شهدت مدينة تعز صباح أمس مسيرة حاشدة سميت "بيوم الغضب" ندد من خلالها المتظاهرون بالاعتداءات التي طالت المعتصمين أمام المحافظة والمطالبين بإقالة المحافظ الصوفي الأحد الماضي. وردد المتظاهرون العديد من الهتافات المطالبة بإسقاط رموز الفساد من مدينة تعز وعلى رأسهم المحافظ حمود خالد الصوفي. من جانبها أوضحت الأستاذة جميلة علي رجاء الوزير المفوض بوزارة الخارجية في حوار ل “الجمهورية” أن لقاء برلين الذي جمع مختلف الأطراف السياسية كان لقاءً استكشافياً لمناقشة إمكانية إجراء الحوار السياسي الذي أكدته المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وأشارت إلى أن لقاء برلين تطرق إلى أهمية تغيير المحافظين وأبرزهم محافظ تعز. وأضافت: يفترض في هذه المرحلة الآن أن يدعو فخامة رئيس الجمهورية إلى الحوار وإلى تشكيل لجنة تحضيرية ويستحسن كما رأت الأطراف في برلين أن تكون لجنة مستقلة عن الحكومة حتى لا تحمل الحكومة فوق طاقتها وحتى تكون قناة إضافية لتيسير الاختناقات في الحوار وغيره، كما يفترض أن يكون هناك مسح لكل الاتصالات التي تمت مع الأطراف السياسية. وفي سياق منفصل أدان بيان صادر عن المجلس الثوري بمحافظة تعز القمع الذي تعرض له شباب الثورة يوم الأحد 25 مارس وإطلاق الرصاص عليهم. وقال البيان : إن ذلك يعيد إلى الذاكرة الممارسات القمعية الدموية لهذه الأجهزة التي قتلت وجرحت شباب الثورة والمواطنين واستهدفت المسيرات والإعتصامات. وحذر البيان الذي تلاه رئيس المجلس والناشط في ساحة الحرية غازي السامعي حذر الأجهزة الأمنية والسلطة المحلية من العودة إلى مسلسل القمع والإجرام، مؤكداً تأييد المجلس الثوري للمطالب المنادية بسرعة إقالة حمود خالد الصوفي من منصبه واختيار بديلاً عنه ذو كفاءة واقتدار شريطة أن لا يكون متورطاً في سفك دماء أبناء محافظة تعز أو أي محافظة أخرى. كما طالب البيان إخراج المعسكرات من المدينة بصورة عاجلة وتفعيل قانون تنظيم حمل وحيازة الأسلحة النارية مع الاعتراف بمشروعية المسيرات والإعتصامات كحق أساسي من حقوق الإنسان وسرعة هيكلة الجيش وإحالة القيادات الأمنية والعسكرية المتورطة بأعمال عنف وجرائم ضد شباب الثورة والمواطنين إلى القضاء، كما أدان البيان ما تعرضت له ساحة الحرية بتريم حضرموت من إحراق واعتبر ذلك من الجرائم الممارسة ضد الثورة. إلى ذلك شهدت منطقة الدائري الجنوبي بمدينة تعز مساء أمس تبادل إطلاق نار بين مواطنين ومسلحين استقدمهم أولاد مدير عام مديرية التعزية. وتعود أسباب الاشتباكات المسلحة عندما أقدم مواطنون في الدائري على قطع الطريق احتجاجاً على قطع مشروع المياه منذ عدة أشهر على المنطقة. وأكد شهود عيان أن أولاد مدير التعزية صادف مرورهم والطريق مقطوع وحين أصروا بالمرور قام المواطنون بالاعتداء على سيارتهم وتكسيرها، مما أغضب المعتدى عليهم الذين باشروا باستقدام مسلحين وبالتالي حدثت الاشتباكات وتبادل إطلاق النار. إلى ذلك نظم آلاف الطلاب والطالبات صباح أمس مسيرة حاشدة أعقبها تنفيذ وقفة احتجاجية أمام مكتب التربية والتعليم طالب من خلالها المتظاهرون بإقالة مدير مكتب التربية بتهم تتعلق بفساد العملية التعليمية بالمحافظة وعدم تنفيذ توجيهات وزير التربية والتعلم بإقالة عداد من مدراء المدارس. وفي سياق مشابه نفذ عدد من صف وأفراد إدارة أمن تعز الحاصلين على المؤهلات الجامعية نفذوا وقفة احتجاجية أمام إدارة الأمن للمطالبة بحقوقهم المسلوبة من قبل الحكومة السابقة. وأكد المحتجون على حكومة الوفاق الوطني تمسكهم بحقوقهم القانونية والمتمثلة بإطلاق ترقياتهم من سنة التخرج إلى الرتبة المستحقة له وضمه على نفس الدفعة المتخرجة بنفس العام من كلية الشرطة (بالأثر الرجعي) وكذا صرف مستحقاتهم المالية من سنة التخرج وحتى العام 2012م ( بالأثر الرجعي) والاستجابة الفورية لتلك المطالب وإصدار القرارات اللازمة بذلك وبصورة مستعجلة حتى لا يقعوا بما وقع فيه من قبلهم من الحكومات السابقة التي أغرقت البلاد والعباد بمحنة الفساد والوعود الكاذبة على حد تعبير البيان.