أفادت المعلومات الواردة من محافظة صعدة بأن مليشيات الحوثي التي تخوض مواجهات مع أبناء قبائل كتاف فشلت في محاولاتها المستمرة باستعادة المواقع التي فروا منها خلال المواجهات الدائرة بالمنطقة، وفرضت القبائل السيطرة عليها على امتداد رقعة المواجهات بطول نحو 30 كيلو. وأشارت مصادر قبلية خلال حديثها ل"أخبار اليوم" إلى أن عناصر الحوثي تكبدت خسائر كثيرة ومنيت بالفشل في محاولاتهم استعادة مواقع كانت تحت سيطرتها قبل تقدم القبائل، وذلك إثر تصدي أبناء القبائل الذين أظهروا بسالة أذهلت مسلحي الحوثي وأصابت عناصره باليأس من استعادة تلك المواقع التي خسروها في معاركهم مع القبائل في كتاف. وفي الوقت الذي لم يحقق فيه مسلحو الحوثي أي تقدم يذكر في المواجهات.. ذكر الشيخ/ أبو همام محمد بن يحي الوادعي أن تقدم القبائل في كتاف باضطراد مستمر، وهو ما أكدته وكالة أنباء (شينخوا) في تقريرها أمس عن المواجهات في صعدة نقلاً عن مصدر عسكري يمني أن كتائب الحسين التابعة لحركة الحوثيين وصلت أمس إلى منطقة وائلة لمواجهة القبائل (242 كم شمال غرب صنعاء )؛ حيث دارت مواجهات عنيفة وأن كتائب " الحسين" التي وصلت إلى " كتاف"، منيت بهزائم كبيرة، وأنها تراجعت ولم تستطع حتى المحافظة على المناطق التي تحت أيدي الحوثيين أنفسهم. وأضافت الوكالة أن كتائب الحسين هي من أهم الكتائب المدربة والمجهزة التابعة للمتمردين الحوثيين والتي تتخذ من مديرية مران بصعدة مقراً لها، وقدمت إلى "وائلة" لحسم المعركة مع القبائل في كتاف. وأوضح أبو همام في سياق حديثه للصحيفة مساء أمس أن المواجهات تدور في كل من " كبري الشيبة، ومفرق الزبيرات، والشارع الرئيسي على مدخل مدينة كتاف"، مشيراً إلى أن الحوثيين استخدموا أسلحة ثقيلة في ضربهم على القبائل من كبري الشيبة فيما ضربت القبائل مفرق الزبيرات بالأسلحة الثقيلة. وأشار إلى تواجد مسلحين تابعين للحوثي يتحصنون في كبري الشيبة الذي كانوا قد فروا منه في السابق إلا أنهم عادوا إليه لعدم تمكن القبائل حتى مساء أمس من المكوث فيه والتصدي لعناصر الحوثي كون جبل الطير المطل على الكبري والذي كان في السابق موقعاً عسكرياً تسيطر عليه عناصر تابعة للحوثي. وعلى صعيد متصل ذكرت مصادر قبلية للصحيفة أن قبائل كتاف التي تخوض مواجهات عنيفة مع الحوثي، استهدفت موقعاً يسيطر عليه مسلحو الحوثي غرب منطقة كتاف ودمرت مدفعاً تابعاً للحوثيين إثر سقوط قذيفة أطلقتها القبائل. وحسب محمد اليماني الناطق الرسمي باسم تحالف قبائل اليمن لنصرة المظلوم لوكالة أنباء "شينخوا" فقد سيطرت القبائل على عدد من المواقع كانت تحت أيدي الحوثيين، وألحقت بهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد"، مضيفاً إن جثث العشرات من الحوثيين سقطوا في المواجهات خلال اليومين الماضيين ولا تزال في الشوارع ولم يتمكن الحوثيون وكتائبهم من انتشالها. وحسب مصادر للصحيفة ما تزال الاشتباكات مستمرة بين القبائل والحوثيين في كتاف، حيث قالت مصادر قبلية في المنطقة إن القبائل تمكنت من صد هجوم حوثي على مواقع القبائل وصف بالأعنف مساء أمس الأول، بعد إلحاق خسائر كبيرة في صفوف الحوثيين وسقوط العشرات منهم بين قتيل وجريح. ومن اللافت ما أكدته مصادر محلية ل "أخبار اليوم" من أن الحوثيين في صعدة ومديرية سفيان يقومون حالياً بشراء جميع أنواع البزات العسكرية وبأسعار مرتفعة جداً، محذرة المصادر قيادات الجيش والمعسكرات من العملية التي يتجهز الحوثيون للقيام بها في عدد من المحافظات، وطالبت المصادر قيادات الجيش وجميع الوحدات العسكرية في صعدة وسفيان وعمران وحجة من منع تسرب البزات العسكرية وعدم السماح ببيعها والتشديد على جميع الجنود بعدم بيع أي مهام عسكرية من بينها بزاتهم. إلى ذلك وصف مصدر في "دماج" التي يشن الحوثيون عليها العدوان منذ أشهر وصف جماعة الحوثي بأنهم دعاة حرب وليسوا دعاة صلح وسلام. وأوضح خالد بن محمد الغرباني إن الحوثيين اعترضوا قافلتين غذائيتين في العمشية قادمة من رجال الخير في صنعاء صباح الجمعة 22 ديسمبر الماضي، تقدر قيمة إحداها بخمسة ملايين ريال وصادروا القافلتين في منطقة العمشية الواقعة على تخوم محافظة صعدة، وهي في طريقها إلى دماج، بعد أن سمعوا بفك الحصار عن المنطقة. إلى ذلك قال عبد الملك الشيباني ل(أخبار اليوم)أحد مرافقي إحدى القوافل التي صودرت من قبل الحوثيين بأن القافلة انطلقت من صنعاء صباح الجمعة 22 ديسمبر، عقب إعلان الاتفاق الذي رعاه الشيخ/ حسين الأحمر، وإن الحوثيين قاموا بالتقطع للقافلة في منطقة العمشية، من جهة حرف سفيان، وقاموا بمصادرة هواتف اللجنة المرافقة للقافلة، كما قاموا بمصادرة المصاحف، والجنابي، والنقود التي كانت بحوزتهم، مشيراً إلى أن الحوثيين قاموا بنقله إلى منطقة آل عمار، واحتجازه في مدرسة يستخدمونها كسجن لهم هناك. وأضاف الشيباني بأن الحوثيين قاموا بإفراغ حمولة القافلة والاستيلاء عليها، مشيراً إلى أن السجن الذي احتجز فيه كان فيه محتجزون آخرون قام الحوثيون باحتجازهم على خلفية رفضهم دفع الزكاة لهم. وأكد الشيباني بأن الحوثيين قاموا بالتحقيق معه، واتهامه بأنه يعمل على إيصال إمداد عسكري إلى دماج، مشيراً إلى أن محور التحقيقات معه كانت تتركز على سؤاله عن مذهبه، وقال بأنهم كانوا يسبون الصحابة أمامه لمحاولة استفزازه، متسائلاً عن أي صلح يتحدث الحوثيون؟.
