في ساعة مبكرة من فجر يومنا هذا الأحد أكدت وسائل إعلامية متعددة أن قوات الثوار الليبيين بدأت عملية "تحرير" العاصمة طرابلس بانتفاضة من داخلها وذلك بعد أن حققوا بعض المكاسب الميدانية داخلها، تعزيزا لما حققوه في الأيام القليلة الماضية من تطورات لافتة في محيط طرابلس بالاستيلاء على عدد من مدنها المجاورة إلى جانب بسط سيطرتهم على مدينة البريقة النفطية شرقي البلاد. من جانبه قال عبد الحفيظ غوقة - نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي - إن معارضي الزعيم الليبي معمر القذافي في طرابلس هبوا بالتنسيق مع المعارضين الذين يطوقون العاصمة "الثوار".. منوهاً إلى أن ساعة الصفر بدأت وأن المعارضين في ليبيا نهضوا. وأضاف إنه يوجد تنسيق مع المعارضين في طرابلس وأن هذه خطة تم الإعداد لها سلفاً وأن المعارضين كانوا مستعدين منذ فترة ويوجد تنسيق مع قوات المعارضة التي تقترب من الشرق والغرب والجنوب. وفي هذا الصدد ذكرت مصادر إعلامية، أن الثوار في مدينة طرابلس استولوا على مخزن للأسلحة الخفيفة، وأنهم تمكنوا من إحراق العديد من المباني الإدارية والأمنية الحكومية. كما أفادت بعض الأنباء بأن ثوار المدينة اشتبكوا مع الكتائب التابعة للعقيد الليبي/ معمر القذافي في شارع النصر وتواترت أنباء عن اقتحامهم أحد الفنادق الرئيسية. وفي محاولة لصد تقدم الثوار ذكرت مصادر متطابقة في طرابلس أن الكتائب التابعة للقذافي وضعت حواجز أمنية في مختلف مناطق العاصمة، وواصلت تنفيذ حملات اعتقال واسعة وعززت انتشار عناصرها في مختلف أنحاء المدينة. وبالتزامن مع تلك التطورات قصفت طائرات ومروحيات حلف شمال الأطلسي (ناتو) مقار أمنية ومراكز قيادة للكتائب التابعة للقذافي في مناطق مختلفة من العاصمة. وكان التلفزيون الليبي قد أظهر مواقع قال إن طائرات الناتو قامت بقصفها وأحد تلك المواقع يقع في منطقة بوسليم، حيث يوجد أحد المراكز الأمنية والسجن السياسي المشهور باسم بوسليم. وفي ذات السياق ذكرت أنباء أن الثوار تمكنوا من تحرير أسرى معتقلين في سجن "بوسليم" بعد قصف أطلسي استهدف بوابات أمنية في محيط السجن, وأن اشتباكات مسلحة ومظاهرات سجلت في بعض الأحياء. وكانت طائرات تابعة للناتو قد قصفت أمس أهدافا في طرابلس بينها منزل لرئيس المخابرات عبد الله السنوسي وهو صهر العقيد القذافي. وتحدث مصدر بالناتو الليلة الماضية عن مقتل السنوسي, لكن الحلف تراجع لاحقا عن هذا الإعلان. ووفقا لمواقع معارضة, فإن تعزيزات كبيرة من الثوار تتجه إلى طرابلس من الجبل الغربي, ومن المدن المحررة حديثا مثل الزاوية وصرمان وصبراتة، وحسب المصادر نفسها, فإن مجموعات من الثوار بلغت منطقة العزيزية (30 كيلومترا جنوبطرابلس). وكان رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل قد تحدث قبل أيام عن ثوار يوجدون داخل العاصمة، ويتخذون الإجراءات لتأمين المباني الإستراتيجية ساعة الحسم، لكنه حذر أيضا من احتمال حدوث معارك دامية على أبواب طرابلس وداخلها. في غضون ذلك أعلن الثوار يوم أمس أنهم بسطوا السيطرة الكاملة على مدينة البريقة النفطية (200 كيلومتر جنوب غرب بنغازي) ومرفئها ومنشآتها النفطية. من جانبه أكد المتحدث باسم المجلس العسكري التابع للمجلس الوطني الانتقالي الليبي العقيد أحمد باني أن الثوار سيطروا على المرفأ النفطي والمصافي. وقال الثوار إنهم سيطروا في الأيام الماضية على المناطق السكنية التي تفصلها بضعة كيلومترات عن المرفأ النفطي الذي يضم مصفاة ومصانع تنتج مشتقات نفطية مختلفة.