وجه مشائخ ووجهاء وقبائل مديرية كشر بمحافظة حجة نداءً إنسانياً إلى الهيئات والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان المحلية والدولية، طالبوا فيه بسرعة النزول الميداني إلى مديريتهم والاطلاع على حجم الدمار والانتهاكات التي تعرضوا لها من قبل من أسموهم بالعصابة المسلحة (الحوثيين) الذين يواجهونهم بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة منذ ما يزيد عن ستة أشهر. وحمل أبناء كشر – في بيان لهم تلقت "أخبار اليوم" نسخة منه- الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومة الوفاق والأجهزة المعنية مسؤولية القيام بواجباتهم الدستورية تجاه ما يُعتمل من همجية عدوانية تمارسها في حقهم عصابات الحوثيين المسلحة، وصد العدوان الحوثي وإحلال الأمن وحماية الأرواح والأعراض وممتلكات المواطنين في المديرية.
وطالب البيان الضمير اليمني الحي بالقيام بدوره في إدانة هذا العدوان وإيقافه، وضرورة أن تصل المنظمات والهيئات الحقوقية المختلفة إلى مناطق المديرية لترصد حجم الدمار والعدوان والمأساة التي لن تصورها الكلمات في هذا البيان،منوهين إلى استهتار الحوثيين بكل المبادئ والقيم والأعراف وكيف أنها سخرت من آدمية الإنسان وأظهرت عقليتهم الإجرامية ولا أدل على ذلك من زرع الألغام تحت جثث القتلى حتى إذا جاء من يحاول دفنهم تفجرت الألغام فيهم وأوقعت المزيد من الضحايا. وأكد أبناء كشر في بيانهم بأنهم قد عاهدوا الله تعالى على أن لا يخضعوا لهذه العصابة الإجرامية مادامت فيهم عين تطرف، ولن يتنازلوا عن أي حق من حقوقهم مهما كانت التضحيات، مشيرين إلى أنهم على أمل في أن يجد نداؤهم هذا آذاناً صاغية عند قبائل اليمن كلها وفي مقدمتهم قبائل المحافظة، ثم الدولة بمختلف أجهزتها وكذا المنظمات المعنية بحقوق الإنسان. ونوه البيان إلى أن ميليشيات الحوثيين عملت على إثارة الفتن في الأسواق والطرق ونصبت النقاط على طول الطريق ما بين عاهم ومستبأ وعمدت على اخافة السبيل حيث يخطفون عابريه والمسافرين. ولفت البيان إلى ما يقوم به الحوثيون من إحراق للزرع وإخافة الآمنين،وإهلاك للحرث والنسل، رغبة في الهيمنة والتسلط وبسط النفوذ وإخضاع قبائل المنطقة الأبية لمشروعهم العبثي السلالي العنصري الذي يستهدف وحدة اليمن واستقراره وعقيدته ودينه ويستهدف جيران اليمن وأشقاءه –بحسب البيان. وأضاف البيان: (لقد أغلقت عصابة الحوثي المدارس والمستوصفات والمساجد وقطعت الطرقات وشردت مئات الأسر وآلاف المواطنين من مساكنهم واعتدت على آبار المياه واختطفت الأطفال والرجال والمسنين والمسافرين ومارست أبشع أنواع التعذيب والإهانة بحقهم ومارست عمليات القصف العشوائي بقذائف الهاون على القرى الآهلة بالسكان). وعلى صعيد أوضاع النازحين من منطقة عاهم قال بيان المشائخ (لقد أصبح آلاف النازحين يعيشون حالة مأسوية من الجهد والفاقة ويفتقرون لأبسط متطلبات الحياة، عدا ما تجود به عليهم القبائل المجاورة وبعض الجمعيات والمنظمات الخيرية ولا تزال الأعداد قابلة للزيادة مع استمرار هذا العدوان السافر المدعوم والمسنود من قوى الشر والعدوان). وأشار البيان إلى مواقف قبائل كشر الثابتة مع الثورة والجمهورية وما قدمت من شهداء في معارك الدفاع عن الوطن ومكتسباته وما عانته مناطق المديرية من حرمان وتجاهل طيلة العهود السابقة ومع ذلك فقد تعايشت كل الفئات دون هيمنة أو انتقاص في حق أي فرد أو جماعة كما هو الحال في غالبية مناطق اليمن الذي عرف أهله التعايش المذهبي والتنوع الاجتماعي، الأمر الذي يتطلب من قيادة الدولة أن تبادل أبناءها بالوفاء، والعمل على ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة وعدم تجاهل ما يمارس ضدهم من عدوان لا مبرر له سوى التسلط والعجرفة.