 1966م بتدشين رسمي لأهميته واستراتيجيته الحيوية بالنسبة للمدينة والمواطنين والأهالي لما كانوا يواجهونه من معانات في التنقل بين ضفتي الشرج والمكلا بقطع الخور أو منطقة العيقة والذي كانت تنقطع فيها السبل بسبب تلك الكوارث والحوادث التي ابتلعت فيها السيول ومياه البحر عدداً من الأرواح حيث هذه السنة كان من ضمن ضحايا العيقة باكستانيان وعدد من المسافرين ولهذا كان تنفيذ مشروع جسر العيقة ملحاً وأمراً لابد من القيام به.. حيث كانت المكلا مقسمة من منطقة الخور إلى أربعة أحياء.
الشرج حي العمال وهو برع السدة .. حي السلام والصيادين الذي هو الحارة والبلاد هي حارة علي سعيد بن هامل وخالد بن هامل هذا أول شهيد سقط من الطلاب في وسط المكلا من طلاب الثانوية المتظاهرين ضد السلطنة برصاص عساكر القصر ..
وفي المناسبات كان أهل المكلا يخرجون يعملون العدة والتي من عادتها أن يخرج الأهالي في المناسبات وأيام الأعياد يهتفون هويفه بالعصيان «ساري» يلعبون شرح ويلقون القصائد ويواصلون سيره ،. وهذا نوع من تجمعاتهم الكبيرة التي كانت تقام بتجمعات .. كانت إما تتبع حي العمال ، أو تتبع برع السدة حي السلام وكانت هناك قاعدة تضع شروطاً أمام خروج هذه التجمعات يرجع لتعميمها إلى القصر السلطاني ، وهي تقوم مثلاً بعزل تجمع هذه الحارة عن الحارة الأخرى بمعنى أنه إذا مر تجمع حارة البلاد بحدود حارة الحارة يكون اعتزال أهل الحارة بعيداً عن أهل البلاد حتى يمروا وعند مرورهم عليهم توقف الطبول في سير يلتزم بالصمت ولا يتردد فيه الهوينه والرقصات حتى يخرجوا من هذه الحارة التي مروا بها وفي هذه الأجواء كانت تشتد الهرات (العراكات) بين هذه التجمعات والتي تصل أحياناً إلى استخدام العصيان (الهراوات) والسلاح الأبيض وهناك باحث من كلية التربية بجامعة حضرموت قام مشكوراً بجهود قيمة لرصد مثل هذه العادات لأهل المكلا وأعتقد أصدره في كتاب بعنوان /حارات المكلا/ وهو مرجع قيم.
مدارس حضرموت
إذا حددنا توزيع المدارس التعليمية آنذاك في نطاق كل حارة بالمكلا .. هل كانت تقوم أي مدرسة لعزل التلاميذ ومنعهم من الاختلاط بتلاميذ المدرسة الأخرى التي تقع في الحارة الأخرى؟
لربما كانت تتوزع المدارس هكذا .. والذي أذكره أن أقدم مدرسة كانت تسمى حصن السيلة ، والسيلة اسم السلطان الذي وصل من الهند وهو في الأصل يافعي وهو الذي بنى هذه المدرسة وسميت باسمه وكان موقعها في المبنى الذي هو حالياً مكتب المالية والإذاعة وقبلها كان يقال توجد مدرسة الدباغ هي لواحد عراقي ولكن المدارس النظامية التي أعرفها هي مدرسة ثانوي انجليزي وهي التي كانت تقع في الجانب الشرقي للمستشفى الحالي للأمومة الذي هو حالياً يضم قسم الولادة وفي هذا المكان كان موقع ما يسمى بالمدرسة الغربية وأعرف أنه كانت هناك مدرسة فوق الجمرك واسمها الشرقية وكنت أنا مديرها لاحقاً بعد تخرجي من كلية بخت الرضا .. كما كانت توجد مدرسة إعدادية شهيرة في غيل باوزير .. درسنا وتخرجنا منها وذهبنا منها إلى الخارج وهي التي أديرت منها السلطنة تقريباً وحتى الذين لم يروحوا للخارج من المتخرجين منها اشتغلوا في الحكومة وهم تخرجوا منها ..وهي المدرسة الوسطى في غيل باوزير والذي أعاد بناءها فخامة الأخ الرئيس/ علي عبدالله صالح حفظه الله وهو الذي منحها كثيراً من رعايته واهتمامه تكريماً لدورها في تخريج أوائل الكوادر التعليمية في اليمن وقد زارها أكثر من مرة الأخ الرئيس كما زار المحافظة وكان عندي قبل أيام دعوة من المدرسة لحضور احتفال أو مناسبة ولكن للأسف لم أحضرها لأسباب صحية وحالياً المسئول عليها الأستاذ/ محمد سعيد مديحي وهو أحد الطلبة الذين درسوا معي في السودان في كلية بخت الرضا وهو قبلي بسنة.
حادثة شهداء القصر
نعود إلى الخمسينيات والأحداث التي سقط فيها شهداء القصر وافتتاح النادي الثقافي بالمكلا .. فما ذاكرتكم عن هذه الحقبة ؟
السلطان صالح في هذه الفترة سمح للناس هنا في السلطنة بإقامة حزب وطني لأنه كان متظاهراً بالديمقراطية في حين هو يعمل في نظام الحكم يملك ولا يحكم ، وزير السلطنة يحكم وعمل مجلس دولة من وجهاء البلاد وأعيانها والمثقفين وعمل بنفس الوقت مجلس سلطان ومجلس الدولة يتكون من ثلاثين شخصاً ومجلس السلطان يتكون من أربعة أشخاص واحد منهم ممثل للبادية وهو عمر باسويد والثاني هو الشيخ أبو بكر بارحيم هذا كان يمثل علماء حضرموت .. فمثلاً بدلاً من أن يأتي واحد من العلماء من السادة ، وهنا يتوضح أمر خلافاته مع السادة والذي كان لا يميل لهم إطلاقاً .. فعمل الشيخ أبو بكر بارحيم عن العلماء وهذا عالم .. وكان أولى أنه يعين السيد/ عبدالرحمن بن عبدالله وهذا شخصية يمنية حضرمية مشهورة .. لكن السلطان كان عنده خلاف وموقف من السادة باعتبارهم أكثر تنوراً ويسيطرون على العلم وعلى الدوائر .. فأرادا إنهاء هيمنتهم هذه.
في سنة 56م بعد حادثة القصر بست سنين تم إلغاء الحزب الوطني وإنهاء هذه التجربة التي تتنافى مع نظامه السلطاني عند خروجهم على السلطان بمظاهرة خرجوا إلى القصر وضايقوه في جلسته وحصل القتلى ، وعندما جاء النادي الثقافي سنة 56م كان لابد أن يسموه النادي الثقافي ولا يمكن أن يسموه الحزب الفلاني .. فتم ترخيصه كناد ثقافي ولو أقام المثقفون حزباً بأي اسم كان .. لما قبل بها السلطان .. وهذه كانت نواياه الذي تظاهر بها السلطان بأنه يريدها ديمقراطية والديمقراطية أصلاً تتنافى مع نظامه فقمعها من أول وهلة.
مراسيم سلطانية
إذا تحدثنا عن المراسيم السلطانية بشكل عام ؟
السلطان كما أشرت لك هو أصلاً لم يكن يحكم والذي يدير الدولة هو وزير السلطنة والحاجة إليه غير موجودة وكان يخرج للناس في الأعياد وفي المناسبات .. ومثلاً كان يخرج يوم الزينة وعيد الفطر وعيد عرفة .. يخرج بمرفع وخبر وعلم في موكب يصل فيه إلى مسجد عمر وفرقة الموسيقى تتقدم هذا الموكب كان يقودها هندي كان اسمه شونجي خان وهذه الفرقة استدعاها من الهند لإحياء مثل هذه المراسيم في السلطنة وهم الذين ألفوا النشيد الوطني.
أول فرقة تلحن موسيقي النشيد الوطني
أي نشيد وطني .. للسلطنة ؟
لا .. النشيد الوطني بعد الاستقلال .. هو من كلمات واحد من الشعراء .. مشهور أعتقد من تعز لكن هم الذين لحنوه رددي أيتها الدنيا نشيدي..
تأكيد
هذه معلومة هامة بتلحين الفرقة الموسيقية هذا النشيد الوطني :
- رددي أيتها الدنيا هم الذين لحنوها .. وجلسات الطرب كانت تقام وكانت الحياة منفتحة يعني حضارية بشكل غريب وكانت هناك مخادر وعندنا محمد جمعة خان هذا الفنان الشهير وصوته مسجل عندي وبعدين جاء عندنا اثنان اخوان واحد عبدالقادر وواحد أحمد اشتغلا في الطرب وبيته هنا جواري ومجلس أدبي للبار.
أولى المهام الوزارية
أولى المهمات لك كوزير أشغال للسلطنة بعد تنفيذك تلك المشاريع الإنشائية؟
كانت هذه المهمة في ضوء تقرير رفعه إليَّ الإنجليز وأنا وزير الإنشاءات والأشغال العامة بطرح أن وادي حضرموت لو زرع قمحاً فإن إنتاجه سيكفي كل سكان الجزيرة العربية ل 20 سنة قادمة.
بالنسبة لتكاثر السكان من عام 1964م وحتى 20 سنة قادمة .. فهمت وخرجنا في ضوء هذه التقارير لدراسة هذه المنطقة الزراعية في وادي حضرموت وتصور ونحن نزور العديد من المناطق لم نجد فيها من المزارعين من هو كفوء ولم نجد سكان لديهم الكفاءة للمشروع وعلى سبيل المثال كنا نتوقع في قرية من القرى وجود (200) مزارع وحصلنا فيها (20) شخصاً راحوا فين .. كانوا في سواحل أفريقيا اسمها بوم مهاجرين إلى سواحل افريقيا .. لأن المنطقة كانت كبيرة واراضيها صالحة للزراعة وتعرقل علينا المشروع أولاً من ناحية الزمن ف(67م) جاء الاستقلال وقبل سنتين من هذا التاريخ كانت السلطنة غير قادرة على تنفيذ أية مرحلة للمشروع وبقى معرقلاً إلى اليوم والليلة .. منطقة قمح ممتازة جداً .. الماء والتربة الطينية في الوادي وكيف المياه في وادي حضرموت.
وزارة أجنبية وسلطنة تحت الوصايا
وهكذا كان تحركك لإنجاز هذه المهمة دون الرجوع إلى السلطان أو لوزير السلطنة كما ذكرت أنه غادر بعد 63م ؟
لا .. ليس كذلك وهو كما ذكرت لك أن اتجاه هذه الزيارة كان يأتي مع وصول أول وزير وطني يستلم بعد الوزراء الأجانب .. حيث الذي كان قبله باكستاني واسمه جيهان خان وكان يوجد أجانب في الجيش وفي الجمارك والمالية وليس كل الموظفين في الدوائر أجانب وإنما الوزير أجنبي وأول وزير كان اسمه سيف بو علي من عمان وبعده جاء الشيخ/ قذال ، سوداني الذي حصلت بسببه حادثة القصر والذي طالب فيها المتظاهرون والمحتجون بوزير وطني بدلاً من الوزير الأجنبي وكان الاختلاف في أنه عبدالرحمن الجيلاني ابن البلد أو الشيخ قذال .. السلطان صالح عنده قضية مع سالم كاكل وعندما جاء يستلم الحكم من الهند .. هو خريج جامعة بون .. تعرف .. تصور خريج جامعة بون في ال 30 كلية الهندسة قسم كهرباء وعلى ذلك المكلا أول مدينة يمنية دخلتها الكهرباء قبل عدن ، وعدن قيل أنه كان فيها الكهرباء إلا أنها في المعسكرات البريطانية والمكلا أول مدينة في الجزيرة العربية دخلتها الكهرباء يعود ذلك لتخصص السلطان في الكهرباء .. المهم أنه بعد أن جاء بعد عام وحصلت حادثة القصر واستقر السلطان وأصر على أن يكون السوداني لان اليماني سيد والسلطان صالح لا يحب السادة لأنهم كانوا مسئولين على القضاء والتوجهات الدينية وعلى التعليم كله،
فهو قام بحركة أو بالتفاف لإزاحتهم فعلاً وأخذ منهم السلاح مدعياً من أجل أن يبدأ بنهضة حضارية حديثة.
فقام بنقل الجيش اليافعي الجندرمة وحوله إلى جيش نظامي .. حيث كان اليافعي يأخذ مرتباً ويروح يشتغل في أي مكان ولحظة ما يكون في أية حركة للبادية يأتي أهل يافع ويخرجون يقمعون وعمل جيشاً نظامياً ولذلك كان مصراً على الرفض السلطان صالح لهذا السيد بكل شكل من الأشكال .. وكما ذكرت لك أنه أول شيء كان قد أعطاهم الحرية وعملوا أو أقاموا حزباً وطنياً.
التقسيم الإداري لحضرموت زمان
وبالنسبة للتقسيم الإداري لحضرموت أيام السلطنة ؟
حضرموت في السلطنة كانت تقسم إلى ستة ألوية واللواء مقام محافظة والمسئول عن كل لواء يسمونه نائباً عن السلطان أو نائباً عن السلطة وبعدهم في كل منطقة عدد من القوام كقائم مقام الذي هو الآن نسميه مدير مديرية ..
السلطان صالح لما تولى الحكم هنا أرسل منشورات مرتين أو ثلاث للنواب من أجل ينبههم أن كل من عنده وثيقة في أرض أو اتفاق أو وضع اليد يأتي يوثقها في مركز العاصمة وما جرني إلى هذا الحديث هو اتجاه فخامة الأخ الرئيس/ علي عبدالله صالح، للعمل لما يحقق للمجتمع الحفاظ على الوثائق وبهذا الاهتمام حيث تم تحت رعايته في الشهر الماضي عقد مؤتمر الوثيقة اليمنية وهذا عمل يعتز به كل وطني ، وأنا كلمت مدير مكتب المحافظ وقلت له عندي معلومة عن عدد من الوثائق وأنا كوطني لازم أن اشتغل في هذا الجانب مادام عرفت حاجة ولازم أقدم تقريراً حيث يوجد مبنى خلف المبنى الحالي لمكتب المحافظة بحضرموت هذا المبنى يقال فيه وثائق قديمة من بينها منشورات أرسلها السلطان صالح بعد أن تولى الحكم عام 1936م.
أرسلها للنواب وكما ذكرت من أجل توثيق هذه الوثائق وبعد ذلك يعتبر الأراضي المتبقية أراضي الدولة والأراضي كانت كلها حق السلطنة إلا ما كانت فيها وثيقة لشخص أو لقبيلة أو لجماعة وليس كل الأرض خلاص ملك القبائل وهكذا يومئذ خلصت السلطنة هذه القضية ، وهذا الشيء مهم جداً لأنه يحفظ لحضرموت حقها حالياً وعندما راحت السلطنة جاء الحزب الاشتراكي وأمم المباني وتوقف الناس عن عملية البناء والآن بعد ما جاءت الشرعية ظهرت أشياء كثيرة حيث ادعت قبائل ملك اراضي وبمسافات طويلة وهم لا يمتلكون حقاً كما نعرفهم.
أرض الدولة
طيب وأنت وزير في السلطة هل واجهت أحداً يمتلك أراضي مثل هؤلاء ؟
ما كان أحد يجرأ .. مثل ما قلت لك الأرض كانت مباحة حق دولة وليس حق قبائل أو أفراد ومعروف كل الوثائق حقهم .. واذكر مرة من المرات عندما توليت أنا وزارة الإنشاءات جاء إلى عندي مقدم من المحمدين وقال شوف الارض كلها ملكي أنا .. حيث واحد أشار له بأن المسئول بالأشغال العامة ولد صغير وعلى هذا جاء لعندي وادعى وقال إن المكلا والشرج والى هذا البحر حقهم .. قلت له أكتب بهذا الكلام رسالة .. فكتب لي رسالة وأنا على ضوئها أمرت بتوجيه مذكرة إلى السلطان وإلى وزير السلطنة والمستشار المقيم وقائد القواد والشرطة المسلحة والشرطة المدنية تنذرهم لمدة شهرين للترفيع من المكلا ذلك ليتم تسليمها لفلان بن فلان وراح هو ولايعرف ما هو بالرسالة وسلمها للطباعة والطباعة لما بدأت تطبع الكلام التفت إليه وهو قاعد حينها وقالت له : هل تعرف ما في الرسالة ، فقال لا .. لكن هم ماقالوا لي خيب .. إلا في خيب تشييل السلطان والمستشار البريطاني بأهبل .. وأنا كنت من وراه اسمع .. فإذا هو يسأل الطباعة عني وو ما أصله .. قالوا له يافعي .. المهم بعد ذلك مسكته وقلت له قول لي ياعاقل إنك مقدم حق البوادي وإن عليك صرفيات وعليك مقام لاصحابك وأطلب مني أرضية سأعطيك ، وبالله بعدين فكلي وخرج مبسوط وللأسف المحافظون لم يستعينوا بالكفاءات المحلية ولهذا ضيعوا كثيراً من الأشياء والمفروض مثل الشيوخ الذين هم من مثلي أنا سننورهم ونبين له الحقائق بدلا من أن نبقى إلى هذا الحد مهملين .. هذا عيب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.