استعادالترجي أمجاده الأفريقية بعد طول انتظار بحسمه للنهائي ألمغاربي في دوري أبطالأفريقيا على حساب الوداد البيضاوي المغربي بهدف وحيد حمل توقيع الغاني هاريسونأفول في الدقيقة 22 من الشوطالأول، وذلك في المباراة التي أقيمت على الملعب الأولمبي في رادس. وكانلقاء الذهاب بين الفريقين في الدار البيضاء انتهى بالتعادل السلبي الأسبوع الماضي. وكنتيجةطبيعية لاعتبارات الأرض والجمهور كان الترجي مبادراً للهجوم رغم أن منافسه لم يكنمستكيناً للدفاع في الدقائق العشر الأولى. أولفرصتين في المباراة كانتا بمناوشة مبكرة بدأها أسامة الدراجي بتسديدة من مشارفمنطقة الجزاء مرت فوق المرمى (2‘)، ولم يتأخر رد الوداد بتسديدة ياسين لكحل أمسكهاالحارس المعز بن شريفية(4‘). بدأالترجي بالسيطرة بشكل تدريجي ضاغطاً على ضيفه في منتصف ملعبه وتجلت خطورته عبرالجهة اليمنى بالتحديد، ومنها جاء الهدف الأول بعد مجهود طيب من الغاني هاريسونأفول أتبعه تسديدة رائعة سكنتأقصى الزاوية اليمنى للمرمى ألودادي (22‘). وواصلهاريسون حرثه للجهة اليمنى ومن إحدى اختراقاته لعب عرضية مركزة نحو الدراجيمواجهاً المرمى لكن الأخير بددها برعونة عالياً (29‘). ثمسدد الكاميروني يانيك نغونغ كرة قوية من قوس منطقة الجزاء حولها الحارس الشابياسين بونو بأطراف أصابعه وارتدت من القائم لركنية (32‘). وضاعت"فرصة العمر" من مهاجم الوداد الكونغولي فابريس أونداما مواجهاً مرمىالترجي من هجوم مرتد لكن الحارس معز بن شريفية تصدى للتسديدة الأرضية بصعوبة. ختامالشوط الأول لم يكن مسكاً بالنسبة للوداد الذي خرج إلى الاستراحة منقوصاً من جهودمدافعه مراد لمسن بعد تدخل عنيف على نغونغ في الدقيقة الأخيرة. فيالحصة الثانية حاول الفريقان اصطياد هدف للحسم أو التعديل لكن بحذر واضح، فمرتالدقائق بنكهة تكتيكية بامتياز وتعددت الركلات الثابتة لكن دون خطورة مباشرة،ويحسبللفريق المغربي أنه لم يستسلمرغم تأخره بالنتيجة والنقص العددي. أولفرصة كانت لقطب الدار البيضاء باختراق من أحمد أجدو وتسديدة من زاوية ضيقة ردها بنشريفية بقبضة يده بصعوبة (54‘). محاولاتالترجي المرتدة غاب عنها التركيز من الثلاثي نغونغ والدراجي والمساكني رغمالمساحات الواسعة أمامهم، ولم يختبر بونو إلا بعد مرور 20 دقيقة كاملة مشتتاً كرةخطيرة اقتنصها قبل وصول رأسالمساكني لها. ولاحتللوداد فرصة التعديل مرة ثانية للاعب أونداما الذي لم يكن في يوم سعده وضاعتتسديدته أمام المرمى بعد تشتيت ناجح من المساكني الذي عاد لمساندة المدافعين وأنقذفريقه من كرة قاتلة (72 ‘). الحواربين نغونغ وبونو تجدد للمرة الثانية حين انفرد الأول لكن خروج الثاني له بتوقيتمثالي أبطل خطورة الكرة وحولها للتماس (77‘). الدقائقالأخيرة سعى فيها الوداد للعودة دون جدوى، وكان ارتداد الترجي مرعباً لكن لاعبوهرفضوا قتل المباراة في ثلاث مناسبات، ووسط تشجيع جماهيري رهيب أعلنت أفراح الأحمروالأصفر باللقب الثانيفي تاريخ المسابقة. بتحقيقهللقب دوري أبطال إفريقيا للمرة الثانية (الأولى عام 1994 على حساب الزمالكالمصري)، وصل الترجي إلى اللقب رقم 50 في تاريخ النادي بمختلف البطولات المحليةوالعربية والقارية. وكسرالترجي عقدة الخسارة في النهائي بعد أعوام 2000 و2001 و2010، ونجح في التتويجالقاري للمرة الأولى منذ عام 1997 حين أحرز لقب كأس الاتحاد الأفريقي على حساببترو أتلتيكو الأنغولي. وللمرةالثالثة يلتقي فريقان مغاربيان في نهائي دوري الأبطال بعد عام 1989 (الرجاءالمغربي ومولودية وهران الجزائري) وعام 1999 (الرجاء والترجي). كماأنه النهائي العاشر الذي يجمع فريقين عربيين، وتبلغ حصيلة العرب من ألقاب البطولةعامة 25 بطولة، ونصيب الأندية التونسية منها 4 ألقاب (2 للترجي ولقب لكل من النجمالساحلي والأفريقي بتأهلهلبطولة أندية العالم 2011 في اليابان يسجل الترجي اسمه كثاني فريق تونسي وتاسعفريق عربي في تاريخ البطولة بعد كل من النصر والاتحاد السعوديين، والرجاء المغربيوالأهلي المصري والنجم الساحلي،والأهلي والوحدة الإماراتيين، وأخيراً السد القطري الذي توج قبل أيام بدوري أبطالآسيا.