سادت حالة من الاستياء والغضب الشديدين في ساحات وميادين التغيير في اليمن بسبب ما يراه الثوار تجاهلا من جامعة الدول العربية للملف اليمني، والااقتصار على مناقشة الملفين الليبي والسوري.
وتوالت ردود الأفعال الغاضبة بعد أن عقد مجلس الجامعة اجتماعاً استثنائياً مساء السبت الماضي بالقاهرة على مستوى وزراء الخارجية لبحث تطورات الأوضاع في ليبيا، والاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الليبي. وهاجم ناشطون بالثورة الشعبية ومعارضون يمنيون موقف الجامعة، واتهموها بخذلان الشعب اليمني وتهميش قضيته بطريقة مقصودة من خلال اتباع سياسة الكيل بمكيالين في تعاطيها مع القضايا العربية العادلة. وبرأي رئيس تجمع شباب الثورة المستقبل عبد الله المجيدي فإن الجامعة "مجرد كيان شكلي وجامعة زعماء" وليست جامعة شعوب. كما اتهمها ب"الإذعان لضغوط السعودية التي تتحكم بالملف اليمني وفي قرارات الجامعة عموما". تجاهل
أما أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء وعضو لجنة الحوار الوطني محمد الظاهري، فلا يعول كثيرا على دور الجامعة. وقال "إنها عبارة عن تجمع فاشل لالتقاط الصور وكتابة تقارير لا ترى النور". كما اعتبر أن هذا التجمع "عبء على العرب أكثر من كونه جامعة إنجاز" مستشهدا بتخاذلها مع قضية فلسطين "ومعاهدة الدفاع العربي المشترك التي لم تر النور" . وأرجع الظاهري تجاهل الجامعة للملف اليمني إلى دول مجلس التعاون الخليجي التي قال "إنها لا ترغب في أن تكون القضية محط تداول الجامعة العربية، ويفضلون حلها عبر المبادرة".' وكان تكتل شباب الثورة اليمنية بمصر قد نظم أثناء الاجتماع اعتصاما أمام مقر الجامعة شارك فيه سياسيون بارزون بالمعارضة اليمنية، يتقدمهم وزير الأوقاف والإرشاد المستقيل القاضي حمود الهتار. كما شارك بالاعتصام أعداد من الشباب المصري والسوري والليبي الذين طالبوا الاجتماع بضرورة إدراج الملف اليمني أسوة بسوريا وليبيا، وعبروا عن احتجاجهم لعدم إدراج اليمن في قائمة أعمال مجلس الجامعة. رياح التغيير من جهتها تساءلت الناطقة الرسمية باسم المجلس الوطني باليمن حورية مشهورعن تجاهل الجامعة للملف اليمني الذي يتساوى في رأيها مع الملفين الليبي والسوري. وأضافت أن الجماهير باليمن، مثلها مثل الجماهير بسوريا وليبيا، تغلي وفيها قضايا شائكة كان الأحرى أن تأخذ الجامعة قضيتها بعين الاعتبار بل تقوم بدورها الريادي تجاه كل القضايا العربية الشائكة. وتعتقد حورية أن الجامعة غير فاعلة منذ تأسيسها في كثير من القضايا العربية، وقامت بأدوار سلبية تجاهها، موضحة أن كثيرا من القضايا حسمت بقرارات دولية كقضية العراقوفلسطين التي ما زالت معلقة. لكن الناطقة الرسمية باسم المجلس الوطني تتوقع تحسنا في أداء الجامعة خلال السنوات المقبلة خاصة مع الثورات العربية التي اجتاحت المنطقة، ورياح التغيير التي ستصيبها مثل ما أصاب منظومة الأنظمة العربية. وكانت الأهرام المصرية قد ذكرت أن مندوب اليمن الدائم بالجامعة محمد الهيصمي كان موجودًا بالقاهرة لحضور اجتماع وزراء الخارجية العرب، غير أنه تم استدعاؤه بشكل عاجل من جانب النظام في صنعاء. ونقلت الصحيفة عن مصادر يمنية بالقاهرة قولها إن نظام صنعاء يرتبط بعلاقات وثيقة بنظام القذافي، ومن ثم تم استدعاؤه للهروب من حرج الاعتراف بالانتقالي الليبي. المصدر:الجزيرة