قالت مصادر ميدانية إن القوات التابعة للنظام كثفت أمس من تواجد جنودها وآلياتها العسكرية بالقرب من المداخل الرئيسية لساحة التغيير في شارع الزراعة، وشارع الزبيري وبالقرب من جولة" كنتاكي" بصنعاء قبيل إلقاء الرئيس صالح الخطاب الذي أعلن فيه أنه سيترك السلطة خلال أيام. وأشارت المصادر إلى أن قوات السلطة قامت بزيادة عدد المتاريس، ورفع أعداد الآليات العسكرية المتواجدة بالقرب من تلك المداخل. وحذر شباب الثورة من مغبة قيام النظام من اقتحام الساحة والاعتداء على المعتصمين، خلال الأيام القادمة بعد صدور قرار مجلس الأمن بشأن تأييد الثورة اليمنية، وافتعال حالة الحرب الأهلية التي روج لها النظام مراراً، واصفين خطابة البارحة بالمستهلك، متوعدين مرتكبي المجازر بحق الشباب بالمحاكمة العادلة جراء ما اقترفوه ضد المعتصمين في جميع المحافظات. وتفاجأ سكان منطقة الزراعة وبنك الدم القريبة من ساحة التغيير بصنعاء مساء أمس الأول من عودة قوات الأمن المركزي مع آلياتها العسكرية بعد يومين فقط من انسحابها من المنطقة أثناء النزول الميداني للجنة المعنية بوقف الاستحداث العسكرية بين القوات المؤيدة للثورة وقوات النظام، برئاسة رئيس جهاز الأمن السياسي اللواء/ غالب القمش. وعبّر السكان القاطنون في هذه المنطقة عن استيائهم لعودة الجنود وإعادة المتاريس من جديد بعد أن بدأت الحياة تدب في شارع الزراعة الحيوي مع فتح المحلات التجارية والطرق المقطوعة وخروج النساء والأطفال وهم آمنين. وأشاروا إلى أن انسحاب قوات النظام كان تكتيكا للتمويه على اللجنة المعنية بإزالة الاستحداث العسكرية أثناء نزولها الميداني وأنها ستعمل على عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه سابقاً ونزوح السكان من جديد, خاصة الساكنين في مناطق التماس مع ساحة التغيير. وشهدت العاصمة صنعاء أمس خروج مئات الآلاف من المحتجين في مسيرة حاشدة جابت عدداً من شوارع صنعاء، ابتهاجاً بفوز الناشطة الحقوقية/ توكل عبدالسلام كرمان, بجائزة نوبل للسلام للعام 2011م وذلك لجهودها في العمل النضالي والثوري والدفاع عن الحقوق والحريات في اليمن. وهتف المحتجون بهتافات لتوكل كرمان التي يعتبر الشباب فوزها إضافة لزحم الثورة السلمية في وجه رصاص النظام وآلياته العسكرية لقمع المحتجين في الساحات والميادين.. وفيما رفعوا صوراً لتوكل كرمان وكذا صوراً لعدد من شهداء الثورة، وجهوا التهاني والتبريكات للناشطة كرمان. وكانت مسيرة الأمس قد انطلقت من المدخل الشرقي لساحة التغيير من شارع الزراعة مروراً بالقرب من جولة كنتاكي التي تعتبر خط نار وفاصل بين الجيش المؤيد للثورة والقوات الموالية وتحولت إلى شارع هائل الذي تتعرض أحياؤه لأعمال قصف من قبل قوات الحرس. وكان العشرات من جنود الحرس والأمن المركزي قد أعلنوا انضمامهم أمس إلى الثورة وتقدموا في الصفوف الأمامية للمسيرة, مؤكدين حمايتهم لكل مسيرات الشباب في صنعاء، مؤكدين تقديم أرواحهم في سبيل إنجاح الثورة والوقوف إلى جانب الشعب.