في الوقت الذي نقلت فيه وكالة رويترز عن مسؤول في الحكومة العمانية بأن بلاده ستكون مترددة في منح الرئيس صالح الإقامة في حال أن ذلك قد يضر بالعلاقات المستقبلية مع اليمن.. قالت رويترز على لسان دبلوماسي أجنبي في مسقط إن صالح قد طلب الإذن له بالإقامة في مسقطعمان. وقال دبلوماسيون إن الرئيس اليمني - المنتهية ولايته- يبحث عن منفى في سلطنة عمان، لكن السلطنة مترددة في استضافته، خوفاً من الإضرار بعلاقتها مع أي حكومة يمنية في المستقبل. وكان صالح قد غادر صنعاء الأحد، متوجهاً إلى الولاياتالمتحدة لتلقي العلاج الطبي بعد توقف قصير في عمان. وأشارت الوكالة إلى أن الولاياتالمتحدة دافعت عن قرارها بإصدار تأشيرة دخول لصالح، على الرغم من الانتقادات التي قد تظهر بأنها وفرت مأوى له، وذلك بعد إقرارها لخطة تقنع صالح بالتنحي عن منصبه في مقابل منحه الحصانة من الملاحقة القضائية في قضايا مقتل مئات من المتظاهرين خلال الانتفاضة التي اندلعت ضد نظامه. وعلقت رويترز بالقول: ما تخشاه كل من الولاياتالمتحدة والسعودية هو أن الاضطرابات السياسية في اليمن قد تعطي جناح القاعدة الإقليمي هناك موطئ قدم بالقرب من الممر البحري لشحنات النفط عبر البحر الأحمر، لافتة إلى أنه وعلى الرغم من رحيل صالح، فإن الكثيرين يعتقدون بأنه وأنصاره لا يزالون يمارسون نفوذهم في اليمن. من جانبه أكد السفير الأميركي في صنعاء/ جيرالد فايرستاين أن الرئيس صالح سيتوجه في الأيام القليلة المقبلة إلى الولاياتالمتحدة وأنه ما زال في مسقط، مشيراً إلى أن مدة بقائه في أميركا - حيث سيتلقى العلاج- مرتبطة بما يقرره الأطباء. وأفاد لدى لقائه الصحافيين بأن "صالح لن يطلب اللجوء في الولاياتالمتحدة وهو غير مقيد الحركة" ويمكنه العودة إلى بلاده متى يشاء. وحسب وكالة الأنباء الفرنسية أوضح فايرستاين أن هدف استقبال صالح هو العلاج الطبي، لافتاً إلى أن "فترة مكوثه في الولاياتالمتحدة سيحددها الأطباء المعالجون"، كما ذكر أنه "لا توجد أي مؤشرات بأن صالح سيطلب اللجوء السياسي، وأن مروره بمسقط أمر اُتفق عليه بين الطرفين". وعما إذا كان صالح يسعى للحصول على اللجوء السياسي في أي بلد آخر، قال السفير الأميركي في صنعاء: "لم نسمعه يوماً يتحدث عن طلب اللجوء السياسي، فلا هو ولا أحد من محيطه تكلم عن ذلك، كما أنه ليس صحيحاً أننا نحاول أن نجد مكاناً له". وأضاف: إن عدم تواجد صالح في اليمن سيساعد العملية الانتقالية ويحسن الأجواء لانتقال السلطة، إلا أن هذا ليس السبب لمنحه التأشيرة إلى الولاياتالمتحدة". وعما إذا قرر صالح العودة قبل الانتخابات الرئاسية المبكرة في 21 شباط المقبل، جدد فايرستاين القول إن الرئيس ليس مقيد الحركة بالنسبة لسفره، ويمكنه العودة متى يشاء، لكن توقعاتنا بناء على فهمنا لوضعه الصحي تشير إلى أنه سيبقى في الولاياتالمتحدة حتى إجراء الانتخابات.