شهدت مدينة تعز صباح اليوم مسيرة جماهيرية حاشدة تنديدا بأعمال القصف اليومي التي تتعرض له الأحياء السكنية من قبل قوات صالح وللمطالبة بالحسم الثوري وإنهاء حكم صالح ونظامه، كما طالب المتظاهرون بمحاكمة صالح وأسرته ورموز نظامه . وكانت المسيرة قد جابت عدد من شوارع مدينة تعز قبل أن تعود إلى ساحة الحرية، ردد المشاركون فيها هتافات منددة بالمواقف الدولية التي وصفوها ب"المخزية" تجاه ما ترتكبه قوات صالح ونظامه بحق الشعب اليمني وشعارات تطالب بمحاكمته وإعدام المتورطين في قتل المتظاهرين و المعتصمين، مؤكدين صمودهم ومواصلة مسيراتهم واحتجاجاتهم وتظاهراتهم حتى إسقاط النظام ومحاكمته . وكانت مسيرة لحرائر تعز قد انطلقت عصر اليوم من جولة دي لوكس بشارع جمال مطالبة بمحاكمة صالح وأسرته ورموز نظامه، منددة بالقصف الذي تعيشه مدينة تعز، كما طالبت المجتمع الدولي تحمل مسئولياته تجاه تعنت نظام صالح، كما رفعت المشاركات في المسيرة صور الناشطة توكل كرمان تعبيرا عن الابتهاج لفوزها بجائزة نوبل للسلام. من جانب أخر أصيب بعد مغرب أمس الجمعة اثنين من شباب الثورة برصاص يلاطجة مسلحين جوار ساحة الحرية إصابة أحدهم خطيرة جراء تعرضه لطلقة في الرأس، والمصابين هما : محمد أمين احمد الحجيري ورأفت على سعيد ثابت. وفي سياق متصل عاودت قوات صالح مساء أمس قصفها للأحياء السكنية، حيث تعرضت أحياء الروضة ووادي القاضي وكلابة وزيد الموشكي وأحياء مجاورة لساحة الحرية وأحياء سكنية في شمال المدينة لقصف بأسلحة متوسطة وثقيلة من ثكنات مستشفى الثورة وجبل جرة والمعهد الصحي المجاور لمستشفى الثورة وسنترال حي الثورة. وكانت ثكنة جبل جرة قد قامت بالقصف على السيارات المارة في شارع وادي القاضي عند منتصف الليل، فيما سمع دوي انفجارات قوية في وسط المدينة بعد منتصف الليل نتيجة القصف العشوائي على أحياء الروضة ووادي القاضي. وفي سياق متصل عقدت لجنة التهدئة بمحافظة تعز مؤتمر صحفيا حول لأحداث التي شهدتها تعز مؤخراً وما تتعرض له المدينة من قصف من قبل قوات صالح. وأوضحت اللجنة أن اتفاق التهدئة الموقع بين أعضاء اللجنة والسلطة المحلية بالمحافظة في ال 13 من يونيو الفائت بهدف إنهاء التوتر والاحتقان القائم في تعز قوبل بتعنت القيادات الأمنية والعسكرية بالمحافظة. وأشار الدكتور عبد الله الذيفاني عضو لجنة التهدئة ورئيس المجلس الأهلي بتعز في معرض رده على أسئلة صحفيين إلى أن المحافظ حمود الصوفي لم يكون له أي موقف تجاه الأطرف المتعنتة، فقد تم تحويل المكاتب الحكومية والمرافق الخدمية التي سلمها أنصار الثورة إلى السلطة المحلية إلى ثكنات عسكرية تستهدف حياة المواطنين وتدمر ممتلكاتهم، كما أشار إلى أن نصوص اتفاق التهدئة والمحاضر التي تم التوقيع عليها بين الأطراف المعنية منذ محرقة ساحة الحرية لم تنفذ، كما لم تسحب قوات الحرس الجمهوري من المدينة على الرغم من التزام المسلحين المناصرين للثورة بتنفيذ كافة بنود الاتفاق ومباشرتهم بإخلاء المكاتب الحكومية التي كانوا يتواجدون فيها بغرض حمايتها من النهب ومنها المجمع القضائي في "جبل جرة" والذي سلم مؤخراً لمعسكر اللواء 33 مدرع الذي يباشر بقصف المدينة بمتخلف أنواع الأسلحة. وكان ممثل السلطة المحلية في لجنة التهدئة "مهدي أمين سامي" قد قال: إن القوات المتمركزة في الأماكن المطلة على مدينة تعز سيتم مناقشتها واتخاذ موقف واضح منها في مدة أقصاها أسبوع ووصف ما يحدث لتعز ولإحيائها من قصف ب "الجرائم "التي ليس لها مبرر. فيما أعتبر النائبان عبد الكريم شيبان وصادق البعداني ما يحدث في تعز ظاهرة خطيرة سيكون لها نتائج لا تتناسب مع العمل السياسي، مشيرين إلي وجود العديد من المختطفين السياسيين والعسكريين الذي يجب الإفراج عنهم.