أفادت مصادر محلية بمحافظة تعز أن قوات الحرس بقيادة العميد/ مراد العوبلي اقتحمت قاعدة طارق الجوية بتعز وداهمت سكن الضباط والأفراد وأقدمت على اقتياد عدد منهم إلى أماكن مجهولة. وأشارت المصادر إلى أن أكثر من 15 طقماً عسكرياً تابعاً لقوات الحرس شوهدت في ساعة متأخرة من مساء أمس وهي تحاصر قاعدة طارق الجوية شرق مدينة تعز. وكان ضباط وصف قاعدة طارق الجوية بمحافظة تعز، بعد أن انتهاء مهلة ال72 التي أعطوها لقيادات القاعدة بمغادرتها قاموا أمس بانتخاب قيادة موحدة للقاعدة في سابقة تعد الأولى في مجال السلك العسكري. وأسفرت نتائج الانتخابات عن ترشيح كل من العقيد طيار/ عبدالكريم المحيا كقائد للقاعدة, والعقيد/ مختار الشرجبي - رئيساً للعمليات, العقيد/ السلمي - أركان حرب القاعدة, العقيد/ ناصر - قائداً للسرب السابع, العقيد/ القحطاني - قائداً للسرب الثامن، ومن المقرر أن ينتخب اليوم قائد سرب طائرات السخوي. وأعلن منتسبو قاعدة طارق الجوية مكوثهم في قاعدتهم لحمايتها من أي اعتداءات, مناشدين بذات القوت اللجنة العسكرية بمحافظة تعز بزيارة للقاعدة لتلافي أي مشاكل قد تحصل. من جانب آخر نفذ مواطنون غاضبون بحشود كبيرة ويتقدمهم العلماء يوم أمس وقفة استنكارية أمام مسجد النور بمنطقة السلخانة التحرير الأسفل، احتجاجاً على ما أسموه التطاول على الذات الإلهية من قبل بعض الكتاب والمثقفين في بعض الوسائل الإعلامية, وشهدت الوقفة العديد من الكلمات المعبرة عن مطالب المحتجين والتي أدانت هذا التطاول، كما ردد المشاركون في الوقفة التي رفعت فيه اللافتات، مرددين العديد الشعارات المطالبة بالقضاء على هذه الظاهرة. وكانت شوارع تعز قد شهدت مسيرة غاضبة شارك فيها الآلاف المواطنين للتنديد بقانون الحصانة الذي منح للنظام وهو المتهم بقتل الآلاف المتظاهرين في محافظة تعز وغيرها من محافظات الجمهورية. ونفذت وقفة احتجاجية أمام مكتب الزراعة والتجارة، احتجاجاً على استمرار ارتفاع أسعار المواد الغذائية وانعدام المشتقات النفطية في المحافظة والتلاعب بأسعارها. وفي صعيد الاحتجاجات التربوية فقد واصلتا أمس طالبات مدرستي (نعمة رسام, أسماء) احتجاجاتهن اليومية المطالبة بإقالة مديرتي هاتين المدرستين على خلفية قضايا فساد تعليمي وإداري. كما واصل مستشفى اليمني السويدي اعتصامه للأسبوع الثالث على التوالي للمطالبة بتغيير المدير وأقدم المحتجون على منع مدير المستشفى - والذي مضى عليه قرابة 18 عاماً في منصبه- من دخول المستشفى. وأمس واصل طلاب كلية الطب اعتصامهم المطالب بعدة إصلاحات حقيقية في الكلية، وهي مطالب ينادي بها المحتجون منذ سنوات. وكان مكتب الزراعة والري هو الآخر قد واصل اعتصامه للأسبوع الثاني وتكمن مطالبه في إٌقالة المدير وعدة إصلاحات في المكتب. على الصعيد الأمني حذر تكتل شباب الدولة المدنية الحديثة في ساحة الحرية بتعز من أسماهم سماسرة الطابور الخامس من أنصار بقايا النظام من اللعب بالنار ومحاولة استهداف هامات الوطن الثورية. وأوضح التكتل - في بيان صادر عنه عقب الاجتماع الموسع الذي عقد أمس الأول وضم كوكبة من قيادات العمل السياسي والمشائخ والوجاهات الاجتماعية والقيادات التربوية والشبابية ورجال القانون- ووقف على عمليات الاغتيالات التي تعرض لها بعض قيادات المحافظة، مشيراً إلى محاولة الاغتيال الآثمة التي تعرض لها الشيخ/ عبدالواسع الشمسي، وهو في طريقه إلى مدينة تعز، حيث تعرض لكمين استهدفه مباشرة في الخط العام بمفرق ماوية وقد نجا بأعجوبة، بينما تعرضت سيارته إلى أضرار بليغة وقد تمكن الجناة من الفرار تجاه إحدى الثكنات العسكرية القريبة من مكان الحادث – كما جاء في البيان. واستنكر البيان محاولة استهداف عبدالحافظ الفقيه - رئيس إصلاح تعز- وغيرها من الحوادث الإجرامية التي يخطط لها ويمولها وينفذها من يحاولون عرقلة عجلة التغيير من بقايا نظام صالح - حسب البيان. وطالب البيان الأجهزة الأمنية بملاحقة الجناة وتقديمهم للعدالة، كما طالب البيان اللجنة العسكرية بسرعة رفع المظاهر العسكرية من الطرقات وإعادة الوحدات العسكرية إلى ثكناتها، مؤكداً أن التكتل في حالة انعقاد دائم حتى يصل الجناة إلى العدالة إثر محاولة استهداف الشيخ/ الشمسي ورئيس إصلاح تعز. إلى ذلك قال العميد الركن/ صادق سرحان - قائد الدفاع الجوي في الفرقة الأولى مدرع، ورئيس المجلس الثوري للدفاع والأمن بمحافظة تعز- إنه وفي ظل إخفاق اللجنة العسكرية في تنفيذ مهامها الرئيسية، وأمام استمرار الاعتداء على المواطنين العزل، فإنهم سيضطرون للدفاع عن أنفسهم. وأضاف سرحان - في تصريح خاص ل«مأرب برس»- إن المعسكرات لا تزال تطوق مدينة تعز، وإن اللجنة العسكرية المشرفة على إزالة كافة المظاهر المسلحة فشلت في تنفيذ مهامها، مشيراً إلى التزامهم بسحب كافة المسلحين، في حين تنصل الطرف الآخر من التزاماته، ومازال يناور وقام بسحب دباباته من التلال إلى مواقع داخل المدينة وحولها، كما أن الجنود لا يزالون متمركزين بالعشرات داخل المدن وفوق التلال، ويمارسون هوايتهم المفضلة بقنص المواطنين الأبرياء، وبث الرعب ليلاً بين المدنيين الآمنين واستفزازهم - حد قوله. وأشار سرحان إلى أن «النقاط الأمنية تحولت إلى معسكرات، فالمعروف أن النقطة الأمنية يتمركز فيها طقمان عسكريان، ولكن في تعز الأمر مختلف، فالنقاط الأمنية تعج بعشرات الجنود والدبابات العسكرية، لقد تحولت النقاط الأمنية إلى معسكرات، للاعتداء على المواطنين وابتزازهم وممارسة عملية اعتقالات واسعة بالبطاقة لمناصري الثورة»، مبدياً خشيته من أن تُستغل اللجنة العسكرية لتمرير مخططات لا تخدم الوطن والسلم في تعز، وإنما تعزز روح الانتقام من هذه المحافظة.