خرج ملايين اليمنيين في 18 محافظة في جمعة "المحاكمة مطلبنا" داعين لمحاكمة الرئيس المخلوع صالح وأفراد أسرته وأركان نظامه المتهمين بقتل المتظاهرين السلميين. وردد المتظاهرون في العاصمة صنعاء, ومدن أخرى شعارات تطالب بمحاكمة صالح ورموز نظامه، منتقدين اتفاق انتقال السلطة الذي جرى بوساطة خليجية الشهر الماضي ومنح صالح حصانة تعفيه من مثوله أمام القضاء مقابل تخليه عن الرئاسة. وتجمّع أكثر من مليون شخص في شارع الستين بالعاصمة صنعاء مطالبين بدولة مدنية وبإقامة الحق في البلاد. وقال خطيب الجمعة المهندس عبد الله صعتر ,إن اليمن تعيش اليوم على أعتاب مرحلة جديدة بدأت معالمها من إزاحة صالح من كرسي الحكم,وسيسود في الدولة المنشودة الحق والعدل والمساواة. وحذر صعتر وهو برلماني سابق ,الثوار من فتح أذانهم لسماع ما يروجه من وصفهم ب " المخذلين ",والذين ينشرون الشائعات بان الثورة سرقت ,قائلا : " كأن الثوار مجموعة أطفال جاء أحدهم بعصا على رؤوسهم وسرق ثورتهم ". وأكد في رسائل تطمين لان الثورة لها رجال ونساء ولن يتحكم احد فيهم ، مشيرا إلى أن الشعب الذي أزاح الظالمين السابقين هو من أسقط الطاغية رغم عناده. وحث الخطيب الثوار على تقبل أراء بعضهم البعض وعدم فرض الوصاية على احد من أي طرف ,منوها إلى أننا نعيش في أجواء الحرية التي ضحينا من اجلها بدمائنا وهو ما يتعين علينا استيعاب جميع الآراء والأفكار. وأشاد صعتر بصمود الثوار وتضامنهم خلال الفترة الماضية,داعيا إلى الاستمرار في هذا النهج لان اليمن الجديد ليس فيه من يكمم الأفواه حسب تعبيره. وكان الثوار رفعوا لافتة كبيره فوق شارع الستين تحمل جميع صور شهداء الثورة الذين سقطوا برصاص قوات صالح ,متعهدين لهم بالوفاء والسير على خطاهم والقصاص من قاتليهم. وفي محافظة إب,جدد قرابة مليون ثائر تأكيدهم على رفض منح صالح حصانة ومعاونيه مهما كانت التسويات السياسية. وتعهد الثوار الذين تجمعوا في ثلاث ساحات وسط المدينة ومدينة يريم والقاعدة، تعهدوا بملاحقة كل المسؤولين المتهمين بقتل المتظاهرين . واستمع الثوار بإنصات إلى خطيب الجمعة ,وهو يحثهم على الترابط والتماسك والاستمرار في الاعتصامات حتى تحقيق كامل أهدافهم. ونبه النقابي المعروف عبد السلام الخديري إلى محاولات من سماهم " المغرضين ", الذين يريدون تشويه الثورة المباركة,وزعمهم بأنها قد سرقت كذبا. وبعث الخديري برسالة عبر حديثه إلى المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر وأمين عام مجلس التعاون الخليجي,دعاهم فيها إلى الاقتداء بالأخضر الإبراهيمي وهو مبعوث أممي سابق لليمن انحاز إلى الشعب. كما دعا رئيس الجمهورية بالإنابة الفريق عبده ربه منصور هادي إلي اتخاذ القرارات الجادة ,ومطالبا شباب الثورة بعدم مغادرة الساحات حتي يغادر آخر مستبد من هذا الوطن ويحاكم حسب قوله. وشهدت محافظة تعز في جمعة " المحاكمة مطلبنا ",خروج مسيرات حاشدة وسط ترديد شعارات تؤكد على محاكمة صالح ورموز نظامه. وقد جاء خروج سكان تعز ذات الكثافة السكانية الكبيرة إلى الشوارع اليوم على عكس توقعات بقايا النظام، الذين كانوا يعتقدون أن توقيع المبادرة الخليجية سيؤدي إلى اختفاء المظاهر الثورية. وتجمع ثوار تعز في 14 ساحة في أنحاء متفرقة من مديريات المحافظة. وفي محافظة الضالع قال مراسل الصحوة نت الزميل نصر المسعدي ,إن مسيرتين خرجتا الأولى في جبن صباحا وأخرى راجلة قطعت 30 كم من مريس إلى مدينة دمت . وأشار إلى خروج مسيرة ضخمة من ساحة الحرية بدمت عقب صلاة الجمعة جابت الشارع العام وهي تردد الهتافات والشعارات المؤكدة على ضرورة محاكمة القتلة والمجرمين الذين تسببوا في سفك المتظاهرين والمعتصمين السلميين ورفض أي حصانة أو ضمانة يمكن أن تمنح لهم . ونقل المراسل أن المتظاهرون هتفوا : "لا حصانة لا ضمانة ..يتحاكم صالح وأعوانه" وفي سياق متصل,أفاد مراسلنا في ذمار الزميل عبد الله المنيفي, أن المدينة شهدت تدفق حشود بشرية كبيرة، شاركت في مسيرات، إحياءً لجمعة "المحاكمة مطلبنا" مؤكدة على أن الثورة مستمرة، حتى محاكمة علي صالح ورموز حكمه. وأكدت المسيرات على صمود الثوار، في ساحات الحرية وميادين التغيير، حتى تحرير اليمن، من الحكم العائلي، وتقديم قتلة المتظاهرين، وعلى رأسهم صالح وأبناءه، إلى المحاكم، لينالوا جزاؤهم العادل، وهتف المتظاهرون "قول للأيادي الآثمة.. لا بد من محاكمة.. علي برأس القائمة". وطالبت المسيرات المجتمع الدولي تجميد أرصدة صالح وعائلته، التي نهبوها من أموال الشعب اليمني وثرواته، كما طالبوا المنظمات الحقوقية في العالم، تحمل مسئولياتها، في العمل على تقديم قتلة الشباب السلمي، ومنتهكي الحقوق، إلى المحاكم الدولية، كما ناشدوا بإحالة صالح وأعوانه إلى محكمة الجنايات الدولية. وعقب صلاة الجمعة رددت الحشود "شعارنا في جمعتنا.. المحاكمة مطلبنا" و "جمعتنا مطلبنا فيها.. العصابة ما نعفيها" مؤكدين على الصمود تحت كل الظروف، ورغم برد الشتاء والصقيع، ورددوا "صامدون برغم البرد.. سنحاكمهم فرداً فرد". وحيا خطيب جمعة "المحاكمة مطلبنا" في ذمار، الدكتور علي مسعد الهويدي شباب الثورة المرابطون في ساحات الحرية والتغيير، رغم دخول الشتاء، بالبرد والصقيع، مشيراً إلى أن حب الثوار لوطنهم هو ما جعلهم صامدون تحت كل الظروف. وقال إن كل الشرائع والقوانين والأعراف، تنص على أن لا حصانة للقتلة والمجرمين، وأن قتلة شباب اليمن السلميين، يجب أن يحاكموا، وأن يلاحقوا أمام المحاكم المحلية والدولية، مشيراً إلى أن هذه مطالب ملايين اليمنيين، على طول البلاد وعرضها. وحث خطيب ساحة التغيير بذمار الثوار، على الاستمرار حتى حسم الداء، وقلع شأفة الفساد بطريقتكم السلمية، كما حثهم على وحدة الصف الثوري، ونبذ أسباب الشتات والفرقة. وفي محافظة لحججنوب البلاد,هتفت جموع المصلين في ساحة الحرية بكرش بمحافظة لحج بعد أداء صلاة جمعة " المحاكمة مطلبنا " بضرورة محاكمة صالح وكل معاونيه مرددين " مطلبنا مطلب عاجل لازم يحاكم القاتل ". وقال مراسلنا هناك الزميل غالب السميعي,إن جميع الشعارات التي رفعها الثوار, أكدت على ضرورة إحالة صالح وأولاده وكل معاونيه للمحاكمة لما اقترفوه من جرائم بحق الوطن وأبنائه وسفكهم لدماء الشهداء ونهبهم لثروات الشعب وكان خطيب الجمعة في ساحة الحرية بكرش الشيخ عصام الأهدل قد قال في خطبته :إن المعركة اليوم هي معركة بين الحق والباطل ، وبين ظالم ومظلوم ، وبين مسالم ومحارب ،وبين مطالب بحقوقه الشرعية وبين مغتصب لها". وأضاف الأهدل : إن دماء الشهداء يجب الانتصار لها من خلال محاكمة القتلة التي ستكون بداية للملمة الجراح و البلسم الشافي لجراحات اليمن ، مؤكدا أن الانتصار للمظلومين هو حق رباني ولا يمكن الفرار منه ولا يملك أحد الحق في إعطاء الحصانة للقتلة مهما كانوا . ودعا عصام الأهدل لأن تستمر الثورة الشبابية الشعبية حتى تحقق كامل أهدافها وحذر ممن أسماهم بالمنافقين الذين يشيعون الفتن لخلخلة صفوف الثوار وصرفهم عن هدفهم في إسقاط بقية النظام من خلا ل الدس وإثارة الفتن كي يتحول الشباب بثورتهم إلى معادات القوى السياسية الفاعلة في الساحة . إلى ذلك,احتشد الآلاف من أبناء مأرب بساحة الحرية لأداء الجمعة التي أطلق عليها جمعة "المحاكمة مطلبنا" واستمع المصلون الذين توافدوا من ذ الصباح الباكر إلى الساحة استمعوا إلى خطبة الجمعة . وأشار مراسلنا الزميل وليد الراجحي إلى أن خطيب الجمعة علي صوفان, تحدث عن قيمة العدل والمساواة بين الناس وان هذا مطلب الناس جميعا. وأكد الخطيب أن الضمانة التي قدمت لصالح لا تمت إلى الديانات السماوية والقوانين الأرضية بصلة ,وان القصاص شرع سماوي وارضي. وعقب الصلاة ردد الثوار العديد من الشعارات التي ترفض الضمانات والمطالبة بمحاكمة القتلة الذين شاركوا في قتل المعتصمين السلميين . وطالبوا خلال هتافاتهم حكومة الوفاق برفع الحصانة وعدم التورط في إبرام مثل تلك الاتفاقات ,كما طالبوا بمحاكمة كلاً من العميد ناجي بن علي الزايدي محافظ المحافظة وحسين ذغمس لقتلهم المتظاهرين أمام المحافظة . وشهدت محافظات أخرى خروج مسيرات مماثلة في جمعة " المحاكمة مطلبنا ",وسط تعهد المشاركين بالوفاء للشهداء ومحاكمة قاتليهم. وتعهد مئات الآلاف في عروس البحر الأحمر بالحديدة ,بالصمود وفاء للشهداء في الساحات حتى يحاكم صالح واحمد ويحيى وعمار وطارق وجميع من شاركوا في القتل. ورفع الآلاف في محافظة شبوة شعار "مطلب عاجل يتحاكم كل قاتل",مؤكدين في مسيرات جابت شوارع مدينة عتق عاصمة المحافظة بمحاكمة صالح وأولاده. وخرجت صباح اليوم بمحافظة صعده حشود جماهيرية عريضة للتعبير عن التمسك بالثورة الشعبية ومطالبها. وأكد المشاركون على وقوفهم ضد أي التفاف يحول دون تحقيق أهداف الثورة وأن الموقف هو موقف شعبي من صعدة إلى المهرة . كما أكد المشاركون على الاستمرار في الساحات والحضور للمظاهرات كونه خيار لن يتم التخلى عنه ولن يتم التهاون فيه. وفي عدن وحضرموت والمهرة وشبوة هتف الآلاف للشهداء وأكدوا صمودهم حتى تحقيق كامل أهدافهم. ثوار الجوف بدورهم تعهدوا للشهداء بعدم إفلات القتلة من العقاب. وتظاهر الآلاف في حجة رافضين منح صالح أي حصانة ومتعهدين بمحاكمته.كما احتشد عشرات الآلاف في ساحتي البيضاء ورداع مؤكدين على المحاكمة والقصاص.
