إن أهم المشكلات الدراسية شيوعاً وأهم ما يشغل التلاميذ والآباء والمعلمين هي مشكلة عجز التلميذ عن السير في دراسته بطريقه طبيعية، وينشأ ذلك عادة نتيجة العمل في مستوى يفوق قدرته وطاقاته فيعمل في مستوى أقل من قدرته، بكثير لوقوعه في صراعات داخلية تبدد طاقته وتعيقه عن تنظيم عقله وهذه الأسباب هي: - طريقة التدريس التقليدية التي يغلب عليها طباع الإيجاب لدى الأستاذ، وطباع السلب لدى الطالب من خلال منهج يعتمد على الحفظ الحرفي للمعلومات والتلقين، وبالتالي فإن هذه الطريقة التقليدية تعجز عن توجيه ملكات الطالب وإثارة أي وعي مهاري لديه، مما يجعل الطالب يعاني الفصل بين التعليم والفهم مع إحباط محاولاته ويصبح الحفظ هو الطريقة الوحيدة للنجاح.. - كثافة الموضوعات والحشو الزائد والإسهاب وتكرار المواضيع في المناهج مع ضيق زمن الحصة، الأمر الذي جعل الكتب مكتظة بالموضوعات التي لا تستهدف عقل الطالب، مما أدى إلى عدم استيعاب هذا الكم من المعلومات بالشكل الصحيح وهذا بدوره أدى إلى تدني المستوى التعليمي لدى الطلاب. - ظاهرة الغش التي تفشت في جميع المدارس والتي أعتمد عليها الطالب قي معظم مراحله الدراسية, مما سبب ضعف استيعابه للمراحل المتلاحقة للتعليم؛ لأن الأساس ضعيف وهش.. - معظم الكتب والمقررات لا تنسجم مع القدرات العقلية للطالب؛ لأنها موضوعات مقالية لا تحفز مهارات الطالب الذهنية.. - كثرة الطلاب في الفصول الدراسية لا تساعد على المناقشة والحوار أثناء الحصة للحصول على أكبر قدر من التفاعل بين الطلاب وبث روح الحماس في الحصة, بل ربما قد لا يستطيع المعلم ضبط البيئة الصفية لإنجاح الحصة. - انعدام الخدمة الاجتماعي المدرسية "الأخصائي الاجتماعي" في بعض المدارس؛ لأن الخدمة الاجتماعية المدرسية، هي مهنة إنسانية تخصصية معاصرة تلتزم بمجموعة من القيم الأخلاقية والمهنية وتهتم بتطبيق المعارف العلمية التربوية، و الغرض منها التخفيف من المشكلات التي يعاني منها الطلاب؛ لأن خدماتها وقائية وبنائية وعلاجية تسهم في الارتقاء والاهتمام بالنشء. - ومحطتنا الأخيرة التي تعتبر من أهم النقاط التي هي أساس حب الطالب للعلم وتمسكه بها ومواصلته له، ربما كل الظروف المحيطة, وهي عدم متابعة أولياء الأمور وعدم مد جسر التواصل بين المدرسة والإهمال من قبل أولياء الأمور, حيث يجب أن يعزز الآباء اهتمامهم بأبنائهم ومساعدتهم على أداء واجباتهم المدرسية وتربيتهم على القيم والمبادئ الحسنة والنبيلة وعدم اتكالهم على المدرسة وحدها، فمسألة تحسين مستوى الطالب تقع على عاتق الأهل والمدرسة والمعلمين وكل المعنيين بذلك، حيث يرتكز دور الآباء والأمهات في تحسين مستوى التحصيل العلمي للطلاب بالمتابعة والإرشاد، لأن الطالب يقضي في المدرسة خمس ساعات بينما يقضي في المنزل معظم وقته..فهل سيعي الآباء هذا الأمر؟!.