كنا قد وعدنا في الحلقة الماضية أننا سوف نتناول أولى العلامات الصغرى المصاحبة للكبرى التي بدأت في الظهور .. والهدف من ذكر علامات الساعة ليس للتسلية وإنما تذكرة لأولي الألباب .. " فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها ". فأولى العلامات الصغرى المصاحبة للكبرى التي بدأت في الظهور .. هي انحسار نهر الفرات عن جبل الذهب .. وهذه العلامة ستظهر قرب ظهور المهدي .. وبالفعل بدأ نهر الفرات في انخفاض منسوب مياهه .. قال صلى الله عليه وسلم : " لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب يقبل الناس عليه .. فيقتتل من كل مائة تسعة وتسعون .. ويقول كل رجل منهم لعلي أكون أنا الذي أنجو " .. وتلك فتنة شديدة ومقتلة عظيمة .. قتال دائر بين الرجال من أجل أخذ الذهب .. ولا يصل إليه أحد .. ومن حضر تلك العلامة فلا يأخذ من الذهب شيئاً كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم : "يوشك الفرات أن يحسر عن جبل من ذهب فمن حضره فلا يأخذ منه شيء" .. وثاني علامة هو كلام السباع والجمادات للإنسان .. هل سُتدهش عندما تعلم أن هذه العلامة قد ظهرت من عهد النبي صلى الله عليه وسلم ! ففي الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء ذئب إلى راعي الغنم فأخذ منه شاة فطلبه الراعي حتى انتزعها منه.. قال : فصعد الذئب على تل فأقص – جلس على أسته- واستذفر –أدخل ذنبه بين فخذيه- فقال : عمدت إلى رزق رزقنيه الله عز وجل وانتزعته مني ، فقال الرجل : تالله إن رأيت كاليوم ذئباً يتكلم! قال الذئب : أعجب من هذا رجل في النخلات بين الحرتين يخبركم بما مضى وبما هو كائن بعدكم .. وكان الرجل يهودياً فجاء الرجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وخبره .. فصدقه النبي عليه الصلاة والسلام .. ثم قال الرسول صلى الله عليه وسلم :" إنها أمارة من أمارات بين يدي الساعة قد أوشك الرجل أن يخرج حتى تحدثه نعلاه وسوطه ما أحدث أهله بعده " .. ثالث علامة : تمني الموت من شدة البلاء : قال صلى الله عليه وسلم :" لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول ياليتني مكانه " .. قال ابن مسعود رضي الله عنه : سيأتي عليكم زمان لو وجد أحدكم الموت يباع لاشتراه .. إنه البلاء العظيم .. وابتعاد الناس عن شريعة الإسلام .. وكثرة القتل بين المسلمين .. وهذا ما هو حاصل اليوم.. رابعاً : كثرة الروم وقتالهم للمسلمين .. والروم هم الغرب عموماً .. قال صلى الله عليه وسلم : " لا تقوم الساعة والروم أكثر الناس " .. أعتقد أن هذه العلامة يمكن ملاحظتها بكل وضوح ! وسيغدر بنا بنو الأصفر .. وسيقاتلوننا .. قال عليه السلام : " أعدد ستاً بين يدي الساعة .. فذكر منها هدنة تكون بين بينكم وبين بني الأصفر – الروم –فيغدرون ، فيأتونكم تحت ثمانين غاية – راية – تحت كل غاية اثنا عشر ألفاً " .. بأبي أنت وأمي يا رسول الله وكأنك موجود بيننا, فنحن الآن نعيش ما أخبرت به حقيقة على أرض الواقع وستكون ملحمة عظيمة تنتهي بإذن الله بنصر المسلمين .. للموضوع بقية.
