سادت حالة من الاستياء والغضب الشديدين في ساحات وميادين التغيير في اليمن بسبب ما يراه الثوار تجاهلاً من جامعة الدول العربية للملف اليمني، والاقتصار على مناقشة الملفين الليبي والسوري. وفي هذا الصدد أوضح موقع "الجزيرة نت" الإخباري، أن ناشطين بالثورة الشعبية ومعارضين يمنيين، هاجموا موقف الجامعة، واتهموها بخذلان الشعب اليمني وتهميش قضيته بطريقة مقصودة من خلال اتباع سياسة الكيل بمكيالين في تعاطيها مع القضايا العربية العادلة. ونقل الموقع عن رئيس تجمع شباب الثورة المستقبل عبدالله المجيدي، إن الجامعة "مجرد كيان شكلي وجامعة زعماء" وليست جامعة شعوب. كما اتهمها ب"الإذعان لضغوط السعودية التي تتحكم بالملف اليمني وفي قرارات الجامعة عموماً". من جانبه قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء وعضو لجنة الحوار الوطني، محمد الظاهري،إنه لا يعول كثيرا على دور الجامعة.. مضيفاَ "إنها عبارة عن تجمع فاشل لالتقاط الصور وكتابة تقارير لا ترى النور". كما اعتبر أن هذا التجمع "عبء على العرب أكثر من كونه جامعة إنجاز" مستشهدا بتخاذلها مع قضية فلسطين "ومعاهدة الدفاع العربي المشترك التي لم تر النور" . وأرجع الظاهري تجاهل الجامعة للملف اليمني إلى دول مجلس التعاون الخليجي التي قال "إنها لا ترغب في أن تكون القضية محط تداول الجامعة العربية، ويفضلون حلها عبر المبادرة". وفي ذات السياق كان تكتل شباب الثورة اليمنية بمصر قد نظم أثناء الاجتماع اعتصاما أمام مقر الجامعة شارك فيه سياسيون بارزون بالمعارضة اليمنية، يتقدمهم وزير الأوقاف والإرشاد المستقيل القاضي حمود الهتار. كما نقل الموقع أيضا عن الناطقة الرسمية باسم المجلس الوطني باليمن، حورية مشهور، تساؤلها عن تجاهل الجامعة للملف اليمني الذي يتساوى في رأيها مع الملفين الليبي والسوري. وأضافت إن الجماهير باليمن، مثلها مثل الجماهير بسوريا وليبيا، تغلي وفيها قضايا شائكة، كان الأحرى أن تأخذ الجامعة قضيتها بعين الاعتبار بل تقوم بدورها الريادي تجاه كل القضايا العربية الشائكة. وتعتقد حورية أن الجامعة غير فاعلة منذ تأسيسها في كثير من القضايا العربية، وقامت بأدوار سلبية تجاهها، موضحة أن كثيرا من القضايا حسمت بقرارات دولية كقضية العراق وفلسطين التي ما زالت معلقة. لكن الناطقة الرسمية باسم المجلس الوطني تتوقع تحسناً في أداء الجامعة خلال السنوات المقبلة خاصة مع الثورات العربية التي اجتاحت المنطقة، ورياح التغيير التي ستصيبها مثل ما أصاب منظومة الأنظمة العربية.