الليغا ... برشلونة يقترب من حسم الوصافة    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    "هل تصبح مصر وجهة صعبة المنال لليمنيين؟ ارتفاع أسعار موافقات الدخول"    "عبدالملك الحوثي هبة آلهية لليمن"..."الحوثيون يثيرون غضب الطلاب في جامعة إب"    شاهد.. أول ظهور للفنان الكويتي عبد الله الرويشد في ألمانيا بعد تماثله للشفاء    خلية حوثية إرهابية في قفص الاتهام في عدن.    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    علي ناصر محمد يفجر مفاجأة مدوية: الحوثيون وافقوا على تسليم السلاح وقطع علاقتهم بإيران وحماية حدود السعودية! (فيديو)    شاهد الصور الأولية من الانفجارات التي هزت مارب.. هجوم بصواريخ باليستية وطيران مسير    مبابي عرض تمثاله الشمعي في باريس    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    عودة الثنائي الذهبي: كانتي ومبابي يقودان فرنسا لحصد لقب يورو 2024    لا صافرة بعد الأذان: أوامر ملكية سعودية تُنظم مباريات كرة القدم وفقاً لأوقات الصلاة    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    اللجنة العليا للاختبارات بوزارة التربية تناقش إجراءات الاعداد والتهيئة لاختبارات شهادة الثانوية العامة    لحج.. محكمة الحوطة الابتدائية تبدأ جلسات محاكمة المتهمين بقتل الشيخ محسن الرشيدي ورفاقه    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    انكماش اقتصاد اليابان في الربع الأول من العام الجاري 2024    تحذيرات أُممية من مخاطر الأعاصير في خليج عدن والبحر العربي خلال الأيام القادمة مميز    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    رئيس مجلس القيادة يدعو القادة العرب الى التصدي لمشروع استهداف الدولة الوطنية    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    تغاريد حرة.. عن الانتظار الذي يستنزف الروح    انطلاق أسبوع النزال لبطولة "أبوظبي إكستريم" (ADXC 4) في باريس    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    ترحيل أكثر من 16 ألف مغترب يمني من السعودية    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    انهيار جنوني .. لريال اليمني يصل إلى أدنى مستوى منذ سنوات وقفزة خيالية للدولار والريال السعودي    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    نهاية مأساوية لطبيبة سعودية بعد مناوبة في عملها لمدة 24 ساعة (الاسم والصور)    البريمييرليغ: اليونايتد يتفوق على نيوكاسل    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح منذ تكثيف الهجوم الإسرائيلي    ظلام دامس يلف عدن: مشروع الكهرباء التجارية يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت وطأة الأزمة!    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    بائعات "اللحوح" والمخبوزات في الشارع.. كسرن نظرة العيب لمجابهة تداعيات الفقر والجوع مميز    وزارة الحج والعمرة السعودية توفر 15 دليلاً توعوياً ب 16 لغة لتسهيل رحلة الحجاج    استقرار اسعار الذهب مع ترقب بيانات التضخم الأميركية    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 35 ألفا و233 منذ 7 أكتوبر    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    قطع الطريق المؤدي إلى ''يافع''.. ومناشدات بتدخل عاجل    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله.    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اليمن ولدت من جديد ونتمنى على "هادي" ألا يخيب آمال الثوار
الداعية الإسلامي توهيب الدبعي في حديث خاص ل"لأخبار اليوم":
نشر في أخبار اليوم يوم 03 - 03 - 2012


الداعية الإسلامي/ توهيب الدبعي
طالب الداعية الإسلامي/ توهيب الدبعي الرئيس عبد ربه منصور هادي ببناء ما هدمه النظام السابق وقيادة المرحلة الانتقالية بنية صادقة وخطوة واثقة ليصل بالبلد إلى بر الأمان.
وأضاف أن بقاء أبناء صالح وأقربائه في مناصبهم العسكرية خطر امني كارثي بكل المقاييس ولن يؤدي إلى استقرار اليمن، إضافة إلى أن ذلك يتناقض مع أهداف الثورة الشعبية التي اندلعت لتطيح بالتوريث وسيطرة مراكز القوى.
وأوضح الدبعي بان مفهوم الدولة المدنية هي دولة الأمة لا دولة الحاكم مهما كانت الهوية، فالدولة التي تملك الأمة فيها اختيار ومحاسبة ومراقبة الحاكم وعزله هي دولة مدنية أياً كانت هويتها: الإسلام أو اليهودية أو البوذية، فالدين هوية للمجتمع لا يعارض الدولة المدنية..إلى التفاصيل:
* بداية أستاذ توهيب هل أحاورك بصفتك داعية إسلامياً أم ناشطاً ثورياً وسياسياً أم أديباً وشاعراً ؟
شرف لي أن أكون مقبولاً عند الله داعية إسلاميا وشرف لي أن أكون مقبولاً عند الناس ناشطاً ثورياً وسياسياً وأنا منذ بدأت الخطابة والدعوة لم افهم أن هناك فرقاً فالداعية الإسلامي الذي لا يؤثر في السياسة ولا يدعو إلى الثورة ضد الظلم لم يفهم دعوة الإسلام والدعوة إلى الله شملت جانبين رئيسيين في القرآن الأول لا إكراه فيه وهو الإيمان والثاني يجب تحقيقه بكل السبل الممكنة وهو إقامة العدل والانتصار للمظلومين "وأمرت لأعدل بينكم الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم" ومعنى لنا أعمالنا...ولكم أعمالكم " لا إكراه في الدين" لكن العدل " وأمرت" والأمر بإقامة العدل يقتضي أن يفرض الجهاد بمفهومه العام لنصرة المستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها... وهناك خطبة لي قبل الربيع العربي بأكثر من عام دعوت فيها المعارضة إلى الدعوة إلى عصيان مدني ودعوت أعضاء مجلس النواب إلى تقديم استقالة جماعية بعد صفقة الغاز وإرساء مناقصة ميناء عدن المعلا على دبي والتي استلم فيها صالح 600 مليون دولار وإلا فلينتظروا الكارثة، وخطبة في 2008م بعنوان صوت الجنوب ودعوت إلى حراك شعبي في الشمال يوازي حراك الجنوب وإلا سيصبح الشعب في الشمال متهماً من قبل شعب الجنوب وسيشكل تهديداً للوحدة ولا تلوموا حينها إخوانكم إن جهروا بالسوء وطالبوا بفك الارتباط، فالله لا يحب الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم حتى أنني ذكرت أغنية عبود خواجة من على المنبر "اليوم يا شعب الجنوب انزع.. حقك وجهز للعمل زانه، نعيد دولة والعلم يرفع.. من فوق صيرة يوم إعلانه" وانتقدت من قبل الكثير بشدة لكن بعد ذلك أصبحت من أغاني التوجيه المعنوي في الساحات، لكن بعد أن صارت قضية الجنوب معقدة كما نرى اليوم واستمرار التجاهل لها وعدم طرحها على رأس الأولويات تهديد حقيقي للأوضاع في المرحلة الانتقالية أن لم يكن للوحدة، عموماً قد نهجت هذا المنهج من عام 99م في خطبة النظارة البيضاء..فالداعية الإسلامي ناشط ثوري وسياسي في المقام الأول فاختر ما شئت وادع به.
* إلى أين يتجه اليمن اليوم بعد الانتخابات الرئاسية؟
كنا نخاف قبل الاستفتاء من شيئين الأول قد تبدد الخوف منه بفضل الله وكان يتمثل بإحداث احد الأطراف خروقاً تفشل الاستفتاء التاريخي، لكن بعد النجاح الأسطوري للاستفتاء نرى أن اليمن ولدت ولادة جديدة ويبقى الشيء الآخر الذي نخاف منه وهو أن يخيب هادي آمال الثوار فلا يهتم ببناء ما خلفه النظام من الدمار ولا يركب مع الثوار القطار وهو ما سيهوي بهادي إلى سابع ارض ولبئس القرار وإما أن يكون فوق ما كنا نحلم فيقود المرحلة الانتقالية بنية صادقة وخطوة واثقة ويصل بالبلد إلى بر الأمان حتى يتم الاستفتاء على الدستور الجديد وانتخاب الرئيس الجديد وهو ما نظنه فيه، فليس في اليمن رجل ضعيف ما دام صالح قد عزل عن القرار والذي كان حجراً محجوراً أمام كل رجل يريد خدمة الوطن حتى في حزب المؤتمر ففيه " أكفاء" جعلهم صالح في عهده " أكفاء" - بسكون الكاف في الأولى وبكسر الثانية.
* - استخدام فزاعة القاعدة نوع من إدارة الشعوب بالأزمات على نطاق عالمي فهي منتج عالمي تديره أيادٍ محلية في الأنظمة الحاكمة
* هناك جدل وتباين حول شكل الدولة القادمة في اليمن ما بين من يريدها مدنية وآخر إسلامية وثالث يريدها فيدرالية أين نجدكم بين هذه التباينات؟
أولاً: يمكن اختصار مفهوم الدولة المدنية بأنها دولة الأمة لا دولة الحاكم مهما كانت الهوية، فالدولة التي تملك الأمة فيها اختيار ومحاسبة ومراقبة وعزل الحاكم باعتباره بشراً لا إلهاً مقدسا هي دولة مدنية وقد تكون هذه الدولة هويتها الإسلام أو اليهودية أو البوذية، فالدين هوية للمجتمع لا يعارض الدولة المدنية، فهناك دولة مدنية إسلامية وهناك دولة مدنية مسيحية...الخ، أما إذا كانت الدولة يسيطر عليها الحاكم سواء كان فرداً أو حزباً أو قبيلة أو هيئة دينية تسقط عنها صفة المدنية، ولذا من الخطأ أن نقول إن الدولة المدنية ليست إسلامية والعكس، فما دامت مقومات الدولة المدنية أن يكون الحاكم فيها بشراً يراقب ويحاسب، وموظفاً عند الأمة، وتكون دولة محايدة لا تميز بين مواطنيها بسبب القبيلة أو الدين أو الحزب فهي لا تقف مع المسيحي ضد المسلم والعكس بل الكل أمامها سواء، وأن تكون التشريعات الحاكمة فيها محل رضا جميع المواطنين كل مجتمع بحسب مرجعيته فيها مسلمين أو مسيحيين أو يهود دولة توفر الحرية وبالعدل تحكم وتحترم الإنسان كونه إنساناً له حق الحياة بغض النظر عن دينه أو عرقه هي دولة مدنية، والإسلام لا يعارض هذه الدولة المدنية، وهناك خلط عند البعض بين الدولة المدنية والدينية والإسلام، فالإسلام يقر الدولة المدنية ويرفض الدولة الدينية التي يحتكر الحكم فيها في يد رجال الدين بآرائهم المنسوبة إلى الله والمستمدة سطوتها من السماء وان جانبت العدل فهذه دولة يثور عليها الإسلام وهنا يزول اللبس في ثورة أوروبا على الدولة الدينية التي عكست لدينا فهماً خاطئاً بأن الدولة المدنية ضد الدين..باختصار نقول لا ينبغي الصراع على الأسماء فلن يستطيع أحد مصادرة هوية دينية لأي مجتمع ومما يؤكد أن الصراع على اسم الدولة لا اثر له على شكل الحكم، أن نموذج تركيا العلمانية دولة إسلامية حيث أن معظم سكان الدولة مسلمون وليس للشريعة الإسلامية نفوذاً في قوانينها، ونيجريا وغانا حكمهما مسيحيان والأغلبية مسلمة وهما دولتان عضوان في مؤتمر العالم الإسلامي وكون الحاكم مسيحي لم ينزع عن الدولة صفة الإسلامية وهو ما يؤكد أن الدولة المدنية هي دولة المواطنين وليست دولة الحكام وأن الدولة المدنية لا تصادر هوية الشعب الدينية وان حكمها من ليس على دينهم.
فهويات الدولة قد تكون علمانية وقد تكون إسلامية وقد تكون هندوسية أو بوذية ولا تخرج مواطنيها من خصوصياتهم الثقافية والدينية وعلى سبيل المثال قد نجد دولة مدنية هويتها علمانية ومجتمعها مسلم مثل تركيا ونجد أن الدولة في اليابان دولة مدنية لكنها بهوية بوذية والدولة في أوروبا دولة مدنية بهوية مسيحية وهكذا يمكننا القول يفترض أن تكون الدولة المدنية في المجتمع الإسلامي بهوية إسلامية.
ومهمتنا جميعاً التركيز على أن ننادي إلى دولة تحكم بالعدل ولا تصادر الحريات وتديرها الأمة لا الفرد تحترم حق الإنسان ولا تصادر هويته الدينية وسنكون هنا قد أقمنا الدولة التي لا يرفضها الإسلام ولا تصادر فيها هوية المسلمين وسيتمنى كل إنسان في الأرض أن يعيش تحت ظلها سواء أسميناها الدولة الإسلامية أو الدولة المدنية أو الدينية ولن يقف احد عند اسمها ما دامت تمنح الحرية الدينية وتحكم بينهم بالعدل وتحترم حق الإنسان ولا يملكها فرد وهنا ستجدني، وأما الصراع في اسم الدولة وإغفال مقومات الحكم فيها جهل بحقيقة الدين وواقع الدنيا وزبد سيذهب جفاء وسيبقى من الفكر ما ينفع الناس. وأما الفدرالية شكل من أشكال الإدارة للبلاد قد تقتضيه المصلحة.

* برأيكم ما هي أولويات الرئيس القادم؟
لا يحدد أولويات الرئيس إلا الواقع الذي نعيشه فمثلاً رافقت الانتخابات الرئاسية في عدد من محافظات الجنوب وصعدة أحداث أمنية تكشف لنا ملفات غاية في الحساسية يجب على الرئيس الجديد التعامل معها بحذر وحكمة شديدين والتي توجب عليه أن يكون على رأس أولوياته الدخول في حوار وطني شامل لكافة القضايا المتفجرة دون تغييب أو إقصاء وإيجاد المعالجات الحقيقية للقضايا الشائكة، ثم تليها مهمة إعادة هيكلة الجيش والتي كان من المفترض أن تكون القوات العسكرية عاملاً مهماً في مساندة هادي لا أن تشكل تحدياً كبيراً في إعادة هيكلة جبهتين احتدم بينهما الصراع احدهما موالية للثورة وأخرى يرى شباب الثورة أنها صوبت رصاصاتها على صدورهم العارية، إضافة إلى ما أشيع في بقاء أقارب صالح عليها كتسوية وهو ما يتعارض مع أهداف ثورة الشباب في الدرجة الأولى. ثم يأتي في المرحلة الثالثة الملف الاقتصادي المثقل بالأزمات في ظل حياة معيشية تصل نسبة الفقر بين سكانها إلى 70% يفتقرون إلى أدنى مقومات الحياة من ماء وكهرباء، إضافة إلى ارتفاع المشتقات النفطية ما يزيد عن الضعف إنها مهمة شاقة تجابه هادي يجب أن تكون على رأس الأولويات قبل التركيز على صياغة دستور جديد يمهد لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بعد عامين.
فهل يمكنه تجاوز هذه الألغام التي زرعها النظام والى أي قوة يمكن أن يستند؟ صحيح أن هادي يفتقد للقوى القبلية والعسكرية التي كانت تساند صالح لكن يمكنه الاستناد إلى قوى مساندة ستمكنه من تجاوز صعوبة المرحلة وهذه القوى تتمثل في التوافق السياسي ثم الشعبي والدعم الإقليمي والدولي والقوة الأهم التي ستسانده هي القوة المستمدة من شباب الثورة الذين سيظلون مراقبين لعجلة التغيير الذي ينشدونه حتى لا يتم الالتفاف على ثورتهم.
* - في دواوين الشعراء على امتداد ألف عام لا أجد من الشعر ما يروي الظمأ الثوري لدي إلا في شعر عبد الله عبد الوهاب نعمان
* بعد تحقيق الثوار الهدف الأول المتمثل في إسقاط رأس النظام واتجاه الأوضاع نحو التهدئة والتطبيع هل ترون مبرراً لبقاء الشباب في الساحات؟
اخطر مراحل الثورات النهايات وليس البدايات، فالبدايات فوضى وهدم والنهايات تشكل قيادات وبناء والقائد الحكيم لا يترك قيادة مرحلة البناء لأن ذلك هو ما ثار لأجله، وهناك مرحلة خطيرة تفصل بين مرحلة الهدم والبناء وهي المرحلة الانتقالية التي يتم فيها التأكيد على تحقيق باقي أهداف الثورة المتمثلة بصياغة سياسة مرحلة البناء للوطن الجديد بعد انتهاء المرحلة الانتقالية من دستور جديد ونظام انتخابي.. ومهمة الشباب هنا الرقابة على قادة الفترة الانتقالية من جهة وقوة داعمة لهم من جهة أخرى حتى لا يتم الالتفاف على الثورة وهذا ما يبرر التأكيد على وجوب بقاء الشباب في الساحات مرابطين حتى تتبين لهم ملامح المرحلة المقبلة وعليهم أن لا يتركوا ساحاتهم حتى يطمئنوا على انتصار ثورتهم وتحقيق أهدافها كاملة، فالثورة لم تنته بسقوط صالح وبقاء نظامه.
* هناك من يعتقد أن نظام علي صالح ما يزال يشكل خطورة على الوضع الأمني وأنه يمتلك الكثير من الأوراق لخلطها على خصومه السياسيين ما رأيكم بهذا؟
من يقول غير ذلك لا يفهم فلسفة الثورات، فإذا كانت الثورات المضادة تتولد من قلب الثورة الأم فكيف بالثورة المضادة من قبل النظام، هذا أمر منطقي قطعاً، خصوصاً في الوضع الأمني بعد أن تناولت بعض المواقع الإخبارية أن السفير الأمريكي اقترح بقاء أقرباء صالح في مناصبهم القيادية العسكرية مقابل بقاء علي محسن بالمثل والمؤكد أن بقاء أبناء صالح وأقربائه في مناصبهم العسكرية خطر أمني كوارثي بكل المقاييس لن يؤدي إلى استقرار اليمن وبدعمهم سيستطيع بقايا النظام في المؤسسات الأخرى خلط الكثير من الأوراق على خصومهم السياسيين، إضافة إلى أن ذلك يتناقض مع أهداف الثورة الشعبية التي اندلعت لتطيح بالتوريث وسيطرة مراكز القوى، وبالتالي فان الثورة ستستمر ما استمر أبناء صالح في قيادة مؤسسات عسكرية وما سوى ذلك من بقايا النظام في بعض المؤسسات المدنية والخدمية لا يشكلون ذلك الخطر بذلك الحجم وهم اقرب إلى أن يتطهروا بماء الثورة مع الوقت ما لم يبق أقرباء صالح في المناصب العسكرية.

* أين نضع الصراع القائم اليوم بين التيارات الدينية وهل تعتقد أنه انعكاس للصراع السياسي أم العكس وما هو السر في تحول الخطاب الديني إلى خطاب إقصائي؟
أخي هناك نزعة إنسانية قديمة وهي الرغبة في امتلاك السلطة، تحدث عنها الفلاسفة منهم أفلاطون الذي تحدث عن طموح الفيلسوف في امتلاك السلطة والاستئثار بالقرار السياسي وممارسة السلطة الفعلية المؤثرة، ومن هنا ينشأ الصراع بين الفلاسفة ومثله بين الفقهاء والتيارات الدينية وليس بالضرورة أن يكون ذلك انعكاساً لصراع سياسي في نفس البيئة ولهذا كان للفقهاء في كل زمان وفي كل مكان دولة داخل الدولة يمارسون من خلالها تلك النزعة والرغبة الإنسانية العريقة في الفطرة، فتراهم يكفّرون من خالفهم ويبدعونه ويفسقونه ولو كان مثلهم، لكن قد يحاول احد أطراف الصراع الديني التحالف مع طرف سياسي ليتفوق بدعمه على خصمه الديني والسياسي بالمقابل يفعل ذلك لينتفع بالسلطة الدينية في دعمه سياسياً عند صراعه مع خصومه السياسيين ولذا نرى أن كل حركة سياسية سواء حاكمة أو معارضة لها جناح ديني حليف وليس بالضرورة أن يكون انعكاساً للسياسة، بل إن الصراع الديني ناشئ عن صراع على السلطة والقرار الديني في المجتمع والذي لا يقل أهمية عن تأثير القرار السياسي وما يحدث من صراعات بين التيارات الدينية ليس بالضرورة انعكاساً للصراعات السياسية وما يحدث من توافق بين بعض التيارات الدينية والسياسية إنما هو تحالف مصالح ولذلك نقرأ في التاريخ أن بعض التيارات الفقهية كانت تتحالف مع أكثر الطواغيت طاغوتية وأشدهم ظلماً ويصفونه بأمير المؤمنين وقد يبحثون له عن تأويلات حتى في سفكه لدم من يعارضه سياسياً مقابل الاستفادة من وسائل السلطة في التمكين من الرأي الديني أو الفقهي في المجتمع والذي يخالفه فيه تيار ديني أو فقهي آخر، يقول علي الوردي في كتابه وعاظ السلاطين: كل سلطان ظالم مستبد، كان دائماً يجد من يدعو له بالتوفيق، وقال الكواكبي إن الاستبداد السياسي يولد من رحم الاستبداد الديني، ولذ يمكننا القول عن طبيعة هذا الصراع بأن هناك سلطة دينية تريد أن تمتلك السياسة لتوظفها وهناك سلطة سياسية تريد أن تمتلك المعرفة الدينية لتوظفها.
* كيف تقيمون العلاقة اليوم بين الدعاة الإسلاميين وبين المثقفين وهل تعتقد أن هناك من يحاول الزج بالطرفين في صراعات يستخدم فيها الدين لتحقيق مكاسب شخصية؟
هذا السؤال يندرج تحت السؤال السابق في نظري فأنا أرى أن المثقفين هم تيار ديني آخر فمعظم الدعاة الإسلاميين يمثلون التيار الديني التقليدي والمثقفون يمثلون التيار الديني التجديدي وهذا الأخير معظم أفراده من الدعاة الإسلاميين المعتدلين والذين اكتسبوا اسم المثقفين من قبل التيار الأول لينزع عنه قدسية الرأي أو صبغته الدينية حتى لا تؤثر آراؤهم في المجتمع الذي ينحاز في الغالب إلى الرأي المنسوب إلى الدين، وغالب الصراع بين هذين التيارين من جنس صراع الرغبة في السيطرة على القرار أو التأثير على القرار السياسي لدعم رأيه الذي يعتقد انه الصواب ومحاولة إلغاء هذا التدافع ليس في صالح المجتمع وغير مقدور عليه لأنه ضد القانون الإلهي الذي قضى بسير المجتمعات بسنة التدافع حتى لا يسيطر الرأي الواحد المستبد فتفسد الأرض والحياة.. وربما يزج تلك الأطراف - الدعاة والمثقفين - في صراعات دينية طرف ثالث إما تيار سياسي ليشغلها عن أمر يريد تمريره دون أن تلقي احد تلك التيارات بثقلها عليه أو فرد يستخدم فيها الدين فيدوس بأقدام قلمه المتسخ على مبدأ طاهر مقدس فيخلق صراعاً بين تلك التيارات لتحقيق مكاسب شخصية كالشهرة.

* - طيلة خمسة عشر عاماً في الخطابة والدعوة وأنا أحرض الناس على الثورة ضد الظالم وكنت أدعو الله دائماً أن لا يتوفاني حتى أرى عياناً ما كنت أؤمن به وهو كيف ينزع الله الملك ويؤتيه.
* تحدثت تقارير إعلامية عن مشروع إيراني في اليمن يتم الإعداد له ويجند فيه المال والإعلام والسياسيون وناشطون في الثورة الشبابية الشعبية كيف قرأتم هذا التوجه وما هو تأثيره السلبي على المجتمع؟
يقول الله " إلا من شهد بالحق وهم يعلمون" فالحقيقة مرتبطة بالعلم اليقيني وهذه التقارير لا تعطيني العلم اليقين..لكن استبعاد الصراع على المصالح لبعض الدول عبر بناء كيانات موالية لها في دول أخرى وإنكار ذلك غباء سياسي مركب.. ومع هذا أرى أن التركيز على إرساء مبادئ العدالة الاجتماعية والحرية الفكرية والدينية واحترام حق الإنسان بغض النظر عن عرقه أو فكره أو عقيدته سيفوت الفرصة على أصحاب المصالح في البحث عن ولاءات لأن كل مواطن وجد حقه الإنساني في وطنه الأم ولا يتنازل عن الولاء الفطري مقابل ولاء عارض إلا خائن وهم قلة لا اثر لهم في الغالب..وفي المقابل فإن الصراع بين الكيانات الفكرية في الوطن الواحد وتبادل التهم دون إثبات ذلك قضاء والإنصاف فيه للمظلوم منهما يولد الأحقاد مما يدفع الطرف الأخر إلى البحث عن حليف فكري أو مذهبي يستند إليه للدفاع عن حقه مما يوفر بيئة خصبة لتلك الدول ذات المصالح أن تبذر فيها ما تشاء من بذورها السامة ويصبح الإخوة في الوطن الواحد ضحية لها.

* المعارضون لنظام علي عبد الله صالح يعتقدون أن القاعدة في اليمن هي منتج محلي يستخدمها النظام عند الحاجة هل أنتم مع هذه الرؤية وهل تعتقدون أنه قادر على تحريكها بعد خروجه من السلطة؟
أرى أن القاعدة منتج عالمي تديره أياد محلية في الأنظمة الحاكمة لتحقيق مصالح لمراكز القوى العالمية والمحلية على حساب الشعوب المغلوبة لتضمن سيطرتها على مراكز القرار والسلطة، واستخدام فزاعة القاعدة نوع من إدارة الشعوب بالأزمات على نطاق عالمي، ولذلك سنلاحظ ازدياد نشاط القاعدة في المناطق التي تسقط فيها اليد المديرة لنشاط هذا التنظيم في محاولة لإفشال أي قيادة جديدة تتشكل على يد الشعوب وهذا هو السر وراء محاولات النظام العالمي في الإبقاء على بعض رموز الأنظمة السابقة - على وجه الخصوص - في القيادات العسكرية وذلك للعلاقة المباشرة بين هذه القيادات التي تدربت طويلا من قبل النظام العالمي وبين إدارة هذا التنظيم، كما أن القوى الكبرى تدرك صعوبة إقناع القيادات الجديدة التي يختارها الشعب في استلام قيادة هذا التنظيم وتحتاج لتحقيق ذلك إلى وقت طويل، فالثورات العربية أربكت النظام العالمي وفاجأته قبل أن يرتب أوراقه في هذا الجانب، وارى على مستوى الواقع الثوري اليمني أن استمرار وصمود الثوار حتى إسقاط القيادات العسكرية من أبناء وأقرباء صالح سيقضي على هذا التنظيم بسقوط آخرهم وبقاؤهم يعني قدرتهم على تحريك هذا التنظيم مرة أخري، وقد رأينا في الأيام القليلة الماضية مع سقوط النظام اليمني الاهتمام المباشر من قبل النظام العالمي بقضية الصومال وهذا يشير إلى أن هناك علاقة بين إدارة تنظيم القاعدة في اليمن والصومال.
* - التركيز على إرساء مبادئ العدالة الاجتماعية والحرية الفكرية والدينية واحترام حق الإنسان بغض النظر عن عرقه أو فكره أو عقيدته سيفوت الفرصة على أصحاب المصالح في البحث عن ولاءات
* أنتم من أكثر الدعاة خطابة في ساحات الحرية والتغيير على مستوى الجمهورية ماذا أضافت لكم الساحات من رصيد وما هي المخاطر التي واجهتكم أثناء تنقلكم بين المحافظات؟
"وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن؟ قال بلى ولكن ليطمئن قلبي.." هذا ما أضافته الساحات لي من الرصيد انه اليقين بوعد الله وتحقق سنته في مداولة الأيام..كنت أدعو الله دائماً أن لا يتوفاني حتى أرى عياناً ما كنت أؤمن به وهو كيف ينزع الله الملك ويؤتيه، طيلة خمسة عشر عاماً في الخطابة والدعوة وأنا أحرض الناس على الثورة ضد الظالم وكانت تملأ الأشواق قلبي أن أرى يوماً صورة حقيقية لمعنى العدل وإنصاف المظلوم والانتصار من الظالم والتي كنت لا أشاهدها إلا في الأفلام فتدمع عيني من مظهر العدل، كنا نتطلع ونتوقع على يأس حدوث تغيير بسيط لكن جاءت الأحداث فوق التطلعات والتوقعات فمن كان يصدق أن تهوي أصنام الطغاة تحت أقدام الشعوب بين عشية وضحاها بل بين غمضة عين وانتباهتها وصدق الله " ومكروا مكراً ومكرنا مكراً وهم لا يشعرون، فانظر كيف كان عاقبة مكرهم إنا دمرناهم وقومهم أجمعين، فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون."
وبالنسبة للمخاطر فقد واجهها الجميع: المرابطون في الساحات والمتنقلون بينها وقد تم اعتقالنا ليومين في معسكر كان يدعى صبرا وشاتلا بعد توقيفنا في نقطة قحازة بسبب منشور كتبته وطبعته ووزعته في الساحات بعنوان" دعوها فإنها مأمورة" أي ثورة الشباب، كما تعرضت لإطلاق الرصاص على سيارتي في تعز في منطقة المرور وفيها أولادي ونجوت معهم من موت محقق بقدرة مالك الملك ولا تزال طلقات الرصاص على السيارة حتى اللحظة جوار خزان الوقود وعلى الجانب الأيسر من السيارة، حيث فجرت إحدى الرصاصات الإطار الأمامي " قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا..".
* - المثقفون هم تيار ديني آخر فمعظم الدعاة الإسلاميين يمثلون التيار الديني التقليدي والمثقفون يمثلون التيار الديني التجديدي
* كيف تنظرون لمستقبل دول الربيع العربي وهل سنشهد ربيعاً آخر في العام 2012م؟
ثورات الربيع العربي أحداث كونية كبرى لا ينكر ذلك عاقل ولذلك سيكون مستقبل الربيع العربي على قدر هذه الأحداث العظيمة ومن الظلم أن لا يكون المستقبل مشرقاً للشعوب الثائرة على قدر تضحياتها قال الله جل جلاله " وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين " الله الذي قضى بأن سقوط الشهداء ملازم لسنة التداول قد قضي الأمر عنده بتحقق النتائج ولن يرضى أن تسرق هذه الثورات من قبل أي قوى عالمية مهما حاولت " إن ربك لبالمرصاد".
وسنشهد ربيعاً آخر في كل بلد إذا تحققت في شعبه سنة التغيير " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" والقوم هنا يعني كل فئات الشعب يصبح هدفهم واحد على اختلاف الملل والأعراق والانتماءات وليس طائفة واحدة دون الأخرى،ثم يستعد الجميع لتقديم الشهداء، وكل شعب يريد الحياة طبقاً لهذه السنة سيستجيب له القدر حتماً كما وعد الله..والشعب الذي سيتهيب صعود الجبال سوف يعيش ابد الدهر بين الحفر.
* يتساءل جمهوركم في ساحة الحرية بتعز أين ذهب الأستاذ توهيب الدبعي؟
أنا في الساحات البعيدة عن الأضواء والتي لو سلط الإعلام عليها عدسته لوجدني هناك وكنت سألتني سابقاً أنني من أكثر الخطباء تنقلاً بين الساحات وقد قضيت فترة شهرين متتابعين مرورا على ثمان ساحات في محافظة تعز فقط وثلاث ساحات في عدن لمرتين واحدهما ثلاث زيارات وفي الحديدة وإب والجمعة قبل الماضية في كرش ثم ماوية في مهرجان تدشين الاستفتاء لهادي لكن بسبب تكاليف الانتقال والسفر الباهظة بعد ارتفاع سعر البنزين اضطررت إلى شغل الأوقات الأخرى بعمل يغطي تلك النفقات ومصاريف الأسرة، والجمهور في ساحة الحرية لو دعاني لوجدني عنده في أي مهمة تخدم الثورة.
* هل سيكون لكم مستقبل سياسي في المرحلة القادمة وهل ستكررون تجربة 2003في الترشح للانتخابات البرلمانية؟
على رأس أولوياتي في الوقت الحالي العودة لإتمام الدراسات العليا التي توقفت عنها من أول الأحداث سنة كاملة إلى هذه اللحظة، وأما المستقبل السياسي أفضل أن يكون بتوعية المجتمع سياسياً عبر عدة منابر حرة غير مقيدة كالصحافة والخطابة والدعوة والمهرجانات وأما البرلمان سيشكل علي عبئاً ثقيلاً ومسئولية كبرى قد اقصر فيها نظراً لانشغالي الكثير في أعمالي الخاصة ومع الجمهور...إلا أن يشاء ربي شيئا وسع ربي كل شيء علما.

* من الذي خدم الآخر، الإصلاح خدم توهيب أم توهيب خدم الإصلاح؟
لم يأت اليوم الذي أرد فيه الجميل للإصلاح فالجماعة تخدم الفرد وليس العكس وأنا مع الجماعة نخدم آخرين وهكذا، ومن أقبح الأخلاق نكران الجميل.
* اعتناء الخطيب بأناقته ومظهره هل له تأثير على الشخص المتلقي؟
إن الله جميل يحب الجمال.. ولا شك في اثر الأناقة والمظهر على المتلقي..إنما يبقى الطابع العام أن الملابس التقليدية للخطيب كالجبة والعمامة أثرها اكبر على المتلقي ويرى غالبية الناس أن العمامة من خزائن العلم طبعاً الأثر نفسي وليس حسي..وأتمنى أن تتغير هذه النظرة من التأثر والانقياد إلى طول وشكل العمامة إلى التأثر والانقياد للحجة والدليل.. والأناقة قد تكون في الزي التقليدي كذلك إذا تجنب صاحبها التكلف.
* - مهمتنا جميعاً التركيز على أن ننادي إلى دولة تحكم بالعدل ولا تصادر الحريات وتديرها الأمة لا الفرد تحترم حق الإنسان ولا تصادر هويته الدينية
* في الكثير من خطبكم تقتبسون من أشعار عبد الله عبد الوهاب نعمان ماذا يعني هذا؟
كما ذكرت لك أنني في خطبي وبنسبة 90% أتكلم في فلسفة الثورة والسياسة من منظور الدين وكلما أحاول البحث جاهداً عن شعر يناسب المقام ويربط بين الدين والثورة والسياسة في دواوين الشعراء على امتداد ألف عام لا أجد من الشعر ما يروي الظمأ الثوري لدي إلا في شعر عبد الله عبد الوهاب نعمان..كما لا أجد ولا يجد أي يمني ما يروي ظمأه العاطفي إلا في شعره وبين الاثنين تلازم وعلى قدر الظمأ العاطفي يكون الظمأ الثوري.

* أستاذ/ توهيب قرأت لكم بعض قصائد الغزل متى تكتبون ولمن؟
قد تكون لي قصتي الخاصة في قصيدتي فأنا جزء من أرضي ومجتمعي لكنني أكتب حينما أكتب للحب كله وخصوصيات الشاعر عندما تصطدم بالورق تتعدى ذاتها وتصبح فضيحة يقرؤها العالم..هكذا يقولون..
* كلمة تقولونها في ختام هذا اللقاء؟
أقول لا أريد أن يفهم الشعب والشباب والمعارضة أن الحوار الوطني لمداواة الجراح في شمال الوطن وجنوبه هي مهمة الرئيس الانتقالي هادي فحسب بل هي مهمة الجميع بما فيهم شباب الثورة وفي ظرف حساس مثل هذا يجب تجنب الإصغاء للتقارير التي تنكأ الجراح في حق طرف من الأطراف، " فالإنصاف قبل الاتهام طريق إلى الوئام، والاتهام قبل الإنصاف طريق إلى الشقاق والخلاف"، وان لم نفعل سيصبح حال لجنة الحوار أشبه بمن يطحن في الهواء ويحرث في الماء ولن نكون صادقين في دعوانا بأننا نقدم مصلحة الوطن على مصالحنا الشخصية، كلمتي لأبناء وطني : ليكن شعار الجميع "حبيبنا الوطن..عدونا الفساد".. "وأحفظوا للعز فيكم ضوءه واجعلوا وحدتكم عرشاً له واحذروا أن تشهد الأيام في صفكم تحت السموات انقساماً".
* - من الظلم أن لا يكون المستقبل مشرقاً للشعوب الثائرة على قدر تضحياتها


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.