خرجت اليوم مسيرة طلابية حاشدة في مدينة تعزجنوب اليمن منددة بعسكرة المدارس ومطالبة برحيل صالح ونظامه ومحاكمتهم ومستنكرة قتل المتظاهرين في صنعاءوتعز. وكانت المسيرة التي دعت لها الحركة الطلابية والتي أسميت ب"يوم الغضب الطلابي" قد أنطلقت من مدرسة الشعب في حوض الأشراف إلى مكتب التربية والتعليم بشارع جمال لتنفيذ وقفة احتجاجية احتجاجا على تحويل المدارس إلى ثكنات عسكرية، ثم عادت المسيرة عبر حوض الأشراف لتنفيذ وقفة احتجاجية أمام مستشفى الثورة احتجاجا على عسكرة المستشفى وتحويله من مرفق خدمي يخفف الام إلى ثكنة عسكرية تقتلهم، وواصلت المسيرة طريقها إلى مدرسة باكثير بحي زيد الموشكي وهناك أنضم طلاب المدرسة إلى المسيرة التي اتجهت إلى حي الروضة ونفذت وقفة احتجاجية أمام مستشفى الروضة منددين بالقصف الذي يتعرض له الحي منذ خمسة أشهر. وكان طلاب مدرسة الشعب قد أضربوا اليوم عن الدراسة ورفضوا دخول الفصول الدراسية حتى يتم إخراج البلاطجة والقناصة الذين يتمركزون على أسطح مدرستهم مرددين "كيف أدرس ..؟ كيف أتعلم..؟ والمدرسة معسكر". وكانت اشتباكات بالأسلحة الخفيفة قد نشبت عند ظهر أمس بين بلاطجة النظام المتمركزين في مدرسة الشعب وصقور الحالمة عقب إطلاق بلاطجة النار على مسيرة سلمية لشباب الثورة راح ضحيتها ثمانية جرحى منهم أربعة طلاب، وتمكن صقور الحالمة من طرد البلاطجة من المدرسة إلا أنهم عادوا للتمركز مرة أخرى صباح اليوم. وخرج عشرات الآلاف من شباب الثورة صباح اليوم في مسيرة "الوفاء للشهيد عزيزة عثمان" جابوا بعضا من شوارع المدينة مرددين هتافات منددة بجرائم صالح ونظامه وما يرتكبوه من عنف وقتل وإرهاب بحق المتظاهرين كما نددوا بالقصف العنيف الذي تتعرض له الأحياء السكنية في صنعاءوتعز ومناطق أخرى من البلاد، مطالبين أحرار العالم بسرعة التدخل لإيقاف نزيف الدم اليمني واتخاذ قرار أممي حازم بشان الأعمال الإجرامية ضد الشباب العزل. فيما أغلقت قوات صالح المعهد الصحي المجاور لمستشفى الثورة بعد أن طردت الطلاب ومنعت الموظفين من دخول المبنى وسط حالة من السخط و الاستنكار تحولت إلى مسيرة حاشده لطلاب المعهد إلى ساحة الحرية رافضين عسكرة المرافق الحكومية. من جانب أخر شهدت بعض أحياء مدينة تعز وقرى في ريف المدينة الشمالي بعد منتصف ليل أمس قصف عنيف بمختلف أنواع الأسلحة، كما دارت اشتباكات عنيفة بين قوات صالح وصقور الحالمة في أماكن عدة. وكانت قوات صالح قد حاولت عند الواحدة من فجر اليوم اقتحام حي الروضة من ثلاثة محاور، إلا أنهم جوبهوا بمقاومة عنيفة من صقور الحالمة الذين تمكنوا من دحر قوات صالح إلى ثكناتها العسكرية بعد أن جرحو عدد منهم حسب مصادر طبية في مستشفى الثورة أكدت وصول جرحى من قوات صالح بعد منتصف ليلة أمس، فيما تعرضت أحياء الروضة ووادي القاضي وعصيفرة وزيد الموشكي والمسبح وشارعي الأربعين والخمسين وكلابة لقصف عنيف من ثكنات جبل جرة ومستشفى الثورة ومعسكر الأمن المركزي بمختلف أنواع الأسلحة. وكانت أربع قذائف قذائف قد سقطت على منازل بالقرب من مستشفى الروضة، فيما أصيبت سبعة منازل أخرى بأضرار بالغة جوار جامع الايمان في ذات الحي جراء قصفها بسلاح متوسط من ثكنة مستشفى الثورة، كما سقطت العديد من القذائف في شارع الستين والقرى المجاورة له، ووصلت بعضها إلى بعض قرى المخلاف التابعة لمديرية شرعب السلام. فيما دارت اشتباكات متقطعة بالقرب من مستشفى الثورة بين صقور الحالمة وقوات صالح وأمتدت لتصل إلى الأحياء المجاورة لساحة الحرية. وفي سياق متصل أقدمت النقطة العسكرية التابعة للحرس الجمهوري في مستشفى الثورة بعد ظهر أمس بالإعتداء على جميل عبده مقبل الدبعي نائب رئيس اللجنة النقابية بهيئة مستشفى الثورة العام بتعز على خلفية مواقفه الرافضة لعسكرة المستشفى، وكانت اعتداءات قد طالت أطباء وطبيبات وموظفين في المستشفى من قبل عناصر الحرس الجمهوري في فترات سابقة. وكان بيان صادر عن أهالي حي الجمهوري قد أستنكر الأحداث الهمجية التي حدثت في حيهم من الإعتداء على المتظاهرات و إدانة إقتحام مدرسة ثانوية تعز والإعتداء على طلاب ومدرسي المدرسة وأكد البيان أن تلك الأعمال تتنافى مع أخلاقيات سكان الحي وقيم ديهم حسب البيان، كما أكد البيان أن من حق جميع المواطنين التظاهر بموجب الدستور، وأشار البيان إلى أن سكان حي الجمهوري يتبرؤن من تلك الأعمال التي حدثت في حيهم ومن أصحابها. وعلى صعيد أخر تداولت أنباء عن قيام مجاميع قبلية مسلحة بشارع الدائري بمدينة إب باعتراض قاطرة محملة بالاسلحة كانت متجهة إلى تعز، في الوقت الذي ترتفع فيه حدة العنف من قبل نظام صالح وبلاطجته ضد شباب الثورة.