شهدت ساحات التغيير والحرية في 18 محافظة يمنية حشوداً غفيرة في جمعة "تأييد المجلس الوطني"، مؤكدة تأييدها للمجلس الوطني الذي تم تشكيله قبل أيام من كافة القوى الثورية المتواجدة داخل وخارج اليمن، ووصف المشاركون في تلك المسيرات الحاشدة تشكيل المجلس الوطني بأنه "خطوة في الاتجاه الصحيح"، وأن هذه الخطوة التي قامت بها قوى ومكونات الثورة السلمية في توحيد قرار وجهود قوى الثورة، تهدف إلى استكمال تحقيق أهداف الثورة السلمية وإسقاط بقايا النظام العائلي. وفي جمعة أمس خرجت مسيرات حاشدة عقب صلاة الجمعة جابت شوارع المدن اليمنية، معلنة عن تأييدها وفرحتها بتشكيل المجلس الوطني لقوى الثورة، ودعا المتظاهرون قيادة المجلس الوطني إلى تحمل مسئولياتهم في الإسراع بالحسم الثوري، ومحاكمة بقايا النظام العائلي على ما اقترفوه من جرائم بحق الشعب. كما شهد شارع الستين بصنعاء مسيرة مليونية حاشدة هي الأكبر منذ انطلاق الثورة في فبراير الماضي؛ تأييداً للمجلس الوطني الذي ضم كافة القوى الثورية المتواجدة داخل اليمن وخارجه، وأكد المشاركون في المسيرة المليونية أن تكوين المجلس خطوة في الاتجاه الصحيح, محذرين نظام صالح من مغبة الاستمرار في تنفيذ مسلسل الغدر والاغتيالات والاختطافات. ودعا خطيب جمعة "تأييد المجلس الوطني" في شارع الستين بصنعاء، المجتمع الدولي إلى التعامل بإيجابية مع المجلس الوطني، الذي يمثل كافة شرائح وقوى ومكونات المجتمع اليمني المطالبة بالتغيير، ودعا الخطيب – أيضا – كافة أبناء الشعب اليمني إلى مؤازرة المجلس ومساندته للاضطلاع بمسئولياته في قيادة الثورة واستكمال تحقيق أهدافها. موضحا موقف الشعب من بقايا النظام بقوله: "إن الشعب اليمني لم ولن يسمح لمن استخدم القوة ضده وسفك دمه أن يستمر في حكمه"، مناشداً في الوقت ذاته من تبقى من قوات الحرس العائلي الالتحاق بإخوانهم من أبناء الشعب، ورفض اتخاذهم أدوات بيد أفراد العائلة، لتحقيق مخططاتهم الإجرامية في قتل الشعب وجره نحو الحرب الأهلية. من جانبهم دعا الثوار المتظاهرون إلى سرعة الحسم الثوري في رمضان، وإسقاط بقايا النظام العائلي، وتقديم كل المجرمين إلى العدالة وعلى رأسهم صالح وأبنائه وأقاربه، ورددوا هتافات تؤيد المجلس الوطني وتطالب بالحسم الثوري قبل عيد الفطر المبارك، "يا مجلس تصعيد تصعيد.. حسم الثورة قبل العيد"، «ارفع راسك يا يمني.. شكلنا مجلس وطني», و«الشعب يريد.. الحسم قبل العيد», و«قتلتمونا.. فلن تحكمونا»، و"بالمجلس شعبي رحب.. والنصر القادم أطيب"، مؤكدين أن إعلان تشكيل المجلس الوطني خطوة هامة على طريق الحسم الثوري، كما ندد المتظاهرون بخطاب صالح الأخير، ووصفوه بأنه مستفز للشعب اليمني، مستنكرين في السياق نفسه أن يكون خطاب التحدي للشعب اليمني موجهاً من داخل الأراضي السعودية. كما نددوا باستمرار جرائم عائلة صالح في نهم وتعز وأرحب، قائلين في هتافاتهم: "يا عالم شوفوا أرحب.. أحمد علي مجرم حرب"، واعتبروا ما يقومون به جرائم حرب وإبادة جماعية توجب تقديم مرتكبيها للعدالة، داعين المنظمات الحقوقية في العالم للتدخل ووقف هذه الجرائم. وقد جابت المسيرة المليونية شارع الستين مروراً بشارع الرباط ووصولاً إلى ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء. وعلى صعيد متصل – ورغم سقوط الأمطار على بعض المناطق – خرج مئات الآلاف في مسيرات حاشدة جابت شوارع المدن، في كلٍ من ذمار والبيضاء ورداع وغيرها من المدن اليمنية، مرددة هتافات "ارفع رأسك يا يمني.. شكلنا مجلس وطني"، كما أعلن شباب الثورة في الضالع عن تأييدهم ودعمهم الكامل لتشكيل المجلس الوطني لقوى الثورة، معتبرين أن إعلان المجلس يمثل آخر مسمار في نعش نظام علي عبد الله صالح، وخطوة مفصلية في صنع تاريخ اليمن المعاصر.