أفاد الباحث السوداني/ الطيب بشير أن اليمن منذ بدأ التاريخ اسم له دلالته وشعب له إسهاماته، لم تصنعه الأحداث، رقعة جغرافية واحدة وليس صنيعة سياسية، لم ينشأ أو يزول بقرار سياسي ولا يقبل القسمة إلا على نفسه.. وأكد الباحث السوداني أن اليمن مثَّل نموذجاً فيما يعرف بالربيع العربي وصناعة التحول والتغيير. جاء ذلك في أمسية فكرية نظمها المركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل (منارات) الثلاثاء بصنعاء حول اليمن "المسار السياسي واتجاهاته ".. أشار فيها إلى خصوصية اليمن من الأحداث الأخيرة التي شهدها الوطن العربي. وأشار الطيب بشير عضو مجلس أمناء منارات إلى أن الأمور في الشأن العربي واليمن على وجه الخصوص ليست بحاجة إلى كثير عناء لمعالجتها لأن المشكلة أصلاً لا تكمن في ندرة الحلول بقدر ما تكمن في العجز عن الالتزام بما تفضي إليه الحلول، مستغرباً ممن يعمل في اليمن باتجاه تأسيس مراكز نفوذ مختلفة باختلاف المصالح. وخاطب من أطلق عليهم "أصحاب النفوذ القبلي بأنه ليس من حقهم خلط الأوراق فازدواجية الولاء خيانة للانتماء، مشيراً إلى أن الأعراف لا تقبل خلط الأوراق والخيانة للانتماء وطالبهم الاحتكام للأعراف إن لم يحتكموا للقوانين. وأضاف الباحث بشير " وللتأكيد على ذلك أقول إن الأحداث الجارية من تونس إلى سوريا كلها بحث عن الديمقراطية والتعددية السياسية، بينما قضية الديمقراطية في اليمن محسومة ". وأكد مقدرة اليمنيين على معالجة مختلف القضايا مهما كانت تعقيداتها في ظل ثوابت " الوحدة الوطنية، الديمقراطية والتعددية السياسية، اعتماد الحوار منهجاً ووسيلة " شريطة الالتزام بما تفضي إليه الحلول مع تحري المصداقية والأمانة في الطرح. ودعا الباحث في ختام استعراضه لورقته الجميع إلى تحكيم الضمير و محاسبة النفس وتوحيد الصف وتغليب المصلحة الوطنية على أي مصالح ضيقة في سبيل بناء الدولة المدنية الحديثة. وكان الباحث قد تطرق إلى المسار السياسي وصراعاته خلال العقدين الماضيين التي أعتبرها تداعيات للحدث الأبرز والأكبر في التاريخ العربي والإسلامي الحديث والمعاصر "قيام الجمهورية اليمنية".