لم أتمنَ كغيري لو إن الذين قاموا باختطاف باص نجم سبأ ذمار في الجولة الثالثة من الدوري العام لكرة القدم.. ولم أتمن أن يخطفوا العيسي أو شيباني لأنهما سبب تشويه سمعتنا الرياضية حتى عند قطاع الطرق أو أصحاب المطالب وعربيا وعالميا!!.. كنت أتمنى لو إن هؤلاء يوقتون لأحد مواعيد الجمعية العمومية، ثم يفاجئوهم بأحزانهم الكروية، فالخلل بقدر ما هو في العيسي وشيباني إلا أن الخلل الكبير والشرخ العظيم يقطن في أعضاء الجمعية العمومية لاتحاد الكرة المتسببين الحقيقيين في مرمطة الكرة اليمنية.. لأن كل ما فعله العيسي هو أنه أجاد استغلال الكثير من (جياع) الجمعية وأسكتهم بالمال لتسكت الكرة اليمنية نهائيا عن قول كلمة إمتاع في المحافل الخارجية!. وإذا كُنا نعيب على قطاع الطرق أو أصحاب المطالب التي يرونها قانونية، فإننا بحاجة إلى أن نلفت جماهير الكرة اليمنية بأنهم فئة حضارية ويجب أن يكونوا قدوة في التشجيع المثالي، أقول هذا لأن ما حصل في ملعب الحديقة بالبيضاء أفظع مما تعرض له لاعبو نجم سبأ على اعتبار أن عقليات الخاطفين لا تتساوى مع عقليات المشجعين حين أقدموا على إثارة الشغب ضد لاعبي شعب إب.. وحين كنا نأمل، ونطالب حكومة بلادنا بتوفير حماية أمنية للوفود الرياضية في طرقات المحافظات، فإنه من المعيب أن نحول سير رجال الأمن للتواجد الكثيف في ملعب الحديقة أو غيره من الملاعب الأخرى.. ولاحظوا أن وفد نجم سبأ عاد سالما بحمد الله بينما لاعبو الشعب تعرضوا لمحاولات اعتداء حتى أن باصهم تعرض للتكسير!. لجنة المسابقات قادرة على اتخاذ عدد من القرارات التي لا نتمناها قرارات تغريم (مادي) فقط حيث يجب أن تعتمد سياسة الأرض (المحايدة) لأي فريق يثير جماهيره الشغب، وحتى يعي المشجع الرياضي الذي يقصد الملعب أنه ذاهب للتشجيع بالكلمة الجميلة واللحن الرياضي الذي يتناسب مع كل مباراة، وحتى يركن أي لاعب يغادر إلى أية محافظة أنه ضيف له احترامه كرياضي وإنسان وابن تراب واحد سواء فاز أو خسر!. متى نتعلم من الآخرين؟.. كيف نعبر عن حالات الرضا أو عدمه بالطرق الحضارية؟!.. وما جدوى أن يتسمر الملايين أمام شاشات التلفاز لمتابعة دوريات العالم أو لقاءات الريال والبرشا النارية؟.. وكيف - مثلا - أن جماهير الريال تعبر عن استيائها من مدرب الفريق البرتغالي مورينهو بالصفير والشعارات التي لا يعقبها سيلان دماء أو حالات إصابة بالغة أو طفيفة!!.. يستطيع الجميع إيصال رسائلهم هكذا أما بالسلوك العدواني فلن نضيف لبهذلة الكرة اليمنية إلا المزيد من الأوجاع والسمعة السيئة!. دورينا ورعاية الاتصالات ******* أكد وزير الشباب والرياضة معمر الإرياني على ضرورة إيجاد دعم كبير لدوري كرة القدم في بلادنا أسوة بدوريات الدول المجاورة كالسعودية والإمارات وغيرها من الدول التي سبقتنا في مجال التسويق والرعاية لأهم لعبة رياضية في العالم، ولعل اتجاه الوزير في التواصل مع وزير الاتصالات بن دغر لدعم دوري الأولى تعد خطوة كبيرة ومهمة على طريق رفع مستوى الدعم للأندية اليمنية سواء التي تعاني أو التي تبدو في غنى عن هذا الدعم، بالإضافة إلى فرض رقابة على إعلانات الملاعب والتي لم نسمع عن إيجابياتها وماذا قدمت لرياضتنا حتى اليوم في ظل شكوى اتحاد القدم من قلة المخصص المالي في وقت يزداد فيه المنتفعون من هذا الاتحاد دون الحاجة إليهم. الكثير من إدارات الأندية تنتظر الدعم السنوي دون أن يبحث هؤلاء عن إيرادات إضافية تسهم في الارتقاء والتطوير للأندية التابعة لهم، فكل ما نجده (شكاوي) متكررة عن قلة الدعم وحتى الأندية ذات المردود الاستثماري هي أيضا تشكو وتأمل في زيادة الدعم، وكأن مشاريعها الاستثمارية (مجانية)!!. يغني في بلادنا الجميع ويشكون دون أن يقدموا البدائل الحقيقية لتفادي مشكلاتهم، وعليه نأمل في التفاعل الإيجابي القادم من قبل وزير الاتصالات لتتواءم مع أفكار وزير الشباب والرياضة لرعاية الدوري كخطوة مهمة للنهوض بالأندية اليمنية إذا ما تذكرنا أن أوسان السيد لاعب حسان - آنذاك - باع البقرة الوحيدة التي تمتلكها أسرته من أجل توفير قيمة المواصلات للسفر إلى العاصمة للعب مباراة في إطار الدوري!.. فيما كان رئيس النادي ينتظر الدعم دون أن يبحث عن وسيلة تجنبهم بيع (البقرة) بكل حليبها وسمنها!. الحكاية شكلت مأساة رياضية حينها، ومسكين هذا الأوسان المخلص لناديه، ففي وقت كان يبيع بقرته التي كانت تسر الناظرين كان عضوا في اتحاد الكرة يحصل على مكافأة تتيح له شراء مزرعة أبقار مع أنه لم يلعب يوما ولم يتساقط عرقه إلا من عند (النقود)، بل أن صاحبنا لم يكن (سالما) من النقد حين احتفظ بإحدى سيارات اتحاد الكرة الخمس. الإعلاميون يريدون اتحادهم! ********* من الآن وصاعدا أتمنى أن لا أجد من يبكي على أطلال الإعلام الرياضي وكيانه المنهار وووووإلخ.. فتلك المتعاطيات ستصبح مملة بعد أن رمى وزير الشباب معمر الإرياني الكرة في ملعب الإعلاميين في اللقاء الدوري الأول الذي عقده وزير الشباب في مبنى الوزارة في إطار الشفافية المالية والإدارية وإطلاع الإعلام الرياضي على ما أنجز وما سيُنجز في الوزارة وانعكاس ذلك على مسار الرياضة اليمنية، وزير الشباب وبكل وضوح أكد على ضرورة تشكيل لجنة تحضيرية استعدادا للخطوة الأهم والتي انتظرناها طويلا، وهي انتخابات الإعلام الرياضي التي ستتزامن مع انتخابات الاتحادات الرياضية منتصف هذا العام.. البكاء على أطلال الإعلام لم يعد مجديا ولا مستساغا ما نتمناه خلال الأيام القادمة هو العمل بإخلاص على لملمة الأشلاء المتناثرة لإعلامنا وتوحيد الرؤى والصف للخروج بمعايير إيجابية ولائحة تؤسس لعودة قوية للإعلام الرياضي الذي دمره الأكوع، ويريد الإرياني إعادة الروح إليه. لقد سئمنا من الوعود السابقة وعود عباد وحاشد التي لم يتبعوها بقرار قوي وفوري يمهد لإعادة إعلامنا الرياضي كما كان وأفضل.. الآن اللجنة التحضيرية هي الخطوة القريبة جدا لتبني هذه المهمة خاصة وأن وزير الشباب أكد بصريح العبارة أن دور الوزارة يتمثل في الدعم ولن يتم التدخل في قوام اللجنة التحضيرية أو في انتخابات اتحاد الإعلام الرياضي إطلاقا. لقد حاول عدد من الزملاء سابقا إنعاش هذا الكيان برابطة تتبع النقابة لن الرابطة لم يُكتب لها النجاح من منطلق أنه لا يصح إلا الصحيح، وها هو (الصحيح) قد بدأت معالمه تتضح في عهد الإرياني، فهل يفعلها زملاء الحرف ويتفقون في عموم المحافظات؟.. أم نلجأ لتشكيل إعلام الشباب الخاص بنا نحن من نحلم بكيان مستقر يحتوي طموحنا ويحتوي كافة الزملاء الفاعلين من سائر المحافظات إن أصر من نسميهم كبارا على بقاء الوضع على ما هو عليه.. ننتظر الإجابة تحركا ملموسا.. يكفي تشتتا.. يكفي تلقف الإعلام الرياضي للكثير من الدخلاء. راحة الضمير في نقد الفاشلين ********** يتصور البعض أن التناولات الحرفية لأخطاء اتحادات رياضية لا تؤثر على مجرى الواقع حيث يصبح التصحيح (شبحا) يبتعد عنه الجميع ويديرون ظهورهم لما يكتب على اعتبار أنهم فوق النقد ولا يهمهم حتى الاستفادة مما يُطرح كآراء أو مقترحات.. ولعل ما يحصل يجسده الاتحاد العام لكرة القدم الذي يرأسه العيسي الذي كان ولا يزال الاتحاد الأكثر تعرضا للنقد كونه الاتحاد الأسوأ - دائما - والذي يفشل حتى في دوري (حواري). ولو إن الإخوة في هذا الاتحاد انشغلوا بمعالجة الأخطاء من خلال ما يُطرح في وسائل الإعلام المختلفة لكان الوضع أفضل على الأقل إداريا لكن العقم الإداري لم يُسفر إلا عن استنزاف متواصل لمال الوطن، وفشل متلاحق، لكن في الآونة الأخيرة بدأت سهام النقد الرياضي تؤثر في بعض أعضاء اتحاد الكرة فمرة نجد شيباني يُصرح تصريحا مناقضا لما يُصرح به العيسي ومرة نجد قرارات مرتبكة لا تقف على أي أساس مثمر في محاولة يائسة للتحايل على الإعلام الرياضي وعلى عقل الشارع الرياضي برمته. وعودا على بدء أقول يعتقد البعض أن ما نتناوله لم يغير شيء، وإن العيسي يتمادى في العبث بالرياضة اليمنية، وإن الجمعية العمومية أصبح الطعن فيها حرام لأنها جمعية ميتة ولا تبالي بمفهوم الضمير الحي الذي يوقف الأساة لرياضتنا، فلا يكترثون لأحد نقلنا أصحاب الكروش وأصحاب الأفواه، لكن لا حياة لمن تنادي.. لكن تبقى الحقيقة التي لم يستوعبها البعض هي أن الإعلام النزيه هو المنتصر - دائما - وقولوا لي كيف أقلكم: "عندما ننتقد هذا الاتحاد أو غيره فإن انتقادنا نابع من الضمير المهني والذي يفرضه واجب الإعلام الشريف وأمانة الكلمة التي سنحاسب عليها وعندما ننتقد إدارة العيسي، فإننا نبرح هذا الرجل وكل من يقف معه ضد الوطن نبرحه ضربا حرفيا موجعا من منظور الولاء والانتماء لهذا التراب، ففي هذا الزمن لم يعد من السهل أن نخدع شعبا يشاهد متواليات الفشل الكروي بتنميق العبارات، شعب لم يعد بمقدوره أن يرضى بطبخة (من البحر طحينة) والتي يقدمها لنا النائمون في جيب العيسي.. فعندما نكتب عن فشل الاتحاد نشعر بالراحة راحة الضمير الذين نفخر بأننا لم نسلم أوراق (قداسة) الكلمة للعيسي وأتباعه.. نفتخر لأننا نقول كلمة حق عند سلطان ذي مال، نذوب من الفرح عندما ننتصر بمبادئنا على أموال العيسي ولو كان كمال قارون، في الحقيقة لم يعد يهمني أن استفاد العيسي من النقد أو لا ولا يهمني أن الرجل غاوي (فشل)، ما يهمني هو الثبات مع المواطن الغلبان والرياضي المتعطش لإنجاز يتناسب مع مليارات هذا الوطن التي تُصرف للعيسي واتحاده!!.. حتى الجمعية العمومية التي هي شريكة في منظومة الفساد الرياضي لم تعد تهمنا تفاعلت أو لا يهمنا هو أننا سنواصل استمتاعنا بكلمة الحق ونقدنا البناء الذي انتهجتاه انتقاد الفاشلين والفاسدين، ونحن نقف على جبل شامخ من عزة النفس وقوة الحرف لأننا ندرك أن من يساند (الوهم ) خاسر.. ومن يدافع عن الفاشلين أوهن من جناح بعوضة". "ما الذي تغير؟".. قالها لي أحد أصدقائي منذ مدة وأنت تكتب عن اتحاد الكرة ما الذي تغير؟.. قلت: "لا شيء كل ما في الحكاية أني أجدني سعيدا وأنا أعبر عن آراء الشباب والباقي على أصحاب الشأن، وأجدني سعيدا لأنني لم أنساق يوما لقافلة الجياع الذين يُطعمهم العيسي".. إن مهمة الإعلامي هي تصحيح المسار وتقويم الاعوجاج بالرأي السليم والانتقاد البناء، وهذا ما يفرضه علينا العمل المهني.. أما اللجوء لتلميع الفاشلين وإحاطتهم بالنجاح المزيف فهذا عمل القصد منه استخلاص أموالهم غصبا عنهم، فالفاشلون مرغمون على بعزقة أموالهم لتحسين صورتهم.