تقاطر مئات الآلاف من أبناء مدينة تعز على ساحة الحرية لأداء صلاة عيد الفطر المبارك - الذي يعد أول عيد يعيشه اليمنيون في الساحات والميادين، مطالبين بالحرية والكرامة والعيش الكريم .. ودعا خطيب عيد الفطر المبارك الشيخ/ عبد الرحمن قحطان - عقب الانتهاء من أداء الصلاة - دعا الجيش إلى سرعة حماية الثورة وحماية الشعب الذي قال إنه وجد من أجله ومن أجل حمايته وحماية تراب الوطن وسيادته، وناشد قوات الحرس إلى أن يكون لهم موقف وطني يسجل لهم أمام الله عز وجل وأمام التاريخ وأن لا يرهنوا أنفسهم في حماية أفراد وأسر. كما أشار إلى أن التغيير في حياة الفرد المسلم يبدأ من الداخل، يبدأ من النفس، قائلاً (لا بد من أن نغير أنفسنا، نغيرها من الضعف إلى القوة ومن الظلم إلى العدل ومن الكذب إلى الصدق ومن الخيانة إلى الأمانة، نغير كل سلوكنا وكل سلبياتنا ونحولها إلى إيجابيات. وحث الجميع على الوحدة وعدم الفرقة وخاصة في هذا الوقت الحساس وأن الوقت ليس وقت تحفظات ولا وقت نزاعات وأن أي ملاحظات أو أراء لا بد أن تكون بعد التمكين وانتصار الثورة. وفي هذا الاتجاه أقام منتدى المبدعين في ساحة الحرية بعد الانتهاء من أداء شعائر صلاة عيد الفطر المبارك مهرجاناً كرنفالياً كبيراً، شارك فيه كل مكونات الثورة وشرائح المجتمع من أبناء الشهداء والجرحى والمرأة والجيش الموالي للثورة والأطباء والصيادلة والمعلمون والأكاديميون والمهندسون والعمال والفلاحون والتجار ورجال الأعمال وذلك بعد أن عزف النشيد الوطني.. وبعد الانتهاء من المهرجان الكرنفالي خرجت مسيرة حاشدة جابت شوارع المدينة ضمن إطار التصعيد الثوري وصولاً إلى القرب من مبنى المحافظة وهناك اعترضتهم القوات الأمنية وأطلقت الرصاص على المتظاهرين بغرض تفريقهم وعدم السماح لهم بالوصول إلى مبنى المحافظة. هذا وكانت قد شهدت مدينة تعز صباح أمس الأول اشتباكات عنيفة بين مسلحي القبائل المساندة للثورة وقوات الحرس، استخدمت فيها قذائف ال"آربي جي" من قبل قوات الحرس في وسط شارع جمال، بالقرب من بنك التضامن الإسلامي وذلك بعد انتشار تعزيزات عسكرية واستحداث نقاط تفتيش في جولة المسبح وسط شارع جمال وفي باب موسى والباب الكبير وذلك بعد ساعات من قيام مسلحين مجهولين - ترجح الكثير من المصادر - أنهم يتبعون شخصيات نافذة في المحافظة بالسطو على سيارة فيها "22" مليوناً تابعة لبنك اليمن والكويت في العقبة - منطقة الضبوعة - الخاضعة لسيطرة قوات النجدة والفرار بها إلى مكان مجهول وذلك بغرض تشويه سمعة مسلحي القبائل المساندة للثورة. وقد نفى مسلحو القبائل المدافعون على الثورة أكثر من مرة صلتهم بمثل هذه الأعمال وأدانوا وبشدة مثل هذه الأعمال بل وذهبوا إلى مطالبة السلطات المحلية بالمحافظة بتحمل مسؤوليتها معلنين استعدادهم حماية كل المرافق العامة والخاصة وتأمين الوضع الأمني بالمحافظة إذا كانت السلطات المحلية غير قادرة على ذلك.. وأسفرت تلك الاشتباكات عن سقوط شهيد يدعى عبد الباقي عبد الولي الجنيد والذي تزامن مروره في الشارع أثناء الاشتباكات. كما حدثت اشتباكات أخرى في جولة زيد الموشكي التي تتمركز فيها قوات الأمن المركزي بين تلك القوات ومسلحين مجهولين أسفرت عن سقوط شهيد آخر من الفئة المهمشة وهذا هو ثاني قتيل يسقط في هذه المنطقة في غضون "24" ساعة.