سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لجنة التهدئة بتعز تجدد اتهاماتها للقيادة العسكرية والأمنية بالإصرار على عسكرة المدينة والاستمرار في قتل المواطنين مئات الآلاف يحتشدون في جمعة الشهيد الحمدي ويشيعون جثمان الشهيد الطفل الحبيشي..
توافد ظهر أمس مئات الآلاف من أبناء محافظة تعز إلى ساحة الحرية لتأدية صلاة جمعة الشهيد الحمدي، كما أدى عشرات الآلاف الجمعة ذاتها في 6 ساحات أخرى منتشرة في مديريات المحافظة. وووفقاً لشهود عيان فإن مسلحي النظام أقدموا ظهر أمس على محاصرة جموع المصلين في ساحة النصر في منطقة السمسرة بمديرية المواسط وإطلاق النار على الساحة، مما أدى إلى إصابة المواطن خالد الحمادي. ونوه المواطنون بأن إطلاق النار الكثيف لم يثنيهم عن مواصلة الصلاة، مؤكدين استمرارهم بالتصعيد السلمي حتى نجاح الثورة. وتطرق خطيب الجمعة الشيخ /عبد الله أحمد علي عضو مجلس النواب في ساحة الحرية إلى حادثة اغتيال الحمدي في مثل هذا الشهر وذلك بطريقة منافية للأخلاق والمروءة عندما تم التأمر عليه من داخل الدولة وخارجها وذلك ما شهدته اليمن في عهده من الاستقرار والتطور اقتصادياً، إضافة إلى تحولات كبيرة في الكثير من مجالات التنمية. وطالب خطيب الجمعة العلماء الحقيقيين أن يتقدموا صفوف الثورة في مثل هذه الظروف، منوهاً بأن سيفين قتلا الأمة الإسلامية على مر التأريخ الإسلامي سيف الحكم الظالم وسيف الفكر المنحرف الذي دمر فكر الأمة وأخلاقها، منتقداً وبشدة قنوات الإعلام الرسمي التي ينفق عليها من أموال الشعب كي تؤدي رسالة غير التي خصصت لها. وعقب صلاة الجمعة نفذ المصلون وقفة احتجاجية لمدة ربع ساعة احتجاجاً على قصف أحياء المدينة وسقوط العديد من الشهداء والجرحى وبعدها شيع المصلون جثمان الشهيد الطفل أحمد قاسم الحبيشي بعد الصلاة عليه إلى مقبرة كلابه. من جانب آخر وحول الأحداث التي شهدتها تعز مؤخراً وتمثلت بالقصف العنيف الذي مارسته قوات النظام على المدينة ما أسفر عن سقوط العديد من الشهداء والجرحى وتضرر العديد من المباني السكنية وسيارات المواطنين, سارعت لجنة التهدئة عصر أمس الأول إلى عقد مؤتمر صحفي في أرقى الفنادق الخاصة بالمحافظة.. وباشر الدكتور عبد الله الذيفاني وهو عضو في لجنة التهدئة رئيس المجلس الأهلي بالمحافظة إلى قراءة بيان اتفاق التهدئة الذي تم التوقيع عليها بتاريخ13/6/2011 بين أعضاء اللجنة والسلطة المحلية بالمحافظة بهدف إنهاء التوتر والاحتقان القائم في تعز، وتابع الذيفاني : منذ محرقة ساحة الحرية وبنود هذا الاتفاق والمحاضر التي تم التوقيع عليها بهدف تلك البنود بين الأطراف المعنية وسحب قوات الحرس بالمدينة لم تنفذ بالرغم من التزام المسلحين المناصرين للثورة بتنفيذ كافة بنود الاتفاق ومباشرتهم بإخلاء المكاتب الحكومية التي كانوا يتواجدون فيها بغرض حمايتها من النهب ومنها المجمع القضائي في جبل جرة والذي سلم مؤخراً لمعسكر اللواء 33 الذي يباشر بقصف المدينة بمتخلف أنواع الأسلحة . وأشار الذيفاني في معرض رده عن بعض أسئلة الصحفيين إلى أن المحافظ لم يتخذ أي موقف تجاه تعنت الطرف العسكري والأمني حيث تم تحويل المكاتب الحكومية التي سلمها المسلحون الموالون للثورة إلى ثكنات عسكرية تقتل المواطنين وتستهدف حياتهم. بدوره أكد المحامي عبد الله نعمان عضو اللجنة أن الاتفاق نص على أن أي خروقات تحدث يتم الرفع بها إلى الأخ المحافظ من أجل تدارسها ووضع الحلول لها مع اللجنة، لكن العديد من الخروقات حدثت وتم الرفع بها ولم يتخذ المحافظ حيالها أي قرار. وأتفق النائبان عبد الكريم شيبان والشيخ صادق البعداني أن ما يحدث في تعز ظاهرة خطيرة ستؤدي إلى نتائج عكسية وسلبية لا تتناسب مع العمل السياسي، منوهين بأن هناك المئات من المختطفين السياسيين والعسكريين ويجب الإفراج عنهم. من جانبه تطرق عضو لجنة التهدئة الممثل عن السلطة المحلية مهدي أمين سامي أن تمركز قوات الحرس واللواء 33 على الأماكن المطلة على تعز سيتم مناقشتها واتخاذ موقف واضح من هذه الأحداث في مدة أقصاها أسبوع. وانتقد معظم أعضاء لجنة التهدئة الأداء الأمني بالمحافظة وطالبوا السلطة المحلية أن تثبت مصداقيتها بإخلاء المدينة من المعسكرات وإيقاف أعمال القتل التي تطال المواطنين من قبل تلك المعسكرات. يذكر أن تعز تعرضت عشية انعقاد المؤتمر للقصف من قبل قوات النظام التي باشرت مع حلول ساعات المساء باستهداف العديد من الأحياء السكنية ومنها الروضة - وساحة الحرية - وحي زيد الموشكي - وأحياء كلابه - وأحياء وادي القاضي وقرى أخرى محاذية لشارع الستين، حيث تعرضت تلك الأماكن لقصف متقطع بقذائف الدبابات وأسلحة متوسطة من الوحدات العسكرية المتمركزة في المعهد العالي للعلوم الصحية - ومعسكر الأمن المركزي - والمجمع القضائي بجبل جرة، ومعسكر الجند واستمر القصف حتى ساعات متأخرة من الليل.