قد يعتقد البعض أن الحياة الزوجية السعيدة هي التي تسير في اتجاه الرياح دون أن تعترضها أي عواصف ..في حين أن الدراسات المتطورة والحديثة قد أكدت أن الخلافات الزوجية لازمة لإبعاد شبح الملل والجمود فما دام هناك حب يجمع بين الزوجين فلا مانع من وجود اختلاف في الرأي لكن بشرط إلا تتمادى هذه الخلافات لتصطدم بالعناد وتصلب الرأي مما يؤدى إلى فقد سفينة الزواج اتزانها ومن ثم تهوى إلى قاع المحيط . وفى دراسة قام بها عالم النفس الأمريكي الشهير نورمان فنست بيل توصل إلى أسلوب جديد يعالج مشكلة الخلافات الزوجية المستمرة . وتتطلب تلك الطريقة المبتكرة تخصيص 30 دقيقة يوميا ولمدة أسبوع تجلسين فيها مع زوجك للتفكير على أربع مراحل : في الدقائق الخمس الأولى ابدئي في التفكير مع زوجك فيما عساه أن يكون مستقبلكما ومستقبل أطفالكما في حالة الانفصال من شقاء وعناء ومتاعب أنتما في غنى عنها .. فيفقد كل من الزوجين بيته وراحته – والفته وتقاربه كما يفقد أطفاله عادة وربما يفقد احترامهم وحبهم بالإضافة إلى الأزمات المالية التي يتحملها الزوجان نتيجة للطلاق ونفقاته الباهظة كما يمكن أن تصيب النفقة دخل الزوج بالعجز سنوات طويلة وسوف يخسر ولا شك أصدقاءه ويتعرض الطرفان للنقد والسخرية وتحظى الزوجة عدة بالعاطف وشفقة الناس وعادة ما تعانى الزوجة من الناحية العاطفية أكثر من الرجل فهي أكثر حساسية بالفشل منه خاصة وان مشاكل الرجل قد تساعده على النسيان في الدقائق الخمسة التالية يسأل الزوجان نفسهما عدة أسئلة مثل : هل بالغت في تضخيم عيوب الطرف الآخر هل كنت قاسيا في مطالب – هل حملت الطرف الآخر المسئولية دون تحميل نفسك أي مسئولية أما الدقائق الخمس التالية : فتخصص للتأمل في مشكلة الأطفال وتربيتهم وكيف ستتحطم صورة الوالدين التالية في وجدانهم وبالتالي يفقد الوالدان احترامهم ومحبتهم وكيف ستشوه حالة الأطفال نتيجة عدم رعايتهم والاهتمام بمطالبهم وافتقادهم الحب والحنان . بالنسبة للدقائق الخمسة الأخيرة تختلف عن الدقائق الخمس عشرة الأولى، حيث يخرج الزوجان عن دائرة الصمت العميق والتفكير إلى المناقشة الهادئة فقد حان الوقت لممارسة تلك اللعبة المثيرة التي تسمى هل تذكر يجب في هذه الدقائق الخمسة الأخيرة أن يصارح كل من الزوجين الطرف الآخر برأيه وأفعاله بكل صراحة ووضوح ولكن أيضاً بهدوء يحاول تجنب إثارة الطرف الآخر . ولكي تتجنب الحياة الزوجية الارتطام بصخور الخلافات والمشاكل قبل وقوعها هناك عدة قواعد يجب إتباعها، فيجب على كل من الزوجين التعمق في نفسية الآخر وبالتالي يقوم كل طرف بإرضاء الطرف الآخر فمثلاً أغلب الرجال يحبون المديح والإطراء فعلى المرأة تشجيع زوجها دائما بإبراز نواحي القوة في تصرفاته ومعالجة نواحي النقص بحكمة ودون أن تجرح ويجب على المرأة وضع قاموس لنفسية زوجها ويجب عدم إثارة المناقشات الانفعالية والهروب منها بقدر الإمكان وعدم اللعب بالنار..