يشير المثل القائل الشهير "من الحب ما قتل"، ولكن هذا المثل لا يجد له تطبيقا أو حتى تواجد لفظي عابر لدى عاشق أم الألعاب الكابتن محمد داود بطل ألعاب القوى ونجمها اللامع والرياضي الخلوق والعاشق لأم الألعاب حتى النخاع، وذلك لأن هذا المثل في عالم الداودي العاشق يتحول إلى مثل من نوع آخر، ومغاير فهو يشير إلى أن "من الحب ما أبدع". ما دفعني إلى تسطير هذه المقدمة الموجزة هو معرفتي الخاصة وعن قرب شديد بعامل الكابتن حمد داود محمد الشهير "بالداودي" في الأوساط الرياضية، فإن هذا الشاب الرياضي الخلوق يتنفس حبا وعشقا بأم الألعاب التي تأخذ حيزا كبيرا وواسعا ونصيبا أكبر من جهد ووقت ومال الكابتن محمد داود محمد لأنه دائما التفكير بها والدائم السعي الدؤوب من أجل تطوير ألعاب القوى نحو الأفضل في بلادنا عامة وعدن خاصة في محاولة جادة منه لاستعادة سابق عهد ألعاب القوى العدنية من الرونق والتألق والأمجاد الباهرة والإنجازات الكبيرة والأيام الذهبية في ذلك الزمن الرياضي الجميل والأصيل والغائب. ولم تقف طموحات من تطلعات الكابتن محمد داود محمد، وهو نجم من نجوم ألعاب القوى اليمنية الذي أخذ موقعه اللائق به والمناسب وفي وقت مبكر بين النخبة والأبطال والنجوم ورحاب ألعاب القوى اليمنية، وذلك من خلال احتلال موقعة المناسب في عالم المنتخبات الوطنية لألعاب القوى. وظل ولفترة طويلة خير سفير لألعاب القوى اليمنية في المحافل العربية والقارية والدولية.. وحقق نجاحا باهرا يشهد به القاصي والداني في مجال ألعاب القوى والرياضية اليمنية عموما.. وبعد اعتزاله ساحات التنافس الرياضي الشريف واصل مشوار عطائه الإيجابي لصالح تطوير ألعاب القوى في عدن.. وصادفت جهود الكابتن محمد داود محمد في هذا المال الكثير من القبول والاستحسان والإعجاب والتقدير والاحترام لدى الرياضيين في عدن وبلادنا. وبمرود الوقت تحول إلى (الداودي) إلى رمز بارز من رموز ألعاب القوى اليمنية وواصل موقعه المناسب واللائق به في إطار قيادة الاتحاد اليمني لألعاب القوى ليتاح له المجال أوسع وأرحب لتقديم عطائها الجزيل، وخدماته الجليلة لصالح وتطوير ألعاب القوى من خلال مشاركاته في تنظيم وإقامة المسابقات المختلفة على مختلف الدرجات والفئات، وكذا المدارس، حيث كان ومازال وسيظل يقدم وبتواضع شديد وبتخطيط مضمار السباق بنفسه والإشراف عليه، وكذا الأشراف على توريد، وتنظيم كافة مسابقات ألعاب القوى في عدن. وهذا ما جعله الرقم الصعب والرياضي الذي يرجى أن يكون أول الحاضرين وآخر المغادرين ويشرف بنفسه على كل شاردة وواردة في هذه المسابقات التي عادة ما يكون الينامو المحرك لها. في البدء كان الفكرة *********** ويتواصل مشوار عطاء الكابتن محمد داود الجزيل في رحاب أم الألعاب حتى بلغ هذا المشوار حد التفكير في بلورة وتجسيد ما جاء في خطة الاتحاد اليمني لألعاب القوى في مجال وإنشاء مراكز العاب القوى في كل من عدن وصنعاء وحضرموت والحديدة، ولو جاء تنفيذ هذه الفكرة من خلال جهوده الذاتية، ونفقته الخاصة ليبذل من أجل أن ترى هذه الفكرة النور مهما كانت التكاليف والعناء والجهد. ويحدثنا الكابتن محمد داود أحد أبطال ألعاب القوى اليمنية ومدير مركز العولقي لألعاب القوى بعدن الذي يعتبره الرياضيون في عدن الأب الروحي لهذا المراكز، حيث تحدث قائلا: "لقد جاء إنشاء مركز العولقي لألعاب القوى في عدن في يوليو 2006م ضمن خطة الاتحاد اليمني لألعاب القوى لإنشاء هذه المراكز في كل من عدن وصنعاء وحضرموت والحديدة هذا بالإضافة إلى المركز القائم في ذمار عام 2002م".. مستطردا "لقد تم افتتاح هذا المركز في يوليو 2006م، وذلك على نفقه مدير المركز وبعض الخيرين منهم الرياضي المعروف الكابتن محمد سليم حسين بطل ألعاب القوى في عدن وبلادنا والرياضي الكبير حسن سعيد قاسم عضو المجلس المحلي لمحافظة عدن وبعض أعضاء المجالس الملحية بمديريات محافظة عدن، وكذا المدرب الكبير الكابتن مصطفى سعيد ناصر خبير ألعاب القوى اليمنية، وكما دعمنا مدير عام مكتب الشباب والرياضية بعدن، وظل الوضع على ما هو عليه حتى تم استلامنا المخصص المالي للمركز في عامي 2008م و2009م، هذا وقد قدم لنا مكتب الشباب مقرا للمركز وصالة للتغذية في ستاد 22 مايو الدولي بعدن". ورغم قصر الفترة الزمنية إلا أن مركز الفقيد محمد صالح العولقي لألعاب القوى بعدن استطاع أن يحقق الكثير، وأن يحتل موقعا مستقدما في رحاب أم الألعاب في عدن هذه المدينة الرائدة في مجال ألعاب القوى. الوفاء الرياضي النادر ************* وفي هذا الزمن الرياضي الرد في زمن الوفاء النادر أثرى عاشق أم الألعاب الكابتن محمد داود ليقدم لنا أنموذجاً متفردا في الوفاء الرياضي النادر، حيث قام بإطلاق اسم الشخصية الرياضية والاجتماعية البارزة الأستاذ محمد صالح العولقي فقيد الرياضية اليمنية وألعاب القوى، فهو الرياضية الذي قد الكثير والكثير لصالح نشر وتطوير ألعاب القوى اليمنية نحو الأفضل، وبذل في سبيل تحقيق هذا الهدف النبيل الكثير من الجهد والعطاء الجزيل والوقت والصحة ليشكل إطلاق اسمه على هذا المركز المتطور لألعاب القوى في عدن حال متقدمة من الوفاء الرياضي النادر. وواصل الكابتن محمد داود حديثه حول الدوافع التي أدت لإطلاق اسم الفقيد محمد صالح العولقي على هذا المركز قائلا: "وبكل تواضع عرفانا وتقديرا من الرياضيين في عدن بالدور البارز والهام والواضح الأثر الطيب والإيجابي الذي قام به فقيد ألعاب القوى والرياضية العسكرية والرياضية اليمنية الرياضي الكبير والمعروف محمد صالح العولقي تم إطلاق اسمه في مراكز ألعاب القوى في عدن. خلية نحل *********** وفي سياق حديثه أشار الكابتن محمد داود قائلا: "عند استلامنا من المركز تم تجهيزه بالمعدات ووسائل الاتصال، وجعله جاهزا للعمل والآن يعد مركزا مثاليا وأنموذجيا في عدن، وأن دور هذا المركز يتمثل بالقيام برعاية وتدريب البراعم والناشئين، وإقامة البطولات لهم تم رفد أندية عدن بهم بعد تجهيزهم ليشقوا طريقهم في رحاب ألعاب القوى في المستقبل.. كما يقدم المركز خدماته الواسعة للتربية والتعليم والمدارس والرياضية النسوية، وخاصة عند إقامة المسابقات لإنجاحها، كما أن أداء المركز خلال الفترة الماضية كان إيجابيا إلى حد بعيد، ونشارك كمركز في العديد من المسابقات الرياضية الرمضانية، هذا وتقام تدريبات البراعم والناشئين ثلاثة أيام في الأسبوع مع الأندية كل على حده". وأضاف " عن إدارة المركز الذي أديره مكون من الكابتن مصطفى سعيد ناصر مشرفا رياضيا ومديرا ماليا والأخت راوية سعيد عبده مدير العلاقات أمينا للصندوق والكابتن عمر محسن مدربا للناشئين والكابتن محمد علي السياغي مدربا للبراعم.. ولا يوجد تعارض بين خطة المركز وفرع الاتحاد وأندية عدن، وعلاقتنا جيدة مع فرع الاتحاد بعدن ورئيسه والكابتن محمد محمد ناصر، وكذا الأندية الرياضية في عدن نعمل معا كخلية نحل واحدة على تسهيل كافة الصعوبات، وأحيانا نقوم بتوفير المواصلات للأندية عدن". أهداف المركز ************ خبير ألعاب القوى اليمنية والمدرب الكبير الكابتن مصطفى سيعد ناصر المشرف الفني للمركز يحدثنا حول أهداف المركز قائلا: "من أهداف مركز الفقيد محمد صالح العولقي لألعاب القوى بعدن تتمحور ببناء البراعم لأعدادهم للمستقبل، وكان يفترض من كلا الجنسين، ولكن رسالة الاتحاد الأخيرة حددت لنا فئة البنين وذلك لأن البنات من مسئولية اتحاد رياضة المرأة، وكذا المساعدة والإشراف والتعاون مع مدارس محافظة عدن عند إقامة البطولاتن وخاصة المدارس الموحدة لاكتشاف تلك البراعم، وتنظيم البطولات النسبية لفقيد الرياضية وألعاب القوى محمد صالح العولقي الذي سمي المركز اسمه وذلك لأحياء ذكرها في كل عام، هذا بالإضافة إلى المساهمة في تنظيم بطولات المؤسسات". واختتم بالقول: "تطالب وزارة الشباب والرياضية بصرف المخصص المعتمد للمركز الذي لا يكفى لخلق أبطال اليمن من هؤلاء البراعم والناشئين.. ولا بد من زيادة المخصص المالي حتى يتسنى لنا القيام بتغذية اللاعبين وشراء المستلزمات الضرورية لهم، وليس القيام بتدريبهم فقط". ومازالت حكاية العشق الرياضي والوفاء النادر تتواصل فصولها إلى ما لا نهاية.. لأن طموحات الشباب وخاصة المجتهدين بينهم أمثال عاشق ألعاب القوى الكابتن محمد داود لا حدود لها.