صعدت ليبيا من موقفها تجاه سويسرا بإعلانها عزمها سحب سبعة مليارات دولار من الأصول المودعة في البنوك السويسرية وإنهاء التعامل الاقتصادي مع سويسرا، وذلك احتجاجا على ما قالت إنه معاملة سيئة للدبلوماسيين ورجال الأعمال الليبيين. جاء ذلك بعد أن أعلنت شركة النفط الليبية الحكومية (تام أويل) وقف شحناتها من النفط إلى سويسرا استجابة لأوامر من الحكومة. ونقلت وكالة الأنباء الليبية (جانا) أمس السبت عن مصدر مسؤول بوزارة الخارجية قوله إن "الجماهيرية العظمى قررت وقف تزويد سويسرا بالنفط وسحب الأرصدة الليبية المودعة في المصارف السويسرية والتي تقدر بسبعة مليارات دولار". وتقرر "أيضا وقف كل تعاون اقتصادي مع سويسرا" احتجاجا كما ذكرت الوكالة الليبية، على "سوء معاملة شرطة كانتون جنيف للدبلوماسيين ورجال الأعمال الليبيين". وأوضحت الوكالة الليبية أن التدابير المتخذة ستلغى "عندما تعرف أسباب وحوافز هذه التصرفات". ويأتي القرار الليبي بعد نحو ثلاثة أشهر من اندلاع خلاف دبلوماسي حين ألقي القبض على نجل الزعيم الليبي معمر القذافي في جنيف واتهامه بسوء معاملة اثنين من الخدم. وأوقف هنبعل القذافي وزوجته ألين في 15 يوليو الماضي في جنيف بعدما اشتكى خادمان لديهما، وهما مغربي وتونسية، من تعرضهما لسوء معاملة على يد الزوجين اللذين أنكرا ذلك. وأسقط كبير المدعين في سويسرا القضية ضد نجل القذافي الشهر الماضي بعدما سحب المدعيان شكواهما الرسمية. ونفى هنبعل القذافي الاتهامات وأفرج عنه بكفالة لكن القضية أثارت ضجة في طرابلس وأدت إلى احتجاز مواطنين سويسريين أفرج عنهما في وقت لاحق. ويتهم هنبعل القذافي (32 عاما) الشرطة السويسرية بسوء معاملته أثناء فترة توقيفه التي استمرت يومين. وعن تأثير إمدادات النفط على ليبيا، قال مدير اتحاد النفط السويسري رولف هارتل لوكالة الأنباء السويسرية الأربعاء إن تزويد سويسرا بالنفط لا يتأثر بهذا التدبير، ولن يؤثر القرار على أسعار المحروقات في المحطات. وتستورد سويسرا سنويا ما نسبته 20% من احتياجاتها من المحروقات من ليبيا.