توصلت لجنة الوساطة التي وصلت صعدة الاثنين الماضي إلى عقد صلح بين الحوثيين والسلفيين لإيقاف الاقتتال بينهم بمنطقة دماج. وقد وصلت لجنة الوساطة برئاسة الشيخ/ حسين الأحمر وعدد من المشائخ الى منطقة دماج مساء الخميس مع قافلة غذائية للصليب الأحمر وبعثتها الفرعية بصعدة. وسبق دخول دماج توقيع اتفاقية صلح بين الطرفين، تضمنت إيقاف النار ومنع تجدده، ورفع الاستحداثات من نقاط ومتاريس ومواقع بين الطرفين وعدم استحداثها، وإنزال كافة المسلحين من الطرفين من جبل "البراقه"، ووضع عناصر مراقبة من قبل بكيل وحاشد حتى عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه من قبل، مع ضمان فتح جميع الطرقات وعدم اعتراض وإيذاء أي أحد من الطرفين أو مؤيديهم، وكذا إيقاف الحملات التحريضية بين الطرفين بكل أشكالها، واحترام حرية المعتقد والتأكيد على التعايش المذهبي بينهم". من جهته أشار الشيخ/ نبيل الخامري – عضو لجنة الإشراف على الاتفاق " إلى أن الصلح بين الطرفين الذي أتى بمبادرة من الشيخ/ حسين الأحمر وعدد من مشائخ اليمن على مدى أربعة أيام من المفاوضات قد أسفر عن توقيع صلح لإنهاء الاقتتال بين الحوثيين والسلفيين"، مضيفاً: ولضمان عدم عودة الاقتتال بين الطرفين وفك الحصار، والاستمرار في تفعيل بنود الصلح فقد تم اختيار لجنة مراقبة مشكلة منه والشيخ/ محمد بدر الدين والشيخ/ حنين قطينة، ونجيب حرمل، وربيع جرمان، وعارف شويط، وعبد السلام هشول، ومشائخ آخرين". وأضاف" كما تم التأكيد على أن محافظ المحافظة/ فارس مناع وقائد المحور وعدد من المشائخ ضمناء على الطرفين بعدم الاعتداء والرجوع إلى المواقع والمتاريس المستحدثة". ودعا الخامري "الحوثيين والسلفيين إلى التصالح والتعايش والتسامح، وأن لا يسمحوا لأي طرف ثالث إثارة الفتنة بينهم وتغذية القتال، حيث أن الدماء التي تسفك حسب قوله هي في الأول والأخير دماء يمنيين، وعليهم البدء بترسية مبدأ القبول بالآخر والتعايش مع كافة الأطراف، ومعالجة الاختلافات بالحسنى كمبدأ للعيش بسلام". وتمنى نبيل الخامري" أن يكون هذا الحل بدايةً لإحلال السلام في اليمن، تماشياً مع بناء الدولة اليمنية الحديثة دولة النظام والقانون". وكانت لجنة الوساطة قد وصلت دماج مغرب يوم الخميس الماضي واطلعت على الأضرار التي لحقت بمركز دماج، والتقت برئيس المركز الشيخ/ يحيى الحجوري والذي أكد أن ما وصفها بالحرب عليهم من قبل الحوثيين قد أسفرت عن مقتل أكثر من 70 رجلاً وامرأة وطفل من طلاب المركز، وجرح أكثر من 170 منهم". وطلب الحجوري من لجنة الوساطة الإشراف على دخول المواد الغذائية والغاز والديزل وجميع المستلزمات الغذائية والطبية، مع بذل الطرفين للضمناء الاستمرار في الصلح بما يكفل عدم عودة الأحداث مجدداً". ووصلت أمس الجمعة منطقة دماج قافلة غذائية أخرى للصليب الأحمر، إلا أنها حسب الأهالي" قد لا تفي باحتياجاتهم، فسكان دماج أكثر من 29 ألف نسمة، وفترة حصارهم قرابة الثلاثة الأشهر قد أتت على كل ما يدخرونه ويمتلكونه، حتى أنهم وصلوا إلى أكل طعام "الدجاج" حسب قولهم. وأضاف الخامري أن لجنة نزلت إلى دماج وقامت برفع جميع المتارس والمواقع المستحدثة من قبل الطرفين برئاسة الشيخ/ قحطان الأحمر وإنزالهم وعودة الحياة إلى ما كانت عليه وإدخال القافلة الغذائية أمس السبت, وأن اللجنة تتابع تنفيذ الاتفاق.