قال خطيب ساحة الحرية بدمت "محمد علي عبده الحداد" إن الاستبداد له انعكاساته على قيم وأخلاق الشعوب وحقوقها ، كما له أساس من الانحراف العقدي ، مشيراً إلى أن الاستبداد يعد تمرداً على حقيقة تفرد المولى عز وجل في حق العبودية له وحده لا شريك له . وأضاف رئيس دائرة التوجيه والإرشاد بإصلاح الضالع ، أن الحاكم المستبد يرى نفسه إلماً وأن الشعب ليس سوى عبيد عليهم طاعته وتنفيذ أوامره ، مؤكداً أن صالح تعامل مع الشعب اليمني على هذا النحو، فإما أن يقبلوا به وبعائلته إلى الأبد أو أن يذبحهم وينكل بهم كما يشاء . ولفت الحداد إلى أن الاستبداد عمد إلى إفساد عقيدة الأمة وتهيأت الظروف الملائمة لذلك، حيث أوجد الحكام المستبدون طوابير طويلة من ( المطبلين والمداحين ) وحملة المباخر من مختلف الفئات وحملة الشهادات العلمية والأكاديمية بما في ذلك - وللأسف - العلماء الذين جعلوا من أنفسهم عبيداً للطغاة والمستبدين ، موضحاً انه ما من مستبد وطاغية إلا وهيأ الظروف لذلك وهو ما قام به صالح لدرجة أن كتب في إحدى اللوحات الإعلانية على مدخل كبرى المدن اليمنية العبارة التالية "قبلك عدم وبعدك ندم". وأشار خطيب ساحة الحرية بدمت إلى أن الشعب حينما يبدأ في التفكير والمطالبة بحقوقه وممارسة حرياته فإن الحاكم يعتبر ذلك خروجاً عن بيت الطاعة وخيانة ولذلك فقد وجه صالح أقذع التهم المختلفة ضد شباب الثورة الشعبية السلمية فوصفهم بالبلطجة والعملاء والخونة وغيرها ، وقبلها في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 2006م وحينما شعر بجدية المنافسة خرج ليقول قولته الشهيرة "التتار قادمون جاءوا ينهبوا البنوك والثروات".. وتابع الحداد : لماذا هذا ؟! لأن الشعور لديه بأنه لا يستحق أحد أن يحكم سواه ، فهو وعائلته وأقاربهم ،هم من يستحقون البقاء في الحكم للأبد ، ومن رحم هذا الشعور ولدت فكرة التمديد والتوريث للأبناء ومن رحم هذا الشعور قال قائلهم "يجب أن نقلع العداد" وهكذا يصنع الاستبداد والمستبدون . ومن الناحية الأخلاقية قال الحداد إن الاستبداد في نفس المستبد قائم على رفضه للقيم الكريمة والرفيعة ولذلك لا كرامة للإنسان عند المستبدين، فأقاموا له المسالخ وبنوا الجيوش والحرس ليحرسوا أنفسهم وأنشأوا الأجهزة القمعية ليقمعوا حرية الناس، وصادروا حقوقهم فنهبوا الغاز والبترول وغيرها من ثروات البلاد وخيراتها التي كانت حكراً عليهم فقط . واتهم الحداد المخلوع علي صالح بإفساد حياة اليمنيين وقيمهم النبيلة وتخريب كل شيء، حيث دمر الاقتصاد وصادر الحريات ومرت 33 عاماً من حياة الشعب اليمني وكأنه خارج التاريخ رغم أنه شعب الحضارة والكرامة والقيم الأصيلة.. وأضاف : لقد قتل الإبداعات ودمر القدرات ، ففي عهده أؤتمن الخائن وخون الأمين وقرب اللصوص ومكنوا من رقاب الناس وحورب أهل النزاهة والكفاءة والقدرة، لأن هؤلاء بقوله لا مكانة لهم عند المستبدين . وقال إن صالح ختم حياته بمجازر كمجزرة جمعة الكرامة، أحرق الناس وهم في الخيام في ساحة الحرية بتعز وقتل الناس في أرحب، دمر الآبار والمزارع فعل الأفاعيل، فماذا ينبغي له وما الذي يستحقه ؛ سوى القصاص جزاء ما اقترفه من جرائم بشعة بحق هذا الشعب المسالم ؟. وكانت محافظة الضالع قد شهدت في جمعة "القصاص مطلبنا" مسيرة جماهيرية حاشدة في مدينة دمت، طالبت بالقصاص من القتلة ومحاكمة علي صالح وكافة المتورطين في إزهاق أرواح الشهداء. وجابت المسيرة التي انطلقت من ساحة الحرية الشارع العام بالمدينة وهي تردد هتافات وشعارات طالبت برفع الحصانة عن صالح ومحاكمته هو وأبنائه،.ومن الهتافات : "القصاص مطلبنا للسفاحين الجبناء" ، "القصاص مطلبنا لعلي صالح والأبناء" ، "من ذي أطلق الرصاص ..حتماً سيأتي القصاص".