أكدت مصادر ميدانية إصابة "6" متظاهرين على الأقل عصر أمس الأحد أثناء عودتهم من المشاركة في مسيرة الأمس بالعاصمة برصاص من يعرفون بالبلاطجة وقوات الحرس المتمركزين في أحد المباني المجاورة للمحطة القريبة من جامعة "سبأ" جولة عصر.. وأشارت المصادر إلى أنه تم نقل "3" من الجرحى إلى المستشفى الميداني بساحة التغيير لتلقي العلاج الأولي، فيما نقل الثلاثة الآخرون إلى مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا، وتعرض أربعة من الشباب المشاركين في المسيرة للضرب المبرح، ورش اثنين آخرين بمادة مجهولة حسب المصادر، ولا يزال ثمانية من الشباب رهن الاعتقال حتى ساعة كتابة الخبر مساء أمس. ودشن ثوار ساحة التغيير بصنعاء مرحلة التصعيد والحسم الثوري عصر أمس الأحد بمسيرةٍ مليونية جابت شوارع العاصمة صنعاء تنفيذاً لدعوة أطلقتها اللجنة التنظيمية في كافة المحافظات اليمنية. ورفع المتظاهرون شعارات تطالب بالحسم الثوري ومحاكمة من أسموهم ببقايا النظام بتهمة قتل اليمنيين في مناطق "تعز وأبين وأرحب ونهم والحيمة"، والاعتداء على المتظاهرين السلميين في الساحات والتي أدت إلى استشهاد المئات وجرح الآلاف منذ بدء ثورة الشعب السلمية قبل سبعة أشهر. وتجاوزت المسيرة المليونية، التي انطلقت من جولة مذبح في الرابعة من عصر أمس إلى منزل الفريق عبدربه منصور هادي القائم بأعمال الرئيس، مروراً بشارع "20" وشارع "16" المعروف بشارع القبة الخضراء، فجامعة صنعاء القديمة، وصولاً إلى ساحة التغيير من الجهة الجنوبية يتقدمهم جنود الفرقة الأولى مدرع والجيش المساند للثورة. وخيّر المتظاهرون بقايا النظام بين الإعتذار أو الفرار، مرددين هتافات تطالب الفئة الصامتة من الشعب بالالتحاق بركب الثورة والمشاركة في شرف الحسم الثوري, كما خاطبوا بقايا قوات الأمن والحرس بالانضمام للثورة والمشاركة في مرحلة الحسم التاريخية. وكان قد دعا المجلس الوطني لقوى الثورة يوم الجمعة الماضية إلى تصعيد الاحتجاجات على الأرض حتى إسقاط فلول النظام العائلي. وقال باسندوة في ندوة له أمس على منصة ساحة التغيير: إن الأيام القادمة ستشهد تصعيداً منظماً، سيشمل جميع محافظات الجمهورية، حتى إسقاط نظام صالح الذي يحكم اليمن منذ "33" عاماً. واستبعد باسندوة إمكانية حدوث حسم عسكري من قبل القوات المؤيدة للثورة، قائلاً «لدينا خطة مرسومة للتصعيد السلمي حرصاً على عدم سفك الدماء وانزلاق اليمن إلى الفوضى والحرب التي يريدها النظام، والتصعيد سيشهد تغييراً في مسار الثورة». وأضاف: «نحن حريصون على إسقاط النظام بالأساليب السلمية وليس بالقوة، ومهما حاول النظام أن يستخدم أسلحته وقواته ضدنا فإننا سنتحمل ذلك من أجل سلمية ثورتنا التي انطلقت قبل نصف عام وليس في برنامجنا التصعيدي مقاتلة القوات الموالية لصالح». ودعت اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية في بيان لها أمس الشعب اليمني إلى الخروج في مسيرات حاشدة في مختلف المديريات وفي الأمانة والمحافظات غداً الثلاثاء، كما طالب البيان بإحلال سلطة الشرعية الثورية وإسقاط بقايا النظام في جميع المحافظات والمديريات. إلى ذلك شهدت العاصمة ولا تزال، منذ يومين حالة استنفار غير مسبوقة من قبل قوات النظام وانتشار كثيف للبلاطجة المسلحين في مباني ومؤسسات الدولة ومداخل ومخارج مدينة صنعاء في محاولة منها إلى تفجير الوضع عسكرياً. إلى ذلك أشارت الناطقة باسم المجلس الوطني لقوى الثورة "حورية مشهور" في حديث مع وكالة "فرانس برس" أشارت إلى أنَّ "العملية السياسية في مأزق بسبب رفض الرئيس توقيع المبادرة الخليجية لإنهاء الأزمة"، مؤكدةً أنَّ "الاحتجاجات الشعبية التي بدأت في كانون الثاني (الماضي) ستستمر حتى نهاية النظام". وقالت مشهور: "نرجوا ألا يتم استفزاز الثوار والمعتصمين والقوات الموالية للثورة حتى لا يحصل الصدام المسلح، لأنَّ مثل هذا الصدام له مخاطر كبيرة ونتائجه غير محمودة"، داعية "الوسطاء الخليجيين والولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي إلى زيادة الضغوط على النظام تفادياً لحرب أهلية.