أعلن مجلس القضاء في خانقين فشل المفاوضات مع الجانب الإيراني حول إعادة إطلاق مياه نهر الوند إلى محافظة ديالى، فيما أكدت وزارة الموارد المائية العراقية، أن انقطاع مياه النهر حرم آلاف السكان من تأمين مياه صالحة للشرب، داعية وزارة الخارجية إلى التدخل. وقال رئيس مجلس القضاء/ سمير محمد في تصريح ل موقع «عصر إيران» إن «المفاوضات التي أجراها وفد من القضاء مع الجانب الإيراني بمشاركة القنصل العراقي في طهران، لم تحقق نتائج إيجابية». وأضاف أن «الإيرانيين برروا انقطاع المياه بظاهرة الجفاف نتيجة تراجع نسبة الأمطار وتبخر المياه، ورفضوا تشكيل لجنة لتقصي الحقائق لمتابعة الأسباب، بداعي أن القضية تُحَلّ عبر وزارتي خارجية البلدين». وبيَّن رئيس مجلس القضاء أن الوفد «لم يقتنع بوجة نظر الإيرانيين، وطالب طهران بحكم الجيرة والدين والأخوّة والعلاقات، بإعادة إطلاق مياه النهر، لكنها رفضت وعدنا من دون نتائج». ودعا محمد وزارتي الخارجية والموارد المائية إلى التدخل، مستغرباً صمت الحكومة تجاه التصرف الإيراني، محذراً من أن استمرار الأزمة «ينذر بكارثة حقيقية للسكان الذين يعتمدون على مياه النهر في ري ما يقرب من 2000 دونم من الأراضي الزراعية». وأعلنت وزارة الموارد المائية العراقية في بيان، أن انقطاع مياه نهر الوند «تسبب بصعوبة تأمين مياه الشرب لسكان مدينة خانقين وسقي البساتين والأراضي الزراعية الواقعة على الجداول المتفرعة من هذا النهر»، مبينة أنها طالبت وزارة الخارجية ب «مفاتحة الجهات الإيرانية المختصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة وإعادة إطلاق المياه إلى النهر لتأمين الكميات المطلوبة للمنطقة وتقليل الآثار السلبية نتيجة الاستمرار في انقطاع مياه نهر الوند وانعكاسها على الأراضي الزراعية والبساتين ومياه الشرب، إضافة إلى الأضرار البيئية». إلى ذلك، قال الناشط المدني في قضاء خانقين/ صالح النجار ل «الحياة»، إن «الاسم القديم لقضاء خانقين هو ارتميتا، وذلك لجمالها الخلاب الناتج عن مياه نهر الوند، الذي يعد نبض حياة المدينة، وتخيل أن تتحول هذه البساتين إلى صحراء بعد انقطاع مياه النهر، بالإضافة إلى اندلاع الحرائق»، وأردف «لقد بلغت من العمر 43 عاماً ولم أر النهر على هذا النحو». وأضاف إن «المزارعين بلغوا درجة اليأس، كما تعرضت المصالح الاقتصادية في مجال الزراعة إلى خسائر، وسط تذمر الأهالي وغضبهم»، لافتاً إلى أن «مواطني خانقين يعتقدون أن الهدف من قطع المياه هو ترحيلهم». وكان ناشطون مدنيون أعلنوا تشكيل تجمع «من أجل الوند» ونظموا تظاهرات وقطعوا طريق المنذرية الحدودي أكثر من مرة، ومنعوا دخول الشاحنات والمسافرين الإيرانيين إلى الجانب العراقي. وينبع نهر الوند، الذي يبلغ طوله نحو 50 كيلومتراً، من قمم جبال دالاهو في محافظة كرمنشاه الايرانية ليمر في وسط مدينة خانقين (155 كم شمال شرقي بعقوبة) ثم يلتقي نهر سيروان الذي ينبع من ايران أيضاً، ويشكل التقاء النهرين نهر ديالى الذي يصب في دجلة.